بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
عندما غزى إبراهيم باشا نجد وأستولى على الدرعية وأخذ أميرها وأهله
وعند رجوعه إلى مصر أخذ يقتل الأمراء والمشائخ لكي لا ترجع الدولة السعودية مرة
أخرى
وهو في طريقه إلى الرس لكي يقتل الشيخ قرناس فهم الشيخ مغزى إبراهيم باشا
فهرب بنفسه إلى أبان الأسمر وأستقر عند أحد المظابرة من الجريفات وقد قام جريف
رحمه الله بضيافته وذلك بأن يأتي في بينه أثناء المساء ويصعد الجبل وقت النهار وكان
يقوم جريف رحمه الله بالصيد له وإطعامه حتى حصل له الأمان ب، وقد نقش على الحجر
ماهو :
" ولا إبراهيم باشا صاحب مصر من الترك جميع نجد وأخذ عبدالله بن سعود ملكهم
وعشيرتهم وذريتهم
وقَتل عبدالله سلطان محمود سلطان عام 1233هـ "

صورة تبين نقش الشيخ القرناس
من هو أبن قرناس وكيف كانت القصة :
غار قرناسقرناس بن عبد الرحمن القرناس (قاضي الرس وبلدان القصيم في عهد الإمام
تركي بن عبد الله
كان له دور بطولي في حملة إبراهيم باشا على نجد (بدأت الحملة عام 1231وانتهت
بإسقاط الدولة السعودية الأولى عام1233هـ)
وصلت الحملة الى الرس وكانت تفوق سكان الرس بالعدد والعتاد ومع ذلك قاومت الرس
مقاومة عظيمة بقيادة أميرها منصور العساف الذي أصيب في الحرب فتولى بعده
القاضي الشهير الشيخ (قرناس بن عبد الرحمن القرناس)فقاوموا الحصار مقاومة عظيمة
بقيادته .وصبر أهل الرس صبرا عظيما حتى أن الباشا رمى في ليلة أكثر من 5000رمية
بالقنابل
وفي أحد الليالي احتل الجنود أحد القصور في البلدة فكان للشيخ قرناس الدور العظيم
في إخراجهم .عند ذلك فكر إبراهيم باشا بخطة ألا وهي حفر خندقين(نفقين)أحدهما
جنوبي البلدة والأخر شرقها وكانوا يحفرون ويحشونها بالبارود, (بقصد تفجيرها) , وفي
إحدى الليالي سمعت عجوز صوت الجنود وهم يحفرون فبلغَت الشيخ قرناس بذلك فقام
بفتح فتحة صغيرة على الخندق وأحضروا( قطا ) وربط في ذيله (قطعة من سعف
النخيل اليابس) وأشعلوا فيها النار وأطلقه في الفتحة إلى داخل النفق فثار البارود في
الترك وقتل بعض الجنود وأحرق الخيام
عند ذلك طلب إبراهيم باشا الصلح فوافق أهل الرس بشرط أن تدخل
المدينة وحدك فوافق وكان يوم جمعة فتفاوض إبراهيم باشا مع الشيخ
قرناس ساعتين قبل الصلاة وحينما حضرت الصلاة صعد الشيخ قرناس
المنبر فتعجب إبراهيم باشا وقال عبارته المشهورة(زعيم وفارس وخطيب)
يقول الشاعر ابن دعيج عن بطولة الشيخ قرناس
فانتهت المفاوضات ولم يدخل إبراهيم باشا الرس وسار الى هدفه الرئيسي
الدرعية معقل الدولة السعودية الأولى وبها الإمام عبد الله بن سعود الكبير
ومر على بلدان القصيم ومن ثم شقراء والى الدرعية التي حاصرها ودخلها
بعد ستة أشهر وبعد ذلك أخذ إبراهيم باشا (آل سعود وال الشيخ ) معه إلى مصر.
