بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك أختي على هذا الموضوع الرائع الجميل الذي أسال الله تعالى أن يجعله حجاباً وحرزاً لك من النار يوم لا ظل إلا ظله .
أختي الكريمة
لقد طرحت هذا الموضوع في منتدى الحوار الهادف وكان حقه ـ من وجهة نظري ـ المنتدى الإسلامي لأنك قد أحكمت أقفال النقاش في هذا الموضوع ولم تبقي لنا ما نناقش به فأنت جئت بالجمل وماحمل ، وإن كان شيخنا الفاضل أبو عيسى قد أسهب إسهاباً كافياً في تفصيل هذا الموضوع وألمّ به من جميع جوانبه ، وحقّ له ؛ فهو صاحب علم أسأل الله أن ينفع به ويجزيه عنا خير الجزاء .
أختي لعلّي أضيف شيئاً للتزيد من الفائدة والعلم .
فلقد قال سبحانه
( يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور )
فبدأ سبحانه بذكر الإناث جبراً لهن لاستثقال الوالدين لمكانهن وقيل وهو أحسن إنما قدمهن للسياق لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان فإن الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالباً وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان ، فالله سبحانه قدّم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهن أي هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي على الذكر وتأمل كيف ذكر سبحانه الإناث وقدمهن على الذكور في الايه الكريمه
|
قال أبو حيان الأندلسي:
"وقدّم تعالى هبة البنات ، تأنيساً لهن ، وتشريفاً لهن ، ليُهتم بصونهن والإحسان إليهن " .
وقال واثلة بن الأسقع :"من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر ،لأن الله تعالى بدأ بالإناث " .
وقال الزمخشري : " ( فإن قلت) لمَ قدّم الإناث على الذكور مع تقدمهم عليهن ؟ ثم رجع فقدمهم ولمَ عرّف الذكور بعد ما نكّر الإناث ؟ ( قلت ): لأنه ذكر البلاء في آخر الآية الأولى ، وكفران الإنسان ، نسيانه الرحمة السابقة عنده . ثم ذكره بذكر ملكه ومشيئته ، وذكر قسمة الأولاد فقدم الإناث ، لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاؤه لا ما يشاء الإنسان ، فكان ذكر الإناث اللائي من جملة ما لا يشاؤه الإنسان أهم والأهم أوجب التقديم . والبلاء الجنس الذي كانت العرب تعده بلاء ذكر البلاء وأخر الذكور فلما أخرهم لذلك تدارك تأخيره ، وهم أحق بالتقديم بتعريفهم ، لأن التعريف تنويه وتشهير كأنه قال : ويهب لمن يشاء الفريقين الأعلام المذكورين الذين لا يخفون عليكم ، ثم أعطي بعد ذلك كلا الجنسين حظه من التقديم والتأخير ، وعرفان تقديمهن لم يكن لتقدمهن ، ولكن لمقتضى آخر فقال ( ذكرانا وإناثا ) كما قال : " إنا خلقناكم من ذكر وأنثى " (الحجرات 13) وقال "فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى"( القيامة 39 ) " انتهى .
وقال أبو بكر بن العربي في قوله تعالى : " أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً " قال علماؤنا يعني آدم ، كانت حواء تلد له في كل بطن توأمين ، ذكراً وأنثى . تزوج ذكر هذا البطن أنثى البطن الآخر " انتهى .
فاااقووول هنا ::: انتم أيه الرجال من تتحكمووون بجنس المخلوق وليس المرأه فاحمدوا ربكم على ان معظم النساء لا يعلمن بذلك والا لما صبروا عليكم دقيقه واحد هههه...
|
أختي الكريمة
تقولين أنتم أيها الرجال تتحكمون بجنس المولود !!
أين مشيئة الله من هذا القول ؟!
فالأحاديث التي وردت وساقها شيخنا أبو عيسى لم تثبت ذلك ، وإنما جاءت لبيان هذه العملية في تكوين الجنين ولم تذكر أن الرجل هو الذي يتحكم بها .
لا الرجل يقدر على ذلك ولا المرأة قادرة ، فهي قدرة الله ولا يتحكم بها أحد غيره .
نحن اذن امام ست حالات تفرض نفسها علينا كالاتي :
1) ان يسبق ماء الرجل ويكون اكثر فيحصل له الذكوره والشبه
2) ان يسبق ماء المرأه ويكون اكثر فيحصل له الانوثه والشبه
3) ان يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأه اكثر فيحصل له الذكوره والشبه للمرأه
4) ان يسبق ماء المرأه ويكون ماء الرجل اكثر فيحصل له الانوثه والشبه للرجل
5) ان يسبق ماء المرأه ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه
6) ان يسبق ماء الرجل ويستويان فيؤنث ولا يختص بشبه
|
شيخنا الفاضل
أعتقد أنك عكست ما لوّن بالأحمر
ـــ أن يسبق ماء المرأة ويستويان فيؤنث ولا يختص بشبه .
ـــ أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه .
أشكركم جميعاً
وأسأل الله لنا ولكم التوفيق في الدارين .