|
الشكوى
أتساءل دائما عن دوافع الشكوى لدى الناس وما الظروف التي جعلت من الشكوى ملاذا لكثير
من الناس, هل الشكوى بيان لضعف الانسان أم هي تمرد على الواقع أم هي فقط لجوء الى
رحمة الغير , الشكوى موجودة في حياتنا اليومية بل قد تكون في بعض الأحيان مطلوبه
ولكن كثرتها غير المبرره قد تميت الهمة وتضعف الشعور بالتوكل على الله, فا لأنسان
الذي يكثر شكواه الى الناس في عظائم الأمور وصغائرها تجده دئما تحت رحمة الانتظار
راجيا من ( الغير) التحرك لحل مشاكله
رأي بعض السلف رجلا يشكو الى فاقته وضروته فقال : ياهذا والله مازادت على أن شكوت
من يرحمك الى من لا يرحمك وفي ذلك قيل :
واذا شكوت الى ابن ادم انما
تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
ا1ن من المنطق أن تكون الشكوى لله وحده لا لسواه من البشر الذين لا يملكون ضرا ولا نفعا
من دون الله ومهما ابتليت من مصائب فأنت المسؤول الاول عنها فأذن الخلل يوجد فيك
أنت فليس هناك بد من تغييره دون اللجوء الى الله عز وجل مقلب القلوب ومدبر الأمور لانه
هو الأجدر بالشكوى اليه قال تعالى :((( وما أصابك من سيئة فمن نفسك ))
قد يصاب المسلم بمصاب جلل فيلجأ الى من رأى فيه الخير لمساعدته على تجاوز مصابه
وهذا من أخلاقيات ديننا الحنيف , ولكن ما أرمي اليه في هذا المقام هو عدم حجب همة
النفس الأبية بحجاب الشكوى ودحر التوكل على الله والتفرغ فقط بالشكوى والتشكي
دون المحاولة في خوض غمار الحياة ومجابهة ما تواجهنا فيها من مصائب بقلب مؤمن
وهمة عالية,
فالشكوى وان تعددت مسمياتها عند البعض فهي تقود الى نفس النتيجه فعلو الهمة
واللجوء بالشكوى الى الله عز وجل وحده كفيلان بثبات أقدام المسلم لمواجهة منغصات الحياة,
واني أشكي الى الله من شكواكم لغيره وأشكو نفسي الى الله اذا شكوت غيره
قال ابن القيم :(( الجاهل يشكو الله الى الناس , وهذا غاية الجهل بالمشكور اليه فأنهلو عرف
ربه لما شكاه ولو عرف الناس لما شكا اليهم فالمراتب ثلاثة
أخسها : أن تشكو الله الى خلقه.
وأعلاها : أن تشكو نفسك اليه.
وأوسطها : أن تشكو خلقه اليه.
|