وإنكـ لعلى خلق عظيـم .. .. ] -- -
وإنك لعلى خلق عظيم :-
لقد جمع الله لرسوله الكريم بين حسن الخُلق وحسن الخَلق ، حيث يحبه كل من رآه ، ويألفه كل من عاشره ،
وكفاه شرفا أن الله مدحه يحسن خُلقه في القرأن الكريم ، فقال سبحانه : ’ وإنك لعلى خلق العظيم ‘‘ ( القلم : 4 )،
وقد يحدث صحابته الكرام عن اخلاقه الكريمة وشمائله الجليلة ، فلنصنغ إلى أحاديثهم عن :

كرمهـ .
حيث بلغ من الجـود والكرم ماأنسى العرب حاتم الطائي الي كانوا يضربون به المثل في
تلك الخصلة ، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : ماسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا
على الاسلام إلا أعطاه ، سأله رجل فأعطاه عنما بين جبلين ، فأتى الرجل قومه فقال لهم ياقوم اسلموا
فإن محمدا يعطي عطا ، من لايخاف الفاقة .
حلمهـ .
حلمه المنقطع النظير ، فقد جذبه يوما أعرابي جذبة شديدة حتى أثرت في صفحة عنقه ،
وقال : احمل لي على بعيرين هذين من مال الله الذي عندك ، فإنك لا تحمل لي من مالك
ومال أبيك ، فحلم عليه ، ولم يزد أن قال : ’ المال مال الله ، وان عبده ، ويقاد منك ياأعرابي
مافعلت بي ‘‘ فقال الاعرابي لا ، فقال النبي : لم ؟ قال : لأنك لا تكافئ السيئه بالسيئه ، فضحك
ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى آخر تمر .
حياؤهـ
حياؤه الفطري الذي لم يخل بينه وبين الحف قط ، روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
كان رسول الله أشد حياء من البكر في خدرها ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه .
وفاؤهـ
وفاؤه الذي لم يُفرق فيه بين الأحياء والأموات / فعن أنس بن مالك قال : كان النبي إذا أُتي بهدية قال :
اذهبوا بها الى بيت فلانة فإنها كانت صديقة لخديجة ، إنها كانت تحب خديجة . ‘‘
مزاحهـ
مزاحه الذي لم يخرجه عن طوره أو يخدش في فضله ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال :
استأذن أبو بكر النبي فسمع صوت عائشه عاليا على رسول الله ، فلما دخل تناولها ليلطمها وقال : لا أراك ترفعين
صرتك على رسول الله ، فجعل النبي يحجزه ، وخرج أبو بكر مغضبا ، فقال رسول الله حين خرج أبو بكر ؛
كيف رأيتني انقذتك من ذاك الرجل ؟ ’’ فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله فوجدهما قد اصطلحا ،
فقال لهما : أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما ، فقال رسول الله : ؛ قد فعلنا قد فعلنا ‘‘ .