{ إنّ الذين يحبون أنْ تشيعَ الفاحشةُ في الذين آمنوا لهم عذابٌ
أليمٌ }
لا يكاد يخلو مجتمع منذ فجر التاريخ من روائح الاشاعات التي تلوث المجتمع وتخنق انفاسه
فتاريخ الانبياء عليهم الصلاة والسلام حافل بالمواقف والحالات
التي تشهد تلفيق التهم واثارة الشبهات والريبه تجاههم
نوح عليه السلام
بقذف بوابل من التهم فمرة يتهم بالكذب ومرة يرمى بالضلال ومرة يشاع عنه الجنون
نبي الله هود عليه السلام
لم يكن بمنأى عن حرب الاشاعه وسلاحها الفتاك الذي استخدمه ضده قومه حيث قذف هو ايضا بالسفاهة وأشيع عنه من قبل قومه بانه قد اصيب بمس في عقله الامر الذي سبب له الهذيان بما يخالف مجتمعه وتقاليده .
موسى عليه السلام
تعرض لهذه الحرب الطاحنه - حرب الاشاعات - بشتى الوسائل حيث اتهم بالسحر والجنون والكذب والافساد في الارض والكبرياء والزعامة
الطاهره العفيفه مريم ام نبي الله عيسى عليه السلام
لم تسلم من الاراجيف والاباطيل التي حاولت النيل من عفتها وشرفها ولولا عناية الله بها بتلك المعجزه التي جعلت من وليدها يتكلم وهو في المهد ليقطع دابر الفتنه التي احاطت بها وليقطع كل الالسنه التي تجرأت عليها لكانت ، ورطتها عصيبه
نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
فقد التقى مع اخوانه الانبياء في هذا الملتقى وفي مرمى الاشاعات حيث جوبه وبكل قوه بأعتى اسلحة الاشاعات بغية القضاء على هذه الدعوه في مهدها فقد جاء في سيرة ابن هشام : ( ثم ان قريشا اشتد امرهم ، للشقاء الذي اصابهم في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن اسلم معه منهم ، فاغروا به سفهاءهم فكذبوه وآذوه ورموه بالشعر والسحر والكهانه والجنون)
فالاشاعات اصبحت منطلقا لـ اردى حثاله المجتمع لبث ما تحويه نفوسهم الخبيثه
فمصدرها أناس تتكبل قلوبهم الغيره والحسد..
أعداء النجاح وأًسراء الغيره
اناس تجردو من كل مفهومـ اخلاقي
نفوس يطربها انين الصدور
وترقص طربآ وفرحآ بالالامـ الناس
( فلانه تكلمـ فلان وتخرج معه / فلان عاق بوالديه / فلانه تخون زوجها /فلان على خلاف مع اخيه .. فلان وفلانه فلان وفلانه ... الخ )
فما ان تثار هذهـ الاشاعه حتى تنتشر بين الجميع
انتشار النار في الهشيم لتصبح علكة تمضغها الالسن ولكن
ليست بنكهة النعناع الطيبه انما بنكهه نتنه.
واحيانا تصبح مصدر تسليه بين الناس اثناء جلساتهم الاعتياديه
فهذا يضيف عليها قليلا من الملح وآخر قليلا من الفلفل
وثالث بعض البهارات التي تضفي عليها مذاقا ونكهة
جذابه تجعل الحديث عن تلك الشائعه هو الطبق اللذيذ يقدم في تلك الجلسة
لتحرق نفوسا بريئه ويزج بها في دوائر الشك والظنون
وليحيطها بنظرات الاتهام القاسيه والمؤلمه
تضل ابشع صور الاشاعات
تلكـ التي تستهدف
أشرف وأعز ما تعتز به كل فتاة شريفة
اشاعه
تُرمى في عرضها .. تُرمى في شرفها
فهي اشبه برصاصه تخترق القلب لتسقط الجسد ميتاً
قال تعالى
{إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}
قد تكون ممن تعرضت الى اشاعه مزقت قواكـ وادمت قلبكـ
اكتفي بقول
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
فوحدهـ الكفيل بـ إخراس السنه مروجي القصص الهوجاء ..!!
فعائشة رضي الله عنها يوم أن اتهمها المنافقون بعرضها وضاقت عليها الدنيا بما رحبت ، فما كان منها رضي الله عنها إلا أن فوضت امرها الى الله ، وتلت قوله سبحانه وتعالى : { إنما أشكو بثي وحزني إلى الله } .
اخوتي
هل تعرضتمـ للاشاعه . وكيف كان تعاملكـمـ معها ..!!
وان لمـ تتعرض
ان تعرضت للاشاعه ( لاقدر الله ) كيف سيكون تعاملكـ ..!!
وكلمه اخيرهـ منكـ لمروجي الاشاعه ولناقليها بدون وعى
وتاكد
مخرج
ان كانت الاشاعة صحيحة فان الواجب يحتم اقامة السدود حولها لحصرها ومنع انتشارها ومنع سيلها الجارف الذي سيجرف كل شيء امامه ولربما ادى الى عواقب وخيمة لا يعلم مدى خطورتها الا الله