النشاط الزائد عند الاطفال
--------------------------------------------------------------------------------
النشاط الزائد اضطراب شائع وتزيد نسبة انتشاره لدى الذكور بمعدل ثلاثة اضعاف عنه لدى الاناث، ومع ان الاضطراب يحدث في المراحل العمرية المبكرة الا انه قليلاً ما يتم تشخيصه لدى الاطفال في مرحلة ما قبل المدرسة. والنشاط الزائد حالة طبية مرضية اطلق عليها في العقود القليلة الماضية عدة تسميات منها متلازمة النشاط الزائد، التلف الدماغي البسيط، وغير ذلك، وهو ليس زيادة بسيطة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جداً بحيث ان الطفل لا يستطيع ان يجلس بهدوء ابداً سواءً في غرفة الصف او على مائدة الطعام او في السيارة.
ويميز البعض بين النشاط الزائد الحسي، ففي حين يشير النوع الاول الى زيادة مستوى الحركة يشير النوع الثاني الى عدم الانتباه والتهور. وقد يحدث كلا النوعين من النشاط الزائد معاً وقد يحدث احدهما دون الآخر، وبغض النظر عن ذلك فإن كلا النوعين يؤثران سلبياً على قدرة الطفل حيث انه سيعاني من مشكلات سلوكية واجتماعية في المراحل اللاحقة.
وكثيراً ما يوصف الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد بالطفل السيئ او الصعب او الطفل الذي لا يمكن ضبطه، فبعض الآباء يزعجهم النشاط الزائد لدى اطفالهم فيعاقبونهم ولكن العقاب يزيد المشكلة سوءاً، كذلك فان ارغام الطفل على شيء لا يستطيع عمله يؤدي الي تفاقم المشكلة.
ان هؤلاء الاطفال لا يرغبون في خلق المشكلات لاحد، ولكن الجهاز العصبي لديهم يؤدي الى ظهور الاستجابات غير المناسبة ولذلك فهم بحاجة الى التفهم والمساعدة والضبط، ولكن بالطرق الايجابية وإذا لم نعرف كيف نساعدهم فعلينا ان نتوقع ان يخفقوا في المدرسة بل ولعلهم يصبحون جانحين ايضاً، فالنشاط الزائد يتصدر قائمة الخصائص السلوكية التي يدعي ان الاطفال ذوو الصعوبات التعليمية يتصفون بها.
كذلك فان الاطفال الذين يظهرون نشاطات زائدة كثيرة ما يواجهون صعوبات تعليمية وبخاصة في القراءة ولكن العلاقة بين النشاط الزائد وصعوبات التعلم ماتزال غير واضحة. هل يسبب النشاط الزائد صعوبات في التعلم؟ ام هل تجعل الصعوبات التعليمية الاطفال يظهرون نشاطات زائدة؟ ام هل ان الصعوبات التعليمية والنشاط الزائد ينتجان عن عامل ثالث غير معروف؟: بعضهم اقترح ان التلف الدماغي يكمن وراء كل منهما ولكن البحوث العلمية لم تدعم هذا الاعتقاد دعماً قاطعاً بعد، ومن اهم خصائص الاطفال الذين يعانون من النشاط الزائد:
1- عدم الجلوس بهدوء والتحرك باستمرار
2- تهور
3- ملل مستمر
4- تغير المزاج بسرعة
5- سرعة الانفعال
6- التأخر اللغوي
7- الشعور بالاحباط لأتفه الاسباب
8- عدم القدرة علي التركيز
9- ازعاج الآخرين بشكل متكرر
10- التوقف عن تأدية المهمة قبل انهائها بشكل مرض.
وقد اقترح عبر السنين الماضية عدة اسباب للنشاط الزائد. ويمكن تصنيف هذه الاسباب ضمن اربع فئات:
1- العوامل الجينية.
2- العوامل العضوية
3- العوامل النفسية
4- العوامل البيئية.
اما بالنسبة لمعالجة النشاط الزائد فإن اكثر الطرق استخداماً العقاقير الطبية المنشطة نفسياً واساليب تعديل السلوك. ففيما يتعلق بالعقاقير الطبية فانها تحقق نجاحاً في حوالي 70% من الحالات وتتضمن العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد «الريتاليين والدكسيدرين والسايلرت».
