الأخ بليهان والأخوة الكرام
نشكركم لاختياركم الموضوع 00
تكافؤ النسب في الزواج تضعنا امام منعطف اجتماعي غير محمود العواقب 00
أن يختارالأب لإبنه ذات الحسب والنسب والجمال والخلق الحسن وان يختار الفتى فتاة
أحلامه بعناية فائقة حق حفظه له الدين والعرف
(( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس وإياكم وخضراء الدمن قيل وماهي يارسول الله :
قال: النبتة الحسناء في المنبت السوء))
او كما قال صلى الله عليه وسلم .
وان يختارا لأب لإبنته وتعطى البنت حق الموافقة او الرفض حق أيضا حفظه لهما الدين 00
والعرف وسرت به الزيجات في مجتمعاتنا إلا ماندر وكان محل استهجان الناس .
من حق الأب والبنت السؤال ثم السؤال والتعرف على جميع الجوانب الشخصية والحياتية
والدينية للمتقدم لخطبة ابنتهم.
نََمقتُُ ما كان دارجا في النظام القبلي من تحكم ابن العم في ابنة عمه .
كذلك نستقبح رفض بعض القبائل والأسر تزويج بناتهم إلا من بعضهم البعض
((السادة – الأشراف)) لما لذلك من تبعات سيئة تكون دائما الضحية فيهاهي
البنت التي قد تبلغ من العمر عتيا دون أن يلج باب أبيها خاطب من العرق ذاته وهنا
تكون قد حرمت حقها في أن تعيش كزوجة وأم وإنسانه قبل كل شيء
نستهجن تحكم بعض الآباء ببناتهم اللاتي يعملن والتعامل معها كبقرة حلوب بالتعنت
في زواجها ووضع العراقيل من اجل (( المعاش ))
أما ما لا نقبل به ولم تتعود مسامعنا عليه هوما تحدثت به وسائل الإعلام مما يتداول الآن
في محاكمنا وبين يدي قضاتنا الأجلاء من قضايا تكافؤ النسب في الزواج بعد ما تكون
قد وقعت الفأس في الرأس
عندما تناول هذه القضية المسلسل الرمضاني (طاش ما طاش ) كنت اعد ذلك ضربا من
لخيال او من قبيل الإثارة لترويجه .
غير إنني وعندما تََيقنتُُ من خلال وسائل الإعلام فيما نشر مؤخرا عن قضية منصور
وفاطمة وقصة تلك الزوجة في الدمام التي حرصت على سعادة زوجها بعدما علمت من
رفض أهله لها ومطالبتهم بتطليقها لأنها ليست في مستواهم وسعت في تزويجه من
أخرى تناسب مستواهم ثم ماتت كمدا ليلة زفافه
تََيقنتُُ ساعتها أن الأمر حقيقة واقعة تََرحمتُُ على الآباء ولأجداد والقضاء قبل حقبة من
الزمن إذ أنهم كانوا أكثر علما وحكمة ووعيا فلم نسمع بمثل هذا من قبل .
((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم )).
(( لافرقبين عربي او أعجمي ولا لأبيض على اسود الا بالتقوى ))
الرسول صلى الله عليه سلم قال (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا
تكن فتنة وفساد كبير. قالوا :يارسول الله وان كان فيه قال إذا جاءكم من ترضون دينه
وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير وكررها ثلاثا ))
صدقت يارسول الله 000
وقال صلى الله عليه وسلم
((تخطب المرأة لأربع – لحسبها-- ونسبها – وجمالها – ودينها – فاظفر بذات الدين تربت يداك ))
فما فهمته من الحديث ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحث هنا إلا على ذات الدين لذلك
أطلق عبارة اظفر من باب الإغراء.وعزز ذلك في أحاديث أخرى تركز على الجانب
( الديني ) .
حينما قال (( لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ))
او كما قال عليه السلام 00
وقال: أيضا عليه الصلاة والسلام
(( لا تدخل الجنة امرأة مات زوجها عنها وهو غير راضي))
ذلك كله يؤكد اهتمام المصطفى عليه الصلاة والسلام على تعزيز الجانب الديني في
نفوس أصحابه على غيره ومقته للقبلية والعنصرية ونهيه عنها في قوله عليه الصلاة
والسلام ((دعوها فإنها نتنة ))
دعونا نرى نماذج من الزيجات التي رعاها عليه الصلاة والسلام وعقدها بنفسه هل
تشمون فيها رائحة حسب ونسب :
1-زوج صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وهي من بيوت مكة العريقة والتي يشار لها بالبنان من (مولاه ) زيد بن حارثة ثم تزوجها بعد ذلك عليه الصلاة والسلام بأمر الله
( ولما قضى زيد منها وطرا زوجناكاها ).
2-زوج بلال بن رياح وتعرفون من هو بلال بن رياح من أخت عبد الرحمن بن عوف وتعرفون أيضا من هو عبد الرحمن بن عوف 00
3-زوج سالم مولى أبي حذيفة من هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة
وإذا أخذنا في الحسبان أن هناك من خرجت عن طوع أهلها وتزوجت من رغبت بدون موافقتهم بل ربما لجأت للقاضي وعقد لها باعتباره ولي أمر لها رغما عن أبيها ولم يستطع أبيها تطليقا من زوجها أليست مثل هذه الحالة منطقية إلى حد ما ربما لو طالب أهلها بتطليقها
نجد هناك بعض الجوانب التي تظهر قبح أمر التفريق بين الزوجين بحجة تكافؤ النسب
ولاحظوا هنا أننا نناقش الأمر بعد ان تم الزواج وحصل وافرز أبناء وبنات بعلم ولى
الأمر الذي يشترط الشرع موافقته وهو أبيها
الله سبحانه وتعالى قال (( وجعلنا بينهما مودة ورحمة ))فهل من حقنا كبشر أن ننتزع
من بينهما المودة والرحمة التي جعلها الله 00
أين حق الزوجة الذي كفله ا لشرع لها في أن توافق او ترفض من يتقدم لها
أين حق الأبناء في العيش في أسرة مترابطة غير مفككة وتربيتهم تربية سليمة مستمدة
من تعاليم ديننا الحنيف 00
ما هو مصير الأبناء وكيف ستربون ومن سيرعاهم وماذا نتوقع منهم وقد حرمناهم
التمتع بطفولتهم في كنف أبويهم وخطفنا منهم تلك المرحلة العمرية الأجمل في حياتهم
أين حقوق الإنسان لكل من الزوج والزوجة والأبناء 00
الم يكون هناك حرمة لقرار ولي الأمر الميت والذي كان هو صاحب القرار عندما وافق
على تزويج ابنته وبما أمر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم(( إذا أتاكم من ترضون دينه
وخلقه فانكحوه و))
إذا علمنا انه كان حريصا على التأكد من استقامته وهل يصلي أم لا
وشهد له إمام المسجد وجيرانه بذلك 00
إذا سمحنا لهكذا نعرات وهكذا عنصرية هل نبني مجتمعاٌٌ سوياٌٌ متراحماٌٌ 00
كيف نمنع الضحية من الانحرافات السلوكية عندما تكفر بالقيم والعدالة وتشعر بالقسوة
والجور 00
الا يكفينا أن نسبة الطلاق لدينا ربما تكون من بين النسب الأعلى في دول العالم لسبب
وبدون سبب 00
الم يخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن ابغض الحلال الى الله الطلاق00
تقبل مشاركتي ولك اصدق التحايا00
المغرم اليائس00