عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 04-01-2009, 09:05 PM
ابوجا الرشيدي
شخصية هامة بجمهورية السودان
رقم العضوية : 5719
تاريخ التسجيل : 20 / 11 / 2008
عدد المشاركات : 58
قوة السمعة : 16

ابوجا الرشيدي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي التوفق في حياة قبيلة الرشايده بجمهورية السودان :-
بما أن النشاط الأساسي لقبيلة الرشايده في منطقة الدراسة يتمثل في تربية الماشية (من الإبل ـ والأغنام) والإعتماد عليها في توفير ما يحتاجون إليه من تقنيات مختلفة في الغذاء والمسكن والري والرعي والمواصلات وحتى الطاقة أحياناً، وحيث أن الحياة الحيوانية تعتمد على موارد البيئة الطبيعية من الماء والكلأ وهما عنصران متغيران ـ فإن قبيلة الرشايده الرحل تتحرك بشكل مستمر وراء الأماكن التي يوجد فيها الماء والكلأ، وتتحرك من شديد (رحيل) أو نزول في فصل الصيف (مقطان) أو الربيع مرباع أو الخريف مخراف للبحث عن أماكن تتوافر فيها كافة جوانب الحياة البدوية وتتكيف مع الظروف الزمنية والمكانية، هي نمطان أساسيان لهذا النمط الإيكولوجي الذي يتغير فيهما إنتاج التقنيات التقليدية، ويتغير فيهما ممارسة النشاط اليومي، ويتغير فيهما المكان... الخ.
وسوف نتناول هذا التأقلم الإيكولوجي بشيء من الإيجاز من خلال إستعراض ظروف الحياة البدوية (السنويه ـ اليوميه) في مجتمع الدراسة.
ينقسم المناخ إلى مناخين الخريف ويبدأ من 15 يونيو وهي الرشاش حتى 15 يوليو بداية الخريف وينتهي في 15 أكتوبر ويبدأ البرد حتى 15 مارس ويقال عليه الدرت. وبعدها فصل الصيف والذي يبدأ من 15 مارس حتى15يونيو ويتخلله الكنة وهي كنة الثريا أربعين يوم من يوم 5 مايو حتى 15 يونيو. هذا جهة كسلا والبطانة.
أما البحر الأحمر فتمطر من 15 نوفمبر حتى 15 فبراير. ويكون ربيع حتى مايو في 15 مايو يبدأ الصيف في البحر الأحمر وتهب رياح الهباباي على منطقة طوكر وهي من أصعب الرياح في شرق السودان وهي منطقة رمال متحركة وهي بسبب الأمطار التي تنزل في جهة مناخ الخريف.
وهنالك بعض أفراد القبيلة بالأخص بعض فروع البراطيخ وجزء من البراعصه يقضون الخريف في جهة كسلا والربيع في جهة البحر الأحمر.
ما بدأ الرشاش حتى تتطلع الرحل إلى الرحيل من مقطانهم إلى أماكن تساقط الأمطار وكذلك من 15/11 في البحر الأحمر ـ وتظل أعينهم متلهفة إلى مشاهدة البرق واخياله.
كما قال الشاعر أحمد نفاع بركات ابن زعيم قبائل الرشايده نفاع بركات عليهم رحمة الله.
أهل الوادي وغيره والجبال اللّي تلاويهـــــــــا
اليا الظلع رحمان الياما السوق قـاروره
الياما الظلع شعبه والجبال اللي شماليهـا
اليا عين والتوكر الياما ظلعان مستـوره
سرت مزنه من المغرب الياما الصبح أراعيها
يا كم دار استقت منها وهي من قبل ممطوره
بعد ما خضرت بالنبت ثاني قام ذاريهــا
ومن هو شد عنها يوم زانت رد مظهـوره
وقولــــه :
البارحة البرق اخيله والعرب في نومها رقود
هجعة من الليل ربانه تغشاني نشيـره
من غيبة الشمس اليا طلوعها براقها يقــود
والمرعده حسها مثل البعير في اتلى هديره
ويشتهر ذلك في أخبارهم ومداولات مجالسهم ويتوجهون بالشكر إلى الله عز وجل لإغاثتهم بالغيث. وعندما يعلم البدو بنزول المطر بهذه الطريقة أو عن
طريق الأشخاص والإبل والمرعى والماء هو موضوع الساعة وكل ساعة في حياة الرشايده([1]).
