كتب:د. جمعان الحربش
في فجر يوم الجمعة 2 مارس حدثت مأساة ذهب ضحيتها مواطن فاضل وأخ كريم هو الأخ عبداللطيف الرشيدي وابناؤه الأربعة إثر حريق اندلع في شقتهم وقد وجدت أهله واخوانه أهل صبر وايمان واحتساب نسأل الله ان يتقبل ابنهم شهيدا هو وابناؤه الأربعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر امته بقوله »الحريق شهيد« وأخبر في حديث آخر »ان من ابتلي بفقد اثنين من ابنائه كانا حجابا من النار« وهذه العائلة الكريمة ابتليت بأعظم من ذلك فقد فقدت أسرة كاملة باستثناء أم الأطفال نسأل الله ان ينزل عليها السكينة ويلهمها الرضا والطمأنينة وان يخلف عليها بخير ومع ان هذا الحدث مؤلم الا ان من رحمة الله ان ينزل مع كل بلاء ثباتا على من يريد به خيرا وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: »عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد سوى المؤمن«.
ولكن ما يجب ان نتوقف عنده كثيرا كي لا تتكرر المأساة لأسرة أخرى وكي نتعلم من اخطائنا ونعرف جوانب القصور عندنا هو كيف تعاملت فرق الطوارئ مع هذا الحدث اخبرني عبدالحفيظ شقيق المرحوم انه في 2.30 ليلا رأى الدخان والنار ينبعثان من شقة أخيه فذهب مسرعاً وطرق الباب فلم يستطع أن يفتح الباب وظل يتصل عشرات المرات بالإدارة العامة المركزية للعمليات »777« دون جدوى وظل يصعد وينزل من الدور الثاني إلى الثالث حيث الحريق وهو يصرخ حتى ضرب هاتفه النقال بالأرض من شدة الغضب واليأس دون جدوى ثم صعد فكسر الباب فوجد الأم محتضنة أحد أطفالها ساقطة قرب الباب والنيران تندلع بانحاء الشقة فأنقذها وأحد الأطفال وذهب بها إلى المستشفى وظل يتصل بـ »777« من السيارة حتى تمت الإجابة فأخبرهم بالحريق وصلت بعد ذلك فرق الاطفاء ونزل رجال الاطفاء بملابسهم العادية ثم غيروا ملابسهم ليرتدوا ملابس الحريق والاكسجين ودخل أحد الضباط من سلم البيت بدلا من استخدام السلم الكهربائي بينما كان رب الأسرة ممسكا بحماية نافذته في الدور الثالث والمأساة أن الملازم بعد أن دخل وخرج مرتين أو ثلاث خرج ليقول ان المكان مظلم واحتاج إلى انارة فذهب أحد الجيران إلى بيته يبحث عن »تريك« ثم رجع إلى فرق الاطفاء التي اتت دون ابسط التجهيزات واعطاهم التريك ليكتشف هذا الجار من الارتباك أن التريك لا يوجد به بطاريات ليعود مرة أخرى إلى منزله يبحث عن بطاريات ويرسل شقيقه إلى البقالة ليشتري بطاريات والشقة تحترق في الوقت الذي لفظت فيه الأسرة أنفاسها وسط حالة من الذهول والارتباك عمت افراد المطافئ وانهيار بعضهم لما اكتشوا حقيقة المأساة.
هذه الحادثة تبين ان ثمن الاهمال والتسيب قد يكون فادحاً وان هذه المأسأة يمكن ان تتكرر لا قدر الله مع أسر اخرى ان لم تتم المحاسبة التي تبدأ بالقيادات قبل الصغار والمصيبة ان بعض الصحف ووسائل الاعلام نشرت ان فرق الاطفاء انقذت الزوجة واحد الابناء وهذا غير صحيح اطلاقا فمن انقذها هو شقيق المرحوم.
تحدثت مع احد الموظفين العاملين في (777) فاخبرني ان البدالة لا تستقبل اكثر من (15) اتصالا بمعنى لو ان هناك حادثا على الدائري الخامس وتلقينا (15) اتصالا من المواطنين المحشورين في الشارع فاننا لا نستطيع تلقي الاتصال السادس عشر.
أخيراً أقول لا ننوي ترك هذه الحادثة تمر مرور الكرام وسأتقدم بطلب تكليف لجنة الداخلية والدفاع بالتحقيق فيها واتمنى ان تقوم الجهات المسؤوله باجراء تحقيقاتها الخاصة التي لا تنتهي بادانة الصغار وانما باستقالات الكبار، كي لا تتكرر المأساة.