عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 22-08-2008, 02:30 AM
خالد العويمري
عضو سوبر
الصورة الشخصية لـ خالد العويمري
رقم العضوية : 504
تاريخ التسجيل : 17 / 11 / 2006
عدد المشاركات : 2,837
قوة السمعة : 21

خالد العويمري بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
ذا كان للفكرة . والكلمة أبعاد في التغيير وإعادة صياغة الواقع .
كما قال ستالين .. الأفكار أكثر قوة من المدافع .. ولن نسمح لأعدائنا ان يمتلكوا المدافع ..لن نسمح لهم بأخذ الأفكار .
Ideas are more powerful than guns. We would not let our enemies have guns, why should we let them have ideas. Joseph Stalin

ومن هنا كان تصورنا ان كلمة الله أي(القرآن الكريم ) هي المرتكز . في تلك القيامة الفكرية التي نبتغيها على الساحة .. صياغة البنية العقلية للأمة هي بداية الانطلاق . .
القرآن دستور الأمة الإسلامية جاء في الحديث: "كتاب الله فيه خبر ما قبلكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل". قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. الله الذي له ما في السموات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد} [سورة إبراهيم].
جاء في فضائل القرآن للرازي.. ولا يسمح لأحد أن يتخلف عن حفظه أو تحفظه وتلاوته على الدوام إلا عن عذر ظاهر.
أهل القرآن هم أهل الله وخاصته :.
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إن لله أهلين من الناس"، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: "هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته" (ر واه ابن ماجه).
القرآن له كلمة الفصل في كل ما هو آت .. (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) (الأنعام : 57 )
وعليه .. لا يمكن . أن تكون إعادة صياغة العالم .. بقوم اتخذوا القرآن ظهريا ومهجورا . (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان : 30 )
بل إن السياق يتطلب .. ألا يكون القرآن في بيوتنا .. مهملا .. عليه الغبار .. أو لا يقرأ من رمضان إلى رمضان .
لابد ان يكون ثمة ورد يومي لكل مسلم . لابد أن يكون هناك تحولا . فكريا . او قيامة فكرية . إذا صح التعبير .
بغية أن يهيمن هذا القرآن على العالم من جديد وتفيء البشرية الى بر الأمان في كنف الله تعالى . ورضاه ..
إن إعادة صياغة العالم بالقرآن يحمل مشروعا حضاريا .. بمعايير العدل الالهي . حتى يسود العدل هذا العالم .
(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين : 8 )من خلال تطبيق شريعة الله ..
كانت البداية العظمى في بنائية الكيان الإسلامي للأمة بالأمس هو القرآن الكريم .. يقول بن خلدون ." اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده من آيات القرآن .. وبعض متون الأحاديث وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه بعد ذلك من الملكات وسبب ذلك أن التعليم في الصغر أشد رسوخا وهو أصل لما بعده لأن السابق للقلوب كالأساس للملكات وعلى حسب الأساس يكون حال من ينبني عليه . "عن القرآن قال الرسول ..
وقال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: "كان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن يحفظ القرآن".
نحن الآن بصدد قيامة فكرية عظمى . و كما قال بن خلدون أن الأساس هو القرآن .
نعم لن نترك هؤلاء يعيدون صياغة العالم وفقا .. لخيالهم المريض .. الذي نجم عن تصورات نيتشه .
أنه لا حقائق ولكنها ثمة تفسيرات ..
"There are no facts, only interpretations". Nietzsche
وهذا مناقض للسياق الإسلامي . فنحن لا نتعامل مع الموهوم . ان الإسلام هو الحق . نعم إننا لا نتعاطى في العقيده إلا مع الحق المحض... اننا نؤمن بالله .ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا . قال تعالى:
(الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (البقرة : 147 )
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (لقمان : 30 )
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الحج : 6 )
إننا لا نتعاطى . إلا مع الحق المحض ..ككيان ومعادلات ..والتي تعني معادلة الحق . في كل أجواء الباطل الكوني .
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (محمد : 2 )
لا سبيل لنا إلا القرآن .. وسنة الرسول الأكرم .. التي تمثل التفصيل .. لكلمة الله (القرآن الكريم ) هذا هو الطريق ولا طريق غيره . بغير ذلك لن تكون هناك صياغة للعالم من قبلنا . ولن يتحول هذا الوضع الزرائبي للعالم الى مدينة فاضلة يسودها الامان وإعلاء لكلمة الله .
بدون اعادة صياغة العالم بالقرآن .. لن تزدهر أشجارنا المحترقة .
قالوا :
ما المجد إلا هادما صنما أو رافعا علما أو باعثا أمما ..
كان الأنبياء صلوات الله عليهم .. هم من كانت قضيتهم الكبرى أعادة صياغة الواقع .. فإبراهيم عليه السلام بتكسيره للأصنام ,ومواجهته مع النمرود .. كان يعيد صياغة واقع اجتماعي .. بغية ارساء القضية الكبرى في الكون أن الله هو الحق .. أن ما يدعون من دونه الباطل . (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (لقمان : 30 )
كان يحي في مواجهته مع حاكم ظالم .. هو إعادة صياغة للواقع ..
كان محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهته .. مع صناديد قريش .. وأئمة الكفر من أبي لهب وأمية بن خلف .. وتكسيره للأصنام في جنبات الكعبة .. ورفع الظلم .. عن كاهل الواقع الاجتماعي الاقليمي والعالمي .. من كسرى وقيصر . هو اعادة صياغة للواقع العالمي .
كما قال . ربعي بن عامر . لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله . ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة .
الإسلام هو إعادة صياغة للواقع على أسس من العدل والفضيلة والأخلاق .. كما قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ..
بل أن أذكار الصباح والمساء .. وتكرار . لا اله الا الله .. على النفس .. تجديدا للايمان .. واعادة ترتيب الذهن والقلب ايمانيا .
نعم كانت مهمة الأنبياء هي إعادة صياغة الواقع الكوني تبعا لشريعة الله ومنهجية السماء . وكان التحول على الواقع العالمي .. كما قال الكاتب الانجليزي .. جون أوستن ..لقد كان محمد في اقل من العام كان هو الحاكم الروحي والفعلي للمدينة ويده على الرافعة التي كان مقدرا لها أن تهز العالم ..
In little more than a year he was actually the spiritual, nominal and temporal rule of Medina, with his hands on the lever that was to shake the world. : John Austin
نعم.. كان محمد (صلى الله عليه وسلم).. هو الذي غير العالم إلى . الحق والعدل والحرية .
لقد كانت رسالة الإسلام هي العدل إلى البشرية كان من بين المواقف التي .. تعبر عن مدى منهجية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في معالجات الواقع بروح العدل .. ما ذكرته كتب التاريخ .
عندما أرسل رسول الله صلى اله عليه وسلم عبد الله بن رواحة لجمع خراج خيبر، أهداه اليهود كمية من التمر الفاخر، لعله يخفف عنهم، فقال عبد الله رضي الله عنه: : تطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند احب الناس إلى يعني رسول الله ولأنتم أبغض إلى ، ولا يحملني بغضي لكم وحبي إياه أن لا اعدل عليكم فقال اليهود بهذا قامت السموات والأرض.. أي بالعدل والقسط ..
قال تعالى :
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 )
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 )


Facebook Twitter