ويسألون عن الربيع أو الخريف والأمطار ـ والغطاء النباتي ونوعه ومكانه وقرب المياه ووجودها وعدمها وبعد تحقيق الفريق من نزول المطر يرسلون من يستطلع مكان نزول المطر، ومدى غزارته وذلك بزيارة مساقطه ليرى مدى إمكانية الرحيل إليه من عدمها، فبعد مرحلة التحري هذه والتي يرجى منها توافر المعلومات عن المناطق التي تمثل خطوات سيرهم وترحالهم، تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة التثبت من المعلومات المتوافرة، فتختار الجماعة البدوية شخصا يمتاز برجاحة العقل وبعد النظر ومعرفة الأرض أو عدد من الأشخاص يسمونهــم (طراش أو طراشين) يذهبون قبل رحيل البدو لتحديد ومعرفة المكان الذي ينزل به الفريق وعلى هذا الشخص (الطراش) القيام بالعديد من المهام التي منها:-
1 - البحث عن الأراضي التي تتوافر فيها المراعي الجيدة وتحديدها.
2 - على الطراش مراعاة عدد الفرقان الموجودة في المنطقة،هل هي كثيرة ام قليلة لأن كثرة أعداد الفرقان وحيواناتهم في المنطقة تهلك غطاءها النباتي في فتره زمنيه قصيرة، خاصة عندما تكون هذه المنطقة صغيرة المساحة وخاصة في فترة الرشاش.
3 - عليه أيضاً البحث عن أقصر الطرق التي توصل إلى المنطقة وكم يوم تحتاج.
4 - عليه أيضاً مراعاة البعد أو القرب من موارد المياه، وهذا يختلف بإختلاف الفترة الزمنية.
وبعد أن يعود الطراش من مهمته ويلتقي بشيخ الفريق أو كبيرهم ويعرض عليه ما معه من أخبار ومعلومات عن المناطق التي حددها ويراها مناسبة، وبعد أن يتشاور الفريق فيما بينهم يتقرر الشديد ـ الرحيل.
وهذه قصيده احتوت وصف المراعي ووصف شديد الفرقان موضحاً فيها الشاعر إرسالهم الطراش وفرحتهم بذلك، حيث يقول :-
يا العين وادي سلاله عقبته الظعـــــــون
القابله في محمد قــــــول والاوراه
طراشهم يوم جاءهو قال ويش تحترون
الديره مربعه والرعي في أول حمـــاه
فيقوم الرجال بتحضير الجمال والأغنام للرحيل وتسرع النساء إلى طي بيوت الشعر ولفها تمهيداً لشدها على الجمال واليوم دخلت السيارة وفي السابق تحوي الحوايا على الجمال ويكون للطراش وفرسان الفريق جمال هجن وللنساء جمل شد ويكون الفريق بعدد الجمال المشدود عليها ظعن...... الخ
عند ذلك يتباشر الفريق بهذا الخبر السار وتغمرهم الفرحة والسرور بهذا الحدث المفرح، وتحدوهم الرغبة للإنتجاع الى ذلك المكان قبل غيرهم من الفرقان البدوية الأخرى، ويكون الطراش والرجال في مقدمه الظعن وبعض الفرسان من الخلف لحماية الظعن والمراقبة لمن يريد نجده والتبليغ للشيخ بما يحدث من وقوع أحد من الركب أو مرضه أو لأي حالة ليقرر الشيخ النزول حتى إزالة الحدث أو التشاور فيمـــا يفعل.
وتختلط أصوات المناداة بين شخص وأخر في توجيهات الرجال للنساء والأطفال والرعاة فيما يفعلون، وحثهم على الحرص وعدم نسيان شئ من لوازم أو مقتنياتهم، فتنقل الأدوات من بيت الشعر والخيمة وكل أدواتهم على أن تسبق الأغنام والإبل التي تسرح إلى المكان المحدد ليكون نزلاً جديداً لهذا الفريق وإذا كان قريب يمكن أن يكون شده أو أكثر من ذلك إذا كان بعيد وعند الوصول إلى المكان المحدد ينصبون الخيام لكي ينتظر الفريق وصول الإبل والأغنام لكي تكتمل دائرة الحياة اليومية لدى الفريق.