فمع ان هذه العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد منشطة نفسياً الا انها تحد من مستوى النشاط لدى الاطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وذلك بسبب اضطراب الجهاز العصبي المركزي لديهم، وبما ان النشاط الزائد غالباً ما ينخفض بشكل ملحوظ في بداية مرحلة المراهقة، فان العقاقير يتم ايقافها عندما يبلغ الطفل الثانية عشرة او الثالثة عشرة.
اما بالنسبة لاساليب تعديل السلوك فهي تشمل اعادة تنظيم البيئة الاسرية او الصفية بحيث تخلو من الآثار البصرية الشديدة وتزيد مستوى الانتباه وكذلك بينت الدراسات فاعلية التدريب على تنظيم الذات معرفياً «الملاحظة الذاتية والضبط الذاتي اللفظي والتعزيز الايجابي». طريقة اخرى من طرق تعديل السلوك هي طريقة الاسترخاء حيث يتم تدريب الاطفال على الاسترخاء العضلي التام في جلسة تدريبية منظمة على افتراض ان الاسترخاء يتناقض والتشتت والحركة الدائمة. واخيراً فقد استخدمت دراسات عديدة اساليب اخرى لمعالجة النشاط الزائد مثل التعاقد السلوكي «العقد السلوكي هو اتفاقية مكتوبة تبين الاستجابات المطلوبة من الطفل والمعززات التي سيحصل عليها عندما يسلك على النحو المرغوب فيه ويمتنع عن اظهر النشاطات الحركية الزائدة والتعزيز الرمزي».
شخير الأطفال ينبئ بزيادة نشاطهم
كشفت دراسة طبية جديدة أن الأطفال الذين يشخرون أثناء النوم يكونون عرضة للنشاط الزائد في المدرسة.
ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون أميركيون صلة بين اضطرابات النوم واضطرابات السلوك والتعلم كما أظهرت وجود اختلافات عرقية واضحة.
وقال جامي غودوين أخصائي علم الأوبئة الذي قاد الدراسة إن فريقه لم يعرف بعد السبب الحقيقي الذي يقف وراء ذلك.
وكان هذا الفريق قد قام بتحليل بيانات اعتمدت على مسح شمل 1200 من آباء تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 4 و11 عاما. وتوصل الباحثون إلى أن 11.4% من الآباء المنحدرين من أصل إسباني ذكروا أن أطفالهم يشخرون أثناء النوم مقارنة بحوالي 7.4% من الآباء البيض.
وذكر المزيد من الآباء من أصل إسباني أن أطفالهم يشعرون بالرغبة في النوم أثناء النهار كما أشار المزيد منهم أن أطفالهم يعانون من تقطع في التنفس أثناء النوم وانعكس ذلك في شكل مشكلات بالمدرسة.
وأضاف الباحثون أن 6.5% من الأباء من أصل إسباني ذكروا أن أطفالهم وبخاصة الأولاد يعانون من مشكلات تعلم مقارنة مع 3.7% فقط من الأباء البيض.
وعلق جودوين قائلا إن الأمر قد يتمثل في أن بعض الآباء قد استبد بهم القلق ودفعهم إلى تسجيل مشكلات في النوم والتعلم لدى أطفالهم. لكنه استدرك بقوله إن دراسات أخرى تميل إلى تأييد النتائج نفسها.
علاقة الشخير بالنشاط الزائد عند الأطفال
كما أفادت دراسة أميركية بأن بعض الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد ويعتقد أنهم يعانون نقص التركيز ربما يكونون فقط مجهدين لأنهم لا ينامون جيدا أو يشخرون في نومهم.
وتوصل معد الدراسة ديفد جوزال في دراسته التي نشرت نتائجها مجلة طب الأطفال إلى أن حوالي ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وسبع سنوات ويعانون من أعراض متوسطة لنقص التركيز والنشاط الزائد يشخرون في نومهم.
وفي بعض الحالات وصلت مشكلات التنفس إلى حد التوقف عنه أثناء النوم حيث يتوقف بشكل متكرر خلال الليل ويكون النوم متقطعا. وقال جوزال "راقبنا على مدى السنوات العديد من تلك الحالات حيث توقف الأطفال عن تناول أدوية نقص التركيز والنشاط الزائد بمجرد علاجهم من اضطراب التنفس عند النوم".
ودعا معد الدراسة من جامعة لويزفيل الآباء إلى الأخذ بعين الاعتبار احتمال وجود صلة بين النشاط الزائد والشخير لدى الأطفال.
