اللوكيميا
--------------------------------------------------------------------------------
إن كلمة (اللوكيميا) مشتقة من مصطلح إغريقي (لوبك) تعني أبيض و(إيما) تعني دم. وكان هذا المرض قاتلاً حتى عام 1950م عندما تمكن الطبيب الأمريكي (سندي فارير) من علاج أول حالة بمستشفيات (الكوتجرون) وبعد عدد من الأبحاث على مدى خمسين سنة أصبحت الآن نسبة الشفاء -بإذن الله- تصل إلى 70% من حالات سرطان الدم عند الأطفال.
أنواع سرطان الدم عند الأطفال:
أولاً: سرطان الدم الأبيض – الحاد يشكل 80% من الحالات.
ثانياً: سرطان الدم الأبيض – المزمن ويشكل 20% من الحالات.
أنواع سرطان الدم الأبيض الحاد:
اولاً: سرطان الدم الأبيض الحاد اللمفاوي – يشكل 80% من الحالات.
ثانياً: سرطان الدم الأبيض الحاد غير اللمفاوي أو الحبيبي 20% من الحالات.
أعراض سرطان الدم الأبيض الحاد بنوعية اللمفاوي وغير اللمفاوي
إن الأعراض غير محددة ولكن يشعر الطفل بالتعب والإرهاق والخمول، وقد يصاب بالحرارة يصاحبها نزيف اللثة، أو ظهور بقع زرقاء على أنحاء الجسم.
ومن الأعراض آلام المفاصل والعظام ويحدث تورم الغدد اللمفاوية والطحال والكبد، إذ إنّ هذه الأعراض مشتركة لكثير من الأمراض؛ لذلك يجب مراجعة الطبيب فور حدوث هذه الأعراض التي هي الفيصل في تشخيص سرطان الدم الأبيض الحاد من غيره من الأمراض المختلفة.
تشخيص سرطان الدم الأبيض:
أولاً: الفحص السريري من قبل الطبيب المختص.
ثانياً: تحليل كامل لكريات الدم.
والدم يتكون من خلايا الدم وهي:
أ- الكريات البيضاء ووظيفتها مكافحة الجراثيم.
ب- الكريات الحمراء ووظيفتها نقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم.
ج- الصَّفائح الدموية – التي تساعد في إيقاف النزيف.
وفي حالة سرطان الدم الأبيض يحدث لهذه الكريات ما يلي:
أولاً: الكريات البيضاء (التي تصاب بالمرض).
في أغلب الأوقات يكون هناك ارتفاع في عدد هذه الخلايا، ولكن في أوقات أخرى تكون منخفضة، ولكن نوعيتها تدل على أنها خلايا سرطانية.
ثانياً: كريات الدم الحمراء:
في معظم الحالات يكون هناك انخفاض في هيموجلوبين الدم (خضاب الدم) لذلك يبدو الطفل شاحب اللون ويشعر بالإرهاق والتعب.
ثالثاً: الصفائح الدموية:
وفي العادة تكون مسفطة عند الإصابة بسرطان الدم الأبيض؛ لذلك يعاني المريض من نزيف اللثّة وظهور بقع زرقاء تحت الجلد.
وليس بالضرورة حدوث هذه التغيرات على هذه الخلايا ليدلّ على وجود سرطان الدم؛ لأن هناك عدة أسباب أخرى (حميدة) لهبوط هذه الخلايا.
ثالثاً: عمل بزل في نخاع العظم:
إن مكان تصنيع كريات الدم هو نخاع العظم وهو التجويف داخل النظام الذي نسميه عادة بمخ العظام (نخاع العظام)، لذلك لتشخيص سرطان الدم الأبيض لابد من عمل بزل نخاع العظم وعادة يكون تحت تخدير موضعي ومهدَّئ يُعطى للطفل، وعادة يعمل هذا البزل في عظام الحوض.
رابعاً: عمل بزل للسائل الشوكي:
إن السائل الشوكي خلقه الله لحماية الدماغ والحبل الشوكي من تأثير الحوادث وفي 5% من حالات سرطان الدم الأبيض يكون المرض قد وصل للدماغ لذلك يعمل بزل السائل الشوكي لمعرفة مدى انتشار المرض من عدمه وكذلك لإعطاء علاج حماية الدماغ عن طريق بزل السائل الشوكي.
العلاج:
إن سرطان الدم الأبيض يؤدي إلى زيادة في أعداد الخلايا الجينية التي تعيش وتتكاثر بسرعة فائقة وعمرها أطول من الخلايا الطبيعية لذلك تؤثر على الخلايا الأخرى الحمراء والصفائح الدموية، ويعطى المريض علاجًا كيميائيًا له تأثير على هذه الخلايا ويقضي عليها حتى تتمكّن الخلايا الطبيعية من العيش والاستمرار في عملها المعتاد، وتكون مراحل العلاج مما يلي:
أولاً: المرحلة الأولى التطهيرية من الخلايا الجينية:
مدة هذه المرحلة ثمانية وعشرون يومًا في نهايتها يعمل بزل آخر في نخاع العظم لمعرفة مدى اختفاء المرض.