وكان كلما مر بقرية ومدينة نجدية يأخذ معه من قاوم من أمراءها وعلمائها وعلى رأس
هولا
(قرناس القرناس) قاضي وأمير الرس الذي
أضمر له إبراهيم باشا له شرا لدوره في صد الحملة عن الرس فوصلت الأنباء إليه
فاهتم لذلك وأخذ يفكر كيف الخلاص من هذا الأمر. فذات مرة وهو يصلي بالناس
بصلاة الفجر وكان يقرأ بسورة القيامة فبلغ قولة تعالى (يقول الإنسان يومئذ أين المفر )
فإذا شخص من الجماعة يدخل المسجد فأجابه بقولة إلى أبان الحمر فلما انتهت الصلاة
استدعى
الرجل وقال ما تقول .قال اهرب يا شيخ إلى أبان الحمر(ويقول الشيخ محمد العبودي
حفظه الله أنه
التجأ إلى مكان حصين يقال النمرية بأبان الأسمر) فاستحسن الفكرة فهرب الشيخ إلى
أبان الأسمر
صورة للغار أبن قرناس من الداخل الواقع في أبان الأسمر
وهذه صورة جوية تبين التالي بحسب الأرقام:
1-النبهانية
2-سد المطلاع
3-بداية تلعة النمرية ومصبها في شعيب المطلاع
4-نقش الشيخ قرناس على الصخر
5-مكان غار قرناس
6-ناصفة أبان السمر
المراجع : الأباء والأجداد
الى هنا نقف ونعرف الاسباب وحدوث الكارثه من احد اعيانها من ابناء جريف المظيبري
( الى اين المفر ) الاية الكريمه
( الى ابان الحمر ) والمقولة المشهوره
وإضافةً على ماذكرت عن قصة هروب الشيخ ابن قرناس من الرس إلى أبان الأسمر
فقد ذكر لنا من الأباء والأجداد/
أنه كان رحمه الله رحمة واسعة يصلي بالناس الفجر وقرأ في سورة القيامة
وعندما وصل قوله تعالى((يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * )).... فعند ذلك دخل
رجل من جماعة المسجد كان متأخراً عن الصلاة...فقال له بسرعة بديهةٍ...
وهو يصلي.....إلى أبان الأحمر ...(وكان يقصد أن المفر إلى أبان الأحمر هرباً من الأتراك)
طبعاً الرجل الذي قال ذلك يعرف طبيعة الجبال بأنها وعرة وصعب الوصول إليها من
جند الأتراك...وهو بذلك يقصد أبان الأسمر بحكم القرب..
وعندما فرغ الشيخ من الصلاة نادى ذلك الرجل الذي قال ذلك ..وقال له ماذا تقصد؟
بأبان الأحمر؟
قال ياشيخ أبان الأسمر والأحمر جبال حصينه ولا يستطيع الترك البحث عنك بها
وقام بوصفها للشيخ رحمه الله تعالى.
وبالفعل أنطلق الشيخ إلى الأقرب له وهي جبال أبان الأسمر..
وأستضاف كما ذكر أخينا ....أبان الأسمر ..... رجل أسمه جريف المظيبري
كان يأوي إليه بالليل ويكرمه من الصيد الذي كان منتشراً في ذلك الوقت بأبان
وكان كذلك يدرس جريف ومجموعة من المظابرة بعض الأمور الدينية في الشريعة
والعقيدة..أما في النهار فهو يأوي إلى الغار هرباً من الأتراك....
طبعاً هذا موجود بالغار المذكور..بالإضافة إلى بعض المخطوطات الموجودة
لدى أبناء الشيخ..
طبعاً لبث الشيخ رحمه الله مدة ليست بالطويلة وعند مغادرة إبراهيم باشا إلى مصر
عاد الشيخ إلى الرس.ليكمل نضاله وكفاحه..رحمهُ الله رحمةً واسعةً وغفر له.