بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا...... وبعد
ما أجمل أن يتكلم الإنسان عن الدعوة إلى الله والتي هي مهنة الأنبياء ويكفيك قول الله عز وجل ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) وفي حديث علي رضي الله عنه :( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم ).
في أوائل العام الهجري 1424هـ شرفني الله بإدارة قسم الدعوة في أحد المكاتب الدعوية ، وبعد فترة إلتقيت بقسيس قدم إلى المملكة من أجل تعلم أمور دينه وقد أمضى معي قرابة السنتين وإليكم قصته:
كان أستالين سوريا عمره 63سنة عندما تم اللقاء بيننا ويعمل قبل إسلامه برفسور في ثلاث جامعات ومدرس للعقيدة النصرانية في الكنيسة لمدة 35 سنة طبعاً بحكم نصرانيته فإنه لم يتزوج لأن القساوسة لا يتزوجون .
يقول كنت أعيش حياة العظماء بين الناس وذلك من خلال تقديرهم وإجلالهم لي ومكانتي في الدين النصراني وقد كنت ثرياً أمتلك أكثر 15 مليون ريال سعودي تقريباً ، عندما أنزل إلى الشارع لا أستطيع أن أصف لك حال الناس وتبركهم بي ، وقد كنت عدواً للإسلام والمسلمين وأعتقد أنهم عاله على العالم بإسره بل وأقف ضدهم في كل شيء حتى في المؤتمرات والندوات التي تخص الجامعات لا يسلمون مني ومن شري وذلك عن طريق التحريض عليهم ، وكان في أحدى الجامعات دكتور مسلم أسمه ( نور مسواري ) كنت ضده في كل شيء رغم أنه كان رجل يدافع عن الإسلام بل ويدافع عن المسلمين ، ويقول في أحدى الندوات أو المؤتمرات تم طرح بحث لأحد الأكاديميين المسلمين فغضبت ووقفت ضده حتى أنني قررت الخروج من المؤتمر ، فما كان مني إلا أن قررت الطعن في الدين الإسلامي وبخاصة ( القرآن الكريم ) فتوجهت إلى دولة الكويت وبقيت سنة كاملة مندوباً للكنيسه هناك وذلك من أجل أن أتعلم اللغة العربية فوجتها صعبه جداً ( وللعلم فإن الرجل يتحدث اللغات التالية : الإنجليزية ، الألمانية ، الفرنسية ، الاسبانية وغيرها ) ثم تركت الكويت وأخذت معي بعض كتب الفلاسفة العرب المترجمة إلى اللغة الإنجليزية مثل كتب أبن خلدون وأبن سينا وابن رشد ( تنبيه من قبلي: هذه الكتب عليها مأخذ في العقيدة ) يقول والكلام له وأول ما صدمت به عندما علمت أن كثير من العلوم انتقلت عبر الدولة الاندلسيه إلى أوروبا أي أن أصلها كان للمسلمين ( فتعجبت كثيراً ) المهم بدأت أعتكف وأقرأ عن الإسلام والقرآن وكل ذلك من أجل الطعن فيه وفي يوم من الأيام أتصل بي أحد القساوسة وقال لي : أستالين سمعت أنك تقرأ وتتبحر في الدين الإسلامي ؟ قلت : نعم ، قال : صدقني ستسلم ، فضحكت عليه قلت : أنا أبحث وأقرأ من أجل الطعن في هذا الدين وأنت تقول ستسلم مجنون أنت قال صدقنى ، وفعلاً يوماً بعد يوم أتضحت الحقيقة الغائبة وقررت الدخول بهذا الدين فذهبت وأعلنت إسلامي ونتيجة لذلك تم طردي من الكنيسة ومن الجامعة بل وأخذت أموالي وأودعت في الكنيسة وطردني الأقرباء أيضاً كونهم أكبر المستفيدين من القرابين والأموال التي تصلني لأنه ليوجد لدي زوجة ولا عائلة ، بعد ذلك خرجت هائم على وجهي حتى قيض الله لي اخوة ساعدوني على أن أحضر إلى هذه البلاد وأتعلم أمور الدين وأنا الآن أعيش السعادة الحقيقية بل وأجمل أيام عمري ..................... الله أكبر ......
وقد عمل بالدعوة إلى الله في هذه البلاد أبان إقامته هنا أذكر منها أنه في يوم من الأيام قمنا بترتيب محاضرة للنصارى مع أحدى المؤسسات فأسلم ولله الحمد (11) نصرانياً من أصل 27 نصراني ومن الغد عاد إليهم فأسلم (10) وهذا من فضل الله وتوفيقه ، وقد تم ولله الحمد الزواج له وهو يعيش الآن في بلاده ويمارس الدعوة إلى الله تعالى وله لقاءات في الصحف وبرامج إذاعية وقد نقل إلي بعض من زاره من الأخوة أنه يسلم عليه أعداد كبيرة ـ والله الحمد ـ
هذه قصته بإختصار ـ وإن رغب الاخوة بأن أقوم بكتابة قصص أسبوعية عن الدعوة وخاصة ممن وفقهم الله إلى الدخول بهذا الدين العظيم...
وأخيراً إخواني هل فكرنا يوماً بالدعوة إلى الله ؟
سؤال يحتاج إلى إجابة ، ولكن ليعلم الجميع أن الدعوة لا تكون فقط بإلقاء الكلمات والدروس والمواعظ ، بل تستطيع أن تمارس الدعوة إلى الله في مجالات كثيرة مثل توزيع الأشرطة وغيرها ، وبحكم وتواجدنا في هذا المنتدى فعلى الإنسان أن يتقي الله فيما يكتبه بحيث يكون حجة له لا حجة عليه ، وإن من أفضل طرق الدعوة إلى الله في هذا المنتدى أن يحرص الإنسان على كتابة كل ما هو نافع ومفيد له ولإخوانة يقول شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله ( الدعوة إلى الله من أشرف مقامات العبودية ) ..... أنتهى .
اللهم إنك رزقتنا الإسلام ونحن لم نسألك فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك .....
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .