[عيسى العرعري]

سررت جدا عندما تلقيت تكليف مهمة من مجلة الأقلاع للتواجد في دار العجزة لنشر تقرير

مفصل عن قضآيا العقوق اللتي بآتت تكثر وتكثر وتكثر ..!

فكرت بالذهاب مرة ومرتان وثلاث وفي النهاية ذهبت إلى هناك وليتني لم أذهب

شعور غريب أعجز عن وصفه

من أول خطوآتي اللتي أعلنت وصولي لمبنى دآر العجزة وأنا أعيش الحزن بكل مقاييسة !

ربما لأنني أشفق على تلك الوجوه قبل حتى أن أراها ..

توقفت للحظآت وترددت سئلت نفسي هل سأكون بعد خمسون سنة هنا ؟

هل سأضمن أبنائي ووفائهم لي ؟ أم سأضمن الظروف ؟

لم أجد الأجابة اللتي تمنيت أن أجدها ..

قررت أن أواصل مسيرتي بقدر المستطاع مبعدة قلبي كل البعد عن عقلي ..

أستسلمت عندما رأيت المشرفة على الدآر فالآن لامجال للتراجع أبدا ..

ألقيت التحية بحرارة عليها أخبرتها أنني من مجلة الأقلاع وأود أن أقم بعمل منشوري للمجلة

تضامننا مع هذة الفئة رحبت بي لكوني من مجلة الأقلاع أولا ولكوني من الأقلاع ثانيا !

نظرت إليها وأبتسامة علت وجهي لرقتها ولطفها وأخبرتني أن العجزة الآن في حديقة الدار وأشارة

إلي بحاجبها اللذي خرج من أعلا نقابها قبل يدها ..!

أبتسمت وفي داخلي ألف جرح وجرح ومضيت أحمل نفس على أكفي أفكر في حآل هؤلاء الأبناء

اللذين رموا أبآئهم دون رأفة أو رحمة أوحتى وفاءّ بهم لأنهم هم من أنجبوهم لهذ الحياة

أنفقوا عليهم وربوهم بكل حب وود وكبروهم وبعدما كبروا رموهم ..

فتحت ذاك الباب الزجاجي بكل قوة ومنذ أول مافتحت شعرت بأن الهواء قد تخللل لكل ذره في جسدي

فالدار مظلمه وكئيبة وكأنها مهجوره تزيدهم هم على هم آه لو عندي مال لقلبت هذ الدار جنه لهؤلاء العجزه

فربما نسوا القليل من الهم اللذي رسم الحسرة على وجوههم !