عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 31-12-2012, 09:46 PM
سعد الرشيدي
ابـو مــحــمـــد
الصورة الشخصية لـ سعد الرشيدي
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 22 / 4 / 2006
عدد المشاركات : 3,276
قوة السمعة : 10

سعد الرشيدي قام بتعطيل خيار تقييم العضوية
غير متواجد
 
الافتراضي منازل غطفان في الجاهلية وصدر الإسلام


تقرير جديد من الباحث والعلامة/ عطالله بن ضيف الله المظيبري






منازل غطفان في الجاهلية وصدر الإسلام


نسبه: هو غَطَفَان() بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نِزَار بن معدّ بن عدنان.
وتحلُّ قبائل غطفان مساحة واسعة في عالية نجد، تمتدُّ من غرب بلاد القصيم حتى مشارف المدينة المنورة، ومن مشارف المدينة تمتدُّ شمالاً إلى الجهة الغربية من رمال عالج (النفود الكبير)، فتشمل حرتي (النّار وليلى)، ومساحة شاسعة مما كان يعرف قديماً بالجناب (صحراء الجهراء)، كما تنتشر على طول امتداد ضفتي وادي الرّمه من أعالي فروعه من حرّة النّار (حرّة بني رشيد) في الحجاز، حتى خرُوجه من بين جبلي أبانين في منطقة القصيم، وأيضاً تشمل عِدّة مواضع في شمال القصيم مثل: شرج (شري) وأُثال وناظره (نواظر) وضواحيها. ويجاورهم في الشمال بنو كلب، وفي الشمال الغربي قبائل: بنو عُذرة وبليّ وجهينه، وفي الشرق بنو أسد وطيء، وفي الجنوب بطون من بني كلاب من بني عامر بن صعصعه، وفي الجنوب الغربي بنو سُلَيم، وتحلُّ في الوسط منهم في عالية نجد بنو محارب بن خصفه ما بين فزاره حول وادي الجريب (الجرير) في الشرق وبني ثعلبه من ذبيان حول الربذة في الغرب.
إنّ هذا الانتشار لغطفان في أنحاء واسعة من نجد والحجاز كان قوامه في الجاهلية وصدر الإسلام قبائل: بنو ذبيان، بنو عبس، بنو أشجع، بنو عبدالله، بنو أنمار. وهذا الأخير كان بنوه يساكنون بني ثعلبه من ذبيان في ديارهم القديمة()، أمّا الآخرون فلكل قبيلة منهم منازل معروفة في ناحية من بلاد قومهم، تضيق وتتسع بتفاوت كثرة النسل بين كل قبيلة وأخرى. بيان هذا ما يلي:

 
1- بنو ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان
وهؤلاء ثلاث قبائل كبيرة؛ هم:
أ- بنو فزارة بن ذبيان:
ومنهم: بنو عَدِيّ، بنو بدر، وهم بيت الشرف في فزارة، وبنو مازن، وبنو شمخ، وبنو زنيم، جريد، وبنو العشراء، وبنو عَمِيرة()، وبنو عُقبة، وبنو صبح، وبنو نفيل، وبنو حذيفة، وبنو حصن، والشنفة، وبنو ظالم، وبنو سعد بن بكر، والمواجد، والمواشي، واللواحق، المساور، القبوس، والطواسي، والمقاومة، والعلاوي، وبنوسكين، وبنو سَلَمَة، وغيرهم.
ومن دراسة منازل فزارة يتضح أنها كانت متباعدة عن بعضها، مما يدل على أن فروعاً كثيرة منها كانت تملك من العدد وأسباب القوة ما أتاح لها مثل هذا التباعد في المنازل، فالمصادر تبيّن أن بلادهم تمتد من الجهة الغربية من رمال عالج (النفود الكبير) شمالاً شرقياً من تيماء حول سبّا():


سقَى اللهُ حيًّ من فزارة دارهم


بسبَّى كراماً حيثُ أمسوا وأصبحوا

هُمُ أدركوا في عبد ودٍّ دماءَهـم




غداة بنات القين والخيل جُنَّحُ

كأن الرجالَ الطالبين تِراتِهم


أسودٌ على ألبادها فهي تمتحُ



منساحة في المواضع الواقعة ما بين جبل (أجا) شرقاً وامتداد السفوح الشرقية لحرّتي: (ليلى، والنار) غرباً، ثم تمتد جنوباً شرقياً إلى حدود بلاد بني أسد()، وعلى طول امتداد الضفة الغربية لوادي الرمّة إلى جبل أبان الأحمر، وتشارك بني أسد في أبان الأسود() مع اتساع رقعة بلادهم في الضفة الغربية لوادي الرمّة عرضاً إلى النقرة()، ومنها تأخذ خطاً جنوبياً شرقياً حتى ملتقى وادي طلال بوادي الجرير(). ثم تنحرف شرقاً إلى شعبا وفيها()، ومنها يأخذ شمالاً في اتجاه رمل فزارة (نفود كتيفة)() وجبال الزهاليل (اللهيب)() إلى جبل أبان الأحمر، لتشمل ديارهم في هذه الجهة ما بين هذا الخط ووادي الرّمة.

