أختــآهـ ... رعبوبــه
شكرا لكــي ... على حرصك الدائم في طرح المواضيع الشيقة .. التي تفرض على كل قاري لها .. أن يشارك فيها براي او برد .
وإسمحي لي أختي العزيزه ... بالمشاركة .. وأن ادلوا بدلوي .. مع من سبقوني من الاخوان والاخوات بالمشاركة والرد على الموضوع .
في البداية علىينا أن نفرق بين ( الحياء ... والخجل )
المطلوب من الرجال .. وكذلك أخواتنا النساء هو ((( الحياء ))) وليس (( الخجل ))
وتوضيحاً للفرق بينهما :علينا أن نعرف الحالتين .. وأن نأخذهما من جميع الجوانب ... الدينية .. والعلمية .. وغيرهما
* الخجل : هو شعور بشري , يشعر بالإهانة , والخزي ,أو الاتهام .
فهناك نوعان للخجل .. وهما : ( خجل حقيقي وخجل زائف )
الخجل الحقيقي يكون مصاحباً للإهانة حقيقة أو إتهام حقيقي,
أما الخجل الزائف هو شعور زائف بدون أسباب حقيقة .
كما أطلق عليه أنه ‘‘ العاطفة التي تخبرنا أننا لا شي ‘‘ .
يسيطر الخجل على الإنسان في درجات مختلفة منها ماهو طفيف ومنها كبير إلى درجة يشل فيها الإنسان
ويفقده دوره الفعال في الحياة الإجتماعية .
* أما الحياء : فهو خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح , فهو من صفات النفس المحمودة التي تستلزم الأنصراف من القبائح وتركها وهو أفضل صفات النفس واجلها وهو من خلق الكرام وسمة أهل المرؤة والفضل .
وينقسم الحياء من حيث الاصل إلى قسمين :
1 ) حياء فطري غريزي . وهو ماويولد به الانسان ويرافقه طوال حياته .
2 ) حياء مكتسب . وهو : كما القرطبي رحمه الله ( الحياءالمكتسب هو الذي جعله الشارع من الايمان غير أن كان فيه غريزة الحياء فإنها تعينه على المكتسب وقد يتطبع بالمكتسب حتى يصير غريزياً .
أما انواع الحياء هي :
1)الحياء من الله .
2)الحياء من الملائكة .
3)الحياء من الناس .
4)الحياء من النفس .
( 1 ) الحياء من الله:
قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق:14] وقال تعالى: مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91] إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].
فتجرؤ العبد على المعاصي واستخفافه بالأوامر والنواهي الشرعية يدل على عدم إجلاله لربه وعدم مراقبته لربه.
فالحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهي. قال رسول الله : { استحيوا من الله حق الحياء } قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال: { ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء }.
معنى الحديث: { استحيوا من الله حق الحياء } أي استحيوا من الله قدر استطاعتكم لأنه من المعلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بكل ما عليه تاماً كاملاً ولكن كل على حسب طاقته ووسعه قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
( 2 ) الحياء من الملائكة:
من المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار.. وهناك ملائكة يصاحبون أهل الطاعات مثل الخارج في طلب العلم والمجتمعين على مجالس الذكر والزائر للمريض وغير ذلك.
وأيضاً هناك ملائكة لا يفارقوننا وهم الحفظة والكتبة وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ [الإنفطار:11،10] أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ [الزخرف:8].
إذاً فعلينا أن نستحي من الملائكة وذلك بالبعد عن المعاصي والقبائح وإكرامهم عن مجالس الخنا وأقوال السوء والأفعال المذمومة المستقبحة. قال : { إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوا منهم وأكرموهم }.
( 3 ) الحياء من الناس:
وهذا النوع من الحياء هو أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة لأنه يترتب عليه القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة... والحياء من الناس قسمين:
1 ـ هذا قسم أحسن الحياء وأكملة وأتمه. فإن صاحبه يستحي من الناس جازم بأنه لا يأتي هذا المنكر والفعل القبيح إلا خوفاً من الله تعالى أولاً ثم اتقاء ملامة الناس وذمهم ثانياً فهذا يأخذ أجر حيائه كاملاً لأنه استكمل الحياء من جميع جهاته إذ ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين والشرع ويذمه عليها الخلق.
2 ـ قسم يترك القبائح والرذائل حياء من الناس وإذا خلا من الناس لا يتحرج من فعلها وهذا النوع من الناس عنده حياء ولكن حياء ناقص ضعيف يحتاج إلى علاج وتذكير بعظمة ربه وجلاله وأنه أحق أن يستحيا منه لأنه القادر المطلع الذي بيده ملكوت كل شيء الذي أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فكيف يليق به أن يأكل من رزقه ويعصيه ويعيش في أرضه وملكوته ولا يطيعه ويستعمل عطاياه فيما لا يرضيه.
( 4 ) الحياء من النفس:
وهو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون.
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحسن السريرة. فيجد العبد المؤمن نفسه تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من الحياء. فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر.
يقول أحد العلماء: ( من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر ).
اقدم اسفي أختـآهـ على الإطالة ... لكن احببت أن اثري موضوعك بما ريته يستحق .. ولكي تعم الفائدة على الجميع .. وهذا ما نرجوه جميعا .
وهذا والله اعلم
تقبلي تحياتي
أخوكــ
نـآيف