([1]) مبروك مبارك الرشيدي، الرشايده طنايا عبس، ص 281 الإبل والمرعى، مركز فجر للطباعة والنشر والتجميع، القاهرة.


بما أن النشاط الأساسي لقبيلة الرشايده في منطقة الدراسة يتمثل في تربية الماشية (من الإبل ـ والأغنام) والإعتماد عليها في توفير ما يحتاجون إليه من تقنيات مختلفة في الغذاء والمسكن والري والرعي والمواصلات وحتى الطاقة أحياناً، وحيث أن الحياة الحيوانية تعتمد على موارد البيئة الطبيعية من الماء والكلأ وهما عنصران متغيران ـ فإن قبيلة الرشايده الرحل تتحرك بشكل مستمر وراء الأماكن التي يوجد فيها الماء والكلأ، وتتحرك من شديد (رحيل) أو نزول في فصل الصيف (مقطان) أو الربيع مرباع أو الخريف مخراف للبحث عن أماكن تتوافر فيها كافة جوانب الحياة البدوية وتتكيف مع الظروف الزمنية والمكانية، هي نمطان أساسيان لهذا النمط الإيكولوجي الذي يتغير فيهما إنتاج التقنيات التقليدية، ويتغير فيهما ممارسة النشاط اليومي، ويتغير فيهما المكان... الخ.
وسوف نتناول هذا التأقلم الإيكولوجي بشيء من الإيجاز من خلال إستعراض ظروف الحياة البدوية (السنويه ـ اليوميه) في مجتمع الدراسة.
ينقسم المناخ إلى مناخين الخريف ويبدأ من 15 يونيو وهي الرشاش حتى 15 يوليو بداية الخريف وينتهي في 15 أكتوبر ويبدأ البرد حتى 15 مارس ويقال عليه الدرت. وبعدها فصل الصيف والذي يبدأ من 15 مارس حتى15يونيو ويتخلله الكنة وهي كنة الثريا أربعين يوم من يوم 5 مايو حتى 15 يونيو. هذا جهة كسلا والبطانة.
أما البحر الأحمر فتمطر من 15 نوفمبر حتى 15 فبراير. ويكون ربيع حتى مايو في 15 مايو يبدأ الصيف في البحر الأحمر وتهب رياح الهباباي على منطقة طوكر وهي من أصعب الرياح في شرق السودان وهي منطقة رمال متحركة وهي بسبب الأمطار التي تنزل في جهة مناخ الخريف.
وهنالك بعض أفراد القبيلة بالأخص بعض فروع البراطيخ وجزء من البراعصه يقضون الخريف في جهة كسلا والربيع في جهة البحر الأحمر.
ما بدأ الرشاش حتى تتطلع الرحل إلى الرحيل من مقطانهم إلى أماكن تساقط الأمطار وكذلك من 15/11 في البحر الأحمر ـ وتظل أعينهم متلهفة إلى مشاهدة البرق واخياله.
كما قال الشاعر أحمد نفاع بركات ابن زعيم قبائل الرشايده نفاع بركات عليهم رحمة الله.
أهل الوادي وغيره والجبال اللّي تلاويهـــــــــا
اليا الظلع رحمان الياما السوق قـاروره
الياما الظلع شعبه والجبال اللي شماليهـا
اليا عين والتوكر الياما ظلعان مستـوره
سرت مزنه من المغرب الياما الصبح أراعيها
يا كم دار استقت منها وهي من قبل ممطوره
بعد ما خضرت بالنبت ثاني قام ذاريهــا
ومن هو شد عنها يوم زانت رد مظهـوره
وقولــــه :
البارحة البرق اخيله والعرب في نومها رقود
هجعة من الليل ربانه تغشاني نشيـره
من غيبة الشمس اليا طلوعها براقها يقــود
والمرعده حسها مثل البعير في اتلى هديره
ويشتهر ذلك في أخبارهم ومداولات مجالسهم ويتوجهون بالشكر إلى الله عز وجل لإغاثتهم بالغيث. وعندما يعلم البدو بنزول المطر بهذه الطريقة أو عن
طريق الأشخاص والإبل والمرعى والماء هو موضوع الساعة وكل ساعة في حياة الرشايده([1]).