ومن معالم بلادهم:
أولاً: الجبال، ومن جبالهم في الشمال: جبل برد، عرنان، رُؤاف، صبح (ظلما)،وظفر (ظفره)(). وفي الوسط: جبل طميّة()، أبان، أبرق الحنّان؛ وهذا الأخير لبني سعد بن بكر من بني فزارة؛ وسيأتي في الحديث عن بلاد بني ثعلبه من ذييان تفاصيل أكثر عنه، وقال البكري: يقال أبرق العزّاف وأبرق الحنّان: واحد؛ لأنهم يسمعون فيه عّزِيف الجنّ(). وفي الجنوب: شعبا() وجبال الزهاليل (اللهيب).
ثانياً: المياه: تذكر المصادر القديمة أن لفزارة وجوداً ظاهراً في بني سعد بن بكر من فزارة في فدك (الحائط)، ويديع (الحويّط) ونخل (الحناكية)، وهي واحات من أثرى بلاد غطفان بالمياه: (آبار، عيون، وأحساء)، ولهم مثل هذا من المياه في الجبال التي لهم فيها وجود كجبل أبان الأحمر مثلاً.



أوهام حول بني سعد بن بكر من فزارة


وأجدني هنا مدفوعاً إلى أن أدلي بدلوي في مسألة طال الخلط والغلط فيها، ففي "معجم شمال المملكة: 3/1389" أورد الشيخ حمد الجاسر في سياق كلامه على موضع "الهمج" بعض أقوال أهل العلم في خبر سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر من فزارة سنة ست من الهجرة بفدك، وبعد أن ذكر أن الهمج وادٍ لا يزال معروفاً، وهو أعلى وادي الرقم (الرقب) يفيض في موقع قرية الرقم القديمة (العَميرة). ثم قال: ويحسن التنبيه إلى أن صاحب "الطبقات" ذكر أن هذه السرية لغزو بني سعد بن بكر. وسعد بن بكر – عند الإطلاق – ينصرف إلى أظآر النبي صلى الله عليه وسلم – الذين أرضعوه – وهؤلاء بلادهم بقرب مكة والطائف. فأية صلة لهم بفدك؟ أو بيهود خيبر. لاشك أن كلمة (بن بكر) خطأ. وأن المقصود سعد بن ريث بن غطفان، فأولئك هم أهل تلك البلاد، وغطفان هم حلفاءُ اليهود وجيرانهم في خيبر، والواقدي وهو شيخ ابن سعد صاحب "الطبقات" لم يذكر في "المغازي" عند سياق القصة (بن بكر) ولكن محقق الكتاب أخطأ فذكر في الفهرس (سعد بن بكر).
وأقول: الحق بخلاف هذا، فقد ذكرهم الطبري بهذا الاسم ضمن جموع بني ثعلبة وبني مرّة وبني عبس من غطفان، في خبر الحملة التي قادها أبوبكر الصديق إلى بني ثعلبة من ذُبيان أيام حروب الردّة، فالتقى بهم بأبرق الربذة()، وقال البكري: حمامة على لفظ الطائر: ماء لبني سعد بن بكر بن هوازن بأبرق العزّاف، وقال: قال يعقوب: حمامة ماء يختصم فيه بنو ثعلبة بن عمرو بن ذبيان وبنو سليم، ثم قال في رسم العزّاف: ويقال أبرق العزّاف وأبرق الحنّان واحد؛ لأنهم يسمعون فه عزيف الجِنَّ، وقال الخليل: العزّاف رمل لبني سعد. وقال: قال يعقوب: اللعباء بين الربذة وبين أرض بني سليم، وهي لفزارة وبني مرّة وبني أنمار بن بغيض(). وفي كتاب "المناسك: 328" الربذة لقوم من ولد الزبير بن العوام، وكانت لفزارة، وزاد السمهودي أيضاحاً قال: قال الأسدي: الربذة لقوم من ولد الزبير، وكانت لسعد بن بكر من فزارة(). وقال ياقوت: أبرق الحنّان:... وهو ماء لفزارة().
وبناء على ما تقدم ففزارة الوارد ذكرهم في موضعي: (العزّاف ، حمامة)، ليسوا إلا بني سعد بن بكر من فزارة وتلك بلادهم منذ القدم، ولا وجود لبني سعد بن بكر بن هوازن في بلاد بني ثعلبة من ذبيان، لا قبل الإسلام ولا بعد مطلع فجره. ولعل الأستاذ: راشد بن حمدان الأحيوي أوفى من بسط القول في تفنيد أقوال من قال بنسبة بعض المواضع المتقدم ذكرها إلى بني سعد بن بكر بن هوازن، مع بيان ما فيها من أوهام، قال: قلت: القول بأن أبرق العزّاف من منازل بني سعد بن بكر بن هوازن لا يصحّ فهذه ديار فزارة، ولا وجود لهوازن في هذه الأنحاء، بل هي ديار غطفان أصل فزارة، والصحيح أنه من منازل بني سعد بن بكر من فزارة وليسوا سعد بن بكر بن هوازن()... ويبقى القول أن سؤال الشيخ حمد الجاسر - يرحمه الله - الاستنكاري: أية صلة لهم - أي بني سعد من هوازن - بفدك؟ رداً على من قال متوهماً أن سرية علي بن أبي طالب كانت إلى بني سعد بن بكر بن هوازن كان وجيهاً ومحقّاً، إلا أن قوله: "لا شك أن كلمة (بن بكر) خطأ وأن المقصود سعد بن ريث بن غطفان" قد صوّب الخطأ وخطّأ الصحيح.



آخر تعديل بواسطة سعد الرشيدي ، 01-01-2013 الساعة 09:22 AM.


توقيع سعد الرشيدي
(((مواضيعي المختارة ويشرفني مروركم لها)))


ويشرفنا متابعة قناة بني عبس على الرابط التالي