عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 09-04-2007, 07:04 PM
حادي الجبيل
عضو مبدع
رقم العضوية : 931
تاريخ التسجيل : 5 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 453
قوة السمعة : 19

حادي الجبيل بدأ يبرز
غير متواجد
 
بين الحداثة والأصالة .
بين الحداثة والأصالة

الأستاذ: عادل بن علي الصانع

المملكة العربية السعودية

الهيئة الملكية

يقول أوجين يونسكو: (كل أدب جديد هو عدائي ! العدائية تمتزج بالأصالة ! وهي تقلق ما اعتاد عليه الناس من أفكار .)

قد نتفق مع هذا القول من (استدعائه للعدائية) حينما يكون أدبا معتبرا ! ومن يحدد ذلك ؟

وهل الأدب من كونه أدبا راقيا يتذوقه كل أديب ومشتغل بالأدب وإن كان جديدايستدعي العدائية ؟!

لاشك مطلقا من أن للأدب حراكا لايعتريه السكون وهو النبض الذي يستجيب لروحالعصر ولا يحسب تحرره من سكونه نظرة إيجابية نحو التطوروالتجدد وقد يكون العكس .

وكما للتطور العلمي والتقني من جوانب اعتراضية سلبية كذلك الأدب ، فلا يعتبر عدائيا من يطلب الخلاص من هذه الآثار السلبية ، وما دخل الأصالة ؟؟ فقد تكون السد الذي يحجز طغيان تلك الآثار.

إن الأصالة لاتوحي بالجمود ، ولاتقف حاجزا طاردا للتطور والتقدم ، بل قد تكون القاعدة الراسخة والأرضية الأدبية الثابتة التي تدفع إلى التحديث والتجديد المقنن المعتبر .

وهل لكل ذي لب وعقل أن يفتح بابه على مصراعيه لكل شاردة وواردة دون أن يمحص الداخلين ويتأكد من هويتهم واستحقاقهم للدخول ؟؟؟!

إن الحداثيَّ الذي لايُحكّم أصالته وتراثه الأدبي الخصب فيما يستورده من قوالب أدبية معلبة في نظري هو كناقل الفيروس ، أو كالحمار الذي يحمل أسفارا ! فنراه يهرف بما لا يعرف ، ويحشر ألفاظا متنافرة لايُستساغ طعمها ، ولايُفهم معناها ولا يدرك مبتغاها كحال بعض الشعر الحديث الذي وصفه أحد الشعراء قائلا :

تحدثني فلم أفهم عليها كأن حديثَها الشعر الحديثُ

وما الضير من الجمع بين الأصالة بتراثها المجيد وثوابتها الراسخة المتجددة والحداثة الايجابية المعتبرة المشذبة .

وختاما أقول لابد من (فلترة) لكل أدب دخيل أو جديد قبل الزهو والتغني به ، قد يستدعي هذا القول بعض الاستهجان والسخرية ولكن الذهب الأصيل لا يعرض للشغوفين به إلا بعد تمحيصه وتنقيته من الشوائب ..
الموضوع الأصلي: بين الحداثة والأصالة . | | الكاتب: حادي الجبيل | | المصدر: شبكة بني عبس




Facebook Twitter