ويسألون عن الربيع أو الخريف والأمطار ـ والغطاء النباتي ونوعه ومكانه وقرب المياه ووجودها وعدمها وبعد تحقيق الفريق من نزول المطر يرسلون من يستطلع مكان نزول المطر، ومدى غزارته وذلك بزيارة مساقطه ليرى مدى إمكانية الرحيل إليه من عدمها، فبعد مرحلة التحري هذه والتي يرجى منها توافر المعلومات عن المناطق التي تمثل خطوات سيرهم وترحالهم، تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة التثبت من المعلومات المتوافرة، فتختار الجماعة البدوية شخصا يمتاز برجاحة العقل وبعد النظر ومعرفة الأرض أو عدد من الأشخاص يسمونهــم (طراش أو طراشين) يذهبون قبل رحيل البدو لتحديد ومعرفة المكان الذي ينزل به الفريق وعلى هذا الشخص (الطراش) القيام بالعديد من المهام التي منها:-
1 - البحث عن الأراضي التي تتوافر فيها المراعي الجيدة وتحديدها.
2 - على الطراش مراعاة عدد الفرقان الموجودة في المنطقة،هل هي كثيرة ام قليلة لأن كثرة أعداد الفرقان وحيواناتهم في المنطقة تهلك غطاءها النباتي في فتره زمنيه قصيرة، خاصة عندما تكون هذه المنطقة صغيرة المساحة وخاصة في فترة الرشاش.
3 - عليه أيضاً البحث عن أقصر الطرق التي توصل إلى المنطقة وكم يوم تحتاج.
4 - عليه أيضاً مراعاة البعد أو القرب من موارد المياه، وهذا يختلف بإختلاف الفترة الزمنية.
وبعد أن يعود الطراش من مهمته ويلتقي بشيخ الفريق أو كبيرهم ويعرض عليه ما معه من أخبار ومعلومات عن المناطق التي حددها ويراها مناسبة، وبعد أن يتشاور الفريق فيما بينهم يتقرر الشديد ـ الرحيل.
وهذه قصيده احتوت وصف المراعي ووصف شديد الفرقان موضحاً فيها الشاعر إرسالهم الطراش وفرحتهم بذلك، حيث يقول :-
يا العين وادي سلاله عقبته الظعـــــــون
القابله في محمد قــــــول والاوراه
طراشهم يوم جاءهو قال ويش تحترون
الديره مربعه والرعي في أول حمـــاه
فيقوم الرجال بتحضير الجمال والأغنام للرحيل وتسرع النساء إلى طي بيوت الشعر ولفها تمهيداً لشدها على الجمال واليوم دخلت السيارة وفي السابق تحوي الحوايا على الجمال ويكون للطراش وفرسان الفريق جمال هجن وللنساء جمل شد ويكون الفريق بعدد الجمال المشدود عليها ظعن...... الخ
عند ذلك يتباشر الفريق بهذا الخبر السار وتغمرهم الفرحة والسرور بهذا الحدث المفرح، وتحدوهم الرغبة للإنتجاع الى ذلك المكان قبل غيرهم من الفرقان البدوية الأخرى، ويكون الطراش والرجال في مقدمه الظعن وبعض الفرسان من الخلف لحماية الظعن والمراقبة لمن يريد نجده والتبليغ للشيخ بما يحدث من وقوع أحد من الركب أو مرضه أو لأي حالة ليقرر الشيخ النزول حتى إزالة الحدث أو التشاور فيمـــا يفعل.
وتختلط أصوات المناداة بين شخص وأخر في توجيهات الرجال للنساء والأطفال والرعاة فيما يفعلون، وحثهم على الحرص وعدم نسيان شئ من لوازم أو مقتنياتهم، فتنقل الأدوات من بيت الشعر والخيمة وكل أدواتهم على أن تسبق الأغنام والإبل التي تسرح إلى المكان المحدد ليكون نزلاً جديداً لهذا الفريق وإذا كان قريب يمكن أن يكون شده أو أكثر من ذلك إذا كان بعيد وعند الوصول إلى المكان المحدد ينصبون الخيام لكي ينتظر الفريق وصول الإبل والأغنام لكي تكتمل دائرة الحياة اليومية لدى الفريق.


([1]) مبروك مبارك الرشيدي، الرشايده طنايا عبس، ص 281 الإبل والمرعى، مركز فجر للطباعة والنشر والتجميع، القاهرة.