ثانياً: المرحلة المكثفة:
وهي إعطاء أدوية مختلفة للتأكد من اختفاء المرض.
ثالثاً: المرحلة الوقائية:
وهي مرحلة مهمة للتثبّت من اختفاء المرض – إذ يعطى المريض أدوية يومية وأسبوعية وشهرية لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات.
رابعاً: مراحل منشطة:
أثناء المرحلة الوقائية يعطى المريض جرعات منشطة من فترة إلى أخرى للتأكد من اختفاء المرض وَعدم رجوعه.
خامساً: علاج السائل الشوكي أو حمايته:
كما أسلفنا من قبل لابد من إعطاء علاج كيميائي معين من خلال سائله الشوكي وذلك كحماية من المرض أو علاجه إذا كان المرض انتشر للسائل الشوكي عند تشخيص المرض. وعند حالة إصابة السائل الشوكي يعطى المريض في بعض الأحيان علاجًا إشعاعيًا للقضاء على المرض.
مضاعفات العلاج:
لا يوجد علاج بدون مضاعفات ولكن في معظم الأحيان تكون هذه المضاعفات مقبولة بنسبة لنجاح هذا العلاج. وتتلخص مضاعفات الأدوية الكيمائية فيما يلي:
أولاً: تأثير على خلايا النخاع نفسها. وبذلك تنقص المناعة لذلك يصاب المريض بالحرارة ويحتاج إلى العلاج بالمضادات الحرارية لإخفاء الجراثيم والفطريات، وبعض أنواع الفيروسات. وقد يحتاج المريض أثناء العلاج لنقل الدم أو الصفائح الدموية.
ثالثاً: الشعر والجلد:
يؤدي استعمال الأدوية الكيمائية إلى تساقط الشعر وتغيرات وقتية في الجلد ولكن بعد تخفيف العلاج يعود الشعر للطبيعة.
ثالثاً: القلب والرئة:
بعض الأدوية تؤثر على القلب، لذلك لابد من فترة إلى أخرى أثناء العلاج عمل صور (أشعة) للقلب والرئتين.
رابعاً: الجهاز الهضمي:
يصاحب العلاج الكيمائي حدوث تقرحات في الفم والأمعاء مما يؤدي في بعض الأحيان إلى صعوبة الأكل أو الإسهال أو الإمساك، وهذه المضاعفات تعالج بأخذ أدوية موضعية.
خامساً: الجهاز التناسلي:
بعض الأدوية الكيمائية تسبب عدم القدرة على الإنجاب عند الأولاد في المستقبل، ولكن مع تقدم الطب يمكن التغلب على هذه المشكلة مستقبلاً.
نسبة الشفاء من سرطان الدم الأبيض الحاد:
(وإذا مرضت فهو يشفين)
إن المرض والشفاء كله من عند الله سبحانه وتعالى، وبتقدم الطب أصبح الآن ممكناً معالجة 70% من الأطفال بأذن الله سبحانه وتعالى، ويعتبر المدى من التشخيص إلى خمس سنوات هي فترة المعايشة بين المريض والمرض، وبعد مضي هذه السنوات الخمس فإن المريض - بإذن الله- يُعَدُّ شفافيًا من هذا المرض.
أسباب سرطان الدم الأبيض:
ليس هناك أسباب مثبتة علمياً. وما هي إلا تكهنات حول الأسباب، ولكن المعروف عالمياً بأن نسبة هذا المرض تتراوح ما بين مائة إلى مائة وخمسين حالة لكل مليون طفل .
سرطان الدم الأبيض وزراعة نخاع العظم:
إن نسبة النجاح في سرطان الدم الأبيض اللمفاوي حوالي 70% بالعلاج الكيميائي ولا يحتاج زراعة نخاع العظم إلا في حالة عودة المرض خلال سنوات العلاج. أما نسبة نجاح علاج سرطان الدم الأبيض غير اللمفاوي، أو المزمن فإنها تتراوح ما بين 30-40% بالعلاج الكيمائي لذلك ينبغي زراعة نخاع العظم من إخوة أو أخوات المريض، لأن ذلك يرفع نسبة النجاح إلى 60% بإذن الله.
سرطان الدم الأبيض والطب الشعبي:
إن المعالجة بالقرآن الكريم والطب النبوي مستحبة في مثل هذه الحالات مع الأخذ بالعلاج الطبي الحديث، فلا مانع من شرب ماء زمزم فهو لما شرب له – ولا مانع من شرب العسل فإن فيه شفاء ولا غيرهما من الأدوية الواردة في الطب العربي، ولكن على أهل المريض ألا يسلكوا طريق الدّجل والشعوذة، وعلى المريض وأهله الأخذ بأسباب العلاج والصبر والتوكل على الله سبحانه وتعالى