الموضوع: اسال عن الاحبه
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 31-01-2009, 10:19 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
اهلا وسهلا بك اخي الكريم
اخي :. إن الإسلام ربط بين المؤمنين برباط متين هو رباط الأخوة التي تقتضي التعاون والتراحم، يقول تعالى: " إنما المومنون إخوة" . وتزيد بين ذي القربي

هذا وإنه إذا كان واجب علماء الأمة وخطبائها ووعاظها وسائر القائمين بشؤون الدين فيها إرشاد الناس إلى واجبهم مع الله ومع الناس، وإذا كان من واجبهم تذكير الناس بما قال الله وما قال رسوله الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام في باب العبادات والمعاملات، فإن من أوكد واجباتهم كذلك، بل أولا وقبل كل شيء، تنبيههم إلى القيم الأساسية لديننا الحنيف وإلحاحهم على الناس من أجل استحضارها والتحلي بها، وعلى رأس هذه القيم فضيلة المحبة ومكرمة التضامن، فهما سر نجاح الأمم، وهما مخ العبادة والتدين.

ذلك أن المحبة التي فرضها الإسلام على أبنائه، إذا كانت محبة صادقة، لهي الدليل القاطع على صدق الإيمان مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وهي لحمة بين المؤمنين تقوي العلاقة بينهم كما أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا).

وإن من أبرز مظاهر هذه الأخوة والمحبة، التراحمُ والتعاطفُ، والتعاون والتعاضد، وتبادل الإحسان، الإحسان بمفهومه العام والشامل الذي لا يقف عند حد، والذي به يشعر المؤمن الذي ألمت به الحاجة، واضطرته الفاقة، بمكانته بين إخوانه المسلمين، وأنه لن يضيع بينهم.

ولقد رسمت النصوص الشرعية نموذجا رائعا ومثالا رفيعا للتضامن بين المومنين، إذ كان في المسجد النبوي جماعة من فقراء المسلمين حبسوا أنفسهم للتعليم والتفقه في الدين، فأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلا: (من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث (أي بشخص ثالث)، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس)، ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم تعاون الأشعريين (وهم قوم أبي موسى الأشعري رضي الله عنه) وأثنى على تضامنهم فقال عليه السلام: " إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو (أي نفد طعامهم) ‏أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم" أخرجه البخاري ومسلم.

فما أحوج المسلمين إلى الإحساس بهذا الواجب الديني، حتى لا يشملهم وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء في قوله عليه السلام: »أيما أهل عرصة، (والعرصة هي ساحة الدار) بات فيهم امرؤ جائع، فقد برئت منهم ذمة الله عز وجل « وفي قوله صلى الله عليه وسلم: »ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به« والجوع في هذا الحديث إنما هو مثال ضربه الرسول الكريم للحاجة في مختلف صورها، ومن أجل ذلك نبه الإسلام أتباعه إلى أن واجب الفرد منهم أن يعمل من أجل الجميع، وألا يعيش فقط لنفسه وأنانيته، روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »من كان معه فضل ظهر (أي له مركوب زائد عن حاجته) فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد، فليعد به على من لا زاد له«، قال أبو سعيد الخدري، فذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل، أي في الزائد عن حاجته.

وفي الختام نحييك ونحيي
الاستاذ احمد جعفر الرشايدة استاذنا الكبير
الاخ نافع الدريبى
المراقب العام خاتم الرشيدى


توقيع الاجهر