المغرم اليائس : قضية جديرة بالطرح والمعالجة لأنها شئنا أم أبينا فهي موجودة في الواقع .. ولابد أن نتعامل معها بعقل الشرع لا بنبض العاطفة ..
فالحب في حياتنا يأخذ أوجه عديدة من منطلق الحب المكتسب والحب الفطري .. فحب الوالدين والأبناء والأخوة فطري وحب الآخرين مكتسب وكم ساوى الحب المكتسب الحب الفطري !!
وقد يفوق .!! في حالات ..
ولكن قد يستثقل البعض حقيقة يجب أن لا ننكرها وهي من تعلق بشئ عًذب به حتى وإن كان حب : الوالدين والأبناء والزوجة والأقربين والأبعدين !!
لأن الله سبحانه وتعالى يغار على قلب العبد إذا تعلق بغيره فلذا نلاحظ بشكل واقعي ملموس كلما تطرف وتعلق الإنسان في حبه لشخص ما كلما خاب وعذب به .. بمعني أصبح هائما به حد الجنون ..
وبما أن النهاية حتمية لماذا لا نحاول قدر المستطاع ونجاهد أنفسنا بأن لا نقع في العاطفة التي لا تحمد عقباها .. قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) الذين يجاهدون جميع أنواع الهوى:
من يخضع للهوى في الإعراض عن الحق والنص الشرعي لأنه لم يوافق هواه فيقع في العصيان والشركيات والبدع في الدين .. ومن يسترسل في هواه نحو عاطفة لا تحسم بالطريق الصحيح ..
لذا مجاهدة النفس أمر واجب حتى تصفو الحياة .. وتعيش الآمان في الشعور والعقل .. وترضى النفس بقضاء الله لها بكل طمأنينة .. ومن ترك شيئا لله أبدله خيرا منه ..
وتقدم معروفا للنفس الأبية النقية التي تحتويها جنباتك من الزيغ والزلل .. وأن لا تتعرض إلى الدمار من أولئك الذين تهبهم أجمل ماتملك من صدق في العاطفة ووفاء نادر..ثم تهلك بأيديهم ..
قال علي إبن أبي طالب رضي الله عنه : ( أحبب حبيبك هونا ما قد يكون عدوك يوم ما .. وأبغض عدوك هون ما قد يكون حبيبك يوم ما ! )
نعود إلى القضية المطروحة : من يملك كم هائلا من الشعور النادر لشخص ما ثم يضرب منه في مقتل ( بالغدر) !!
أرى أن لا يأسف عليه ولا ينتقم لنفسه لأن القلب إذا أحب بصدق يسمو بالآسى عن الرد بالمثل ويتسامح قلبه وإن كان متوجعا ..
أخي الفاضل أعجبت كثيرا بفكرك السامي في طرح قضية هامة لتحمي بها أصحاب القلوب النقية والمشاعر الرقيقة التي لا تعرف إلا البياض .. حتى لا تقع ضحية
أولئك الذين لا ينصفون المشاعر ولا يعرفون رقي التعامل معها .. لا يتعاملون إلا بلغة المادة والشعور غائب لديهم وإن حاولوا تمثيله لابد أن يسقطوا ..
أشكرك بعمق وحفظك الله وحفظ قلبك وقلوبنا من أن تكون ضحية للضياع ..
لك جل تقديري بالغ إحترامي ..
أختك : هتاف