ويعاني حوالي 5% من الأطفال الأميركيين ومعظمهم ذكور من نقص التركيز والنشاط الزائد ومن أعراضه عدم التركيز والاندفاع والحركة الدائمة وعدم القدرة على البقاء في مكان واحد.
وذكر جوزال أن بعض المعرضين للإصابة بهذا الخلل تكتب لهم أدوية دون إجراء تقييم كامل لحالتهم كما توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال التي تصدر عنها المجلة.
وقال "يجب أن يدرك أطباء الأطفال والآباء أن أعراض النشاط الزائد في بعض هؤلاء الأطفال قد ترجع إلى الشخير واضطراب التنفس أثناء النوم وأن علاج التنفس أثناء النوم سيؤدي إلى تحسن ملموس وإن كان قد لا يؤدي إلى اختفاء كامل لأعراض النشاط الزائد".
هذا وقد نجح علماء أميركيون في تطوير تقنية جديدة للتخلص من الشخير قد تساعد ملايين الأشخاص على الاستمتاع بنوم هادئ ومريح. وأوضح الأطباء العاملون في الجيش الأميركي في دراسة نشرتها مجلة (نيوساينتست), أن هذه التقنية تتمثل في حقنة واحدة من مادة (تتراديسيل سلفات) في سقف الحلق الطري الواقع خلف الحلق, حيث تعمل هذه المادة على تدمير جزء من هذا السقف فيقل انتفاخه ويخف الشخير.
ولا يقتصر الشخير على الإزعاج والضيق وتوتر الأعصاب فقط, بل قد يشكل خطورة على صحة الشخص الذي يشخر نفسه.
فقد بيّنت دراسة حديثة أجريت على السيدات أن اللاتي يشخرن أكثر عرضة للإصابة بأمراض جهاز القلب الوعائي وارتفاع ضغط الدم.
وأوضح الباحثون أن الشخير ينشط الجهاز العصبي السيمبثاوي, وهو جزء من الجهاز العصبي الذي يتحكم بالحركات اللاإرادية كنبضات القلب وضغط الدم والتنفس, وذلك بإحداث حالة مؤقتة تعرف طبيا بـ (هايبوكسيا) وتعني نقص وصول الأكسجين إلى أنسجة الجسم بسبب انسداد المجاري التنفسية , فيصاب الشخص بارتفاع ضغط الدم.
وقد ربطت العديد من الدراسات بين الشخير وضعف الأداء العلمي والأكاديمي للطلاب, فقد أفاد بحث ألماني أن شخير الطلاب أثناء النوم قد يؤثر على أدائهم الأكاديمي ومستوى نجاحهم, فضلا عما قد يسببه من تعب ونعاس خلال النهار.
وأظهرت هذه الدراسة التي تابعت التحصيل العلمي لـ 201 من طلاب الطب في إحدى الجامعات الألمانية عند أدائهم للامتحان النهائي, أن الطلاب الذين يعانون من الشخير أثناء النوم رسبوا في الامتحان بنسبة الضعف, مقارنة بغير المشخرين, أو حصلوا على أقل الدرجات.
وقد كان الشخير يعزى سابقاً إلى قصر الفك أو السمنة, لكن الاكتشافات الجديدة التي عرَّفت المورث الجيني المسؤول عنه, تفسر سبب الشخير لدى أشخاص لا يعانون من أيهما, حيث أظهرت أن أقارب الذين يعانون من الشخير معرضون للابتلاء به أكثر من غيرهم.
ولا يقتصر ضرر الشخير على إزعاج الآخرين, فالذين تتطور حالتهم إلى ضيق التنفس أثناء النوم يتوقفون عن التنفس لمدة عشر ثوان وهم نائمون محدثين صوتا مزعجا يتكرر عشر مرات كل ساعة.
ويؤدي اضطراب النوم إلى معاناة المشخّرين من الدوار أثناء النهار مما قد يؤثر على أدائهم في العمل أو قيادة السيارة, وبالتالي يزيد من حوادث الطرق غير معروفة الأسباب.
وحسب الباحثين, فإن تحديد جين الشخير سيساعد في تشخيص حالة المصابين بضيق التنفس أثناء النوم والذين غالبا لا يعرفون خطورة ما يحدث لهم بينما هم غارقون في النوم.