EURO 2008
بوفون أنقذ الإيطاليين .. وروبن قاد الهولنديين لرباعية فرنسا: هولندا زمان عزفت أحلى الألحان
جنيف ـ برن ـ (ا ف ب)
أصبح بطـــــل كأس العالم المنتخب الايطالي في موقف صعب وخطر من الخروج من الدور التمهيدي و(مفاجاة) فيما لو حدث عقب خروجها بالتعادل الايجابي مع منتخب رومانيا 1-1 أمس الجمعة في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس اوروبا 2008 لكرة القدم المقامة في النمسا وسويسرا وقلل التعادل من فرص الطرفين في التأهل الى ربع النهائي. وسجل كريستيان بانوتشي (56) هدف ايطاليا، وادريان موتو (55) هدف رومانيا.
وكانت ايطاليا خسرت امام هولندا صفر-3، فيما تعادلت رومانيا سلبا مع فرنسا في الجولة الاولى. والتعادل هو الثاني في تاريخ لقاءات المنتخبين مقابل 5 انتصارات لايطاليا وفوز واحد لرومانيا. واجرى دونادوني 5 تعديلات على التشكيلة التي خسرت امام هولندا وهي الاقسى منذ 25 عاما، اثنان منها في خط الدفاع ومثلهما في الوسط وتعديل واحد في الهجوم، فيما لجأ بيتوركا الى تعديلين فقط في خط الوسط، واعتمد الاول على لوكا توني كرأس حربة وحيد، والثاني على ادريان موتو وحيدا ايضا في المقدمة. في الشوط الاول، كان المنتخب الايطالي الافضل هجوما وفرصا واداء دون ان يوفق مهاجموه في ترجمة اي من الفرص العديدة التي سنحت لهم الا في الدقيقة الاخيرة من الوقت بدل الضائع فلم يحتسب الهدف بداعي التسلل، بينما كانت فرص رومانيا اقل لكنها اوضح.
وانطلق المنتخب الروماني الى الهجوم خلافا للمباراة الاولى حيث آثر الدفاع امام فرنسا ونجح، وكانت اول تسديدة من رأس ادريان موتو ذهبت بعيدا بسبب المضايقة الدفاعية في الدقيقة الاولى، وحول الدفاع الروماني اول تسديدة ايطالية من قدم اليساندرو دل بييرو الى ركنية لم تسفر عن شيء (4)، وارسل جابرييل تاماس كرة من منطقة رومانيا الدفاعية الى منطقة ايطاليا لم يحسن موتو استقبالها وهو منفرد فوصلت الى الحارس جانلويجي بوفون (7).
ولم تشهد الدقائق العشر الاولى سوى هجمة منظمة واحدة من قبل الايطاليين وبالتالي فرصة مباشرة واحدة حين رفع سيموني بيروتا كرة بعيدة الى امام المرمى الروماني لم يحسن دل بييرو التعامل معها (9)، بدأ بعدها الضغط الايطالي وكاد توني يفتتح التسجيل مبكرا اثر كرة رفعها ماورو كامورانيزي من الجهة اليسرى لكن الاول لم يصلها برأسه فتدخل الدفاع (13).
ورد الرومان بهجمة سريعة قادها موتو بنفسه وانفرد بالحارس بوفون وسدد في جسم الاخير مفوتا فرصة غنية (16)، ورفع طوني كرة موزونة على رأس كامورانيزي ذهبت فوق العارضة (17)، وسدد تاماس كرة من 35 مترا عذبت بوفون الذي ارتمى لابعادها (18)، ونفذ كريستيان تشيفو ركلة حرة من مسافة بعيدة فاصطدمت الكرة بكريستيان بانوتشي وارتدت من اسفل القائم الايمن (19). وعكس فلورنتين بيتري كرة خطرة ابعدها جانلوكا زامبروتا الى ركنية تلتها ركنية ثانية (24)، واجرى بيتوركا تغييرا اضطراريا بعد اصابة ميريل رادوي وادخل نيكولاي ديكا مكانه (25)، واهدر دل بييرو برأسه اثر عرضية من فابيو جروسو (26)، وطوني برأسه ايضا بعد عرضية من كامورانيزي (27)، رد رازفان رات بتسديدة بعيدة انحرفت قليلا عن القائم الايسر (29).
وحصل دل بييرو على ركلة حرة قريبة من خط المنطقة نفذها بنفسه فذهبت الكرة عالية (33)، واهدر بيروتا وجورجيو كيلليني وطوني 4 فرص متتالية خلال دقيقتين نفذت خلالها 3 ركنيات ونجح الحارس الروماني بوغدان لوبونت 3 مرات في ابعاد الخطر ولاعب الوسط بول كودريا مرة واحدة (41)، وسجل توني هدفأ بالرأس الغي بداعي التسلل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
وفي الشوط الثاني، استمر الضغط الهجومي الايطالي، وابعد لوبونت كرة عرضية عالية من فوق الرؤوس الى ركنية (47)، ورفع ديكا كرة الى امام المرمى استقرت في احضان بوفون (49)، وسدد موتو كرة مباغتة من بعيد فطن لها بوفون (54)، وارتكب زامبروتا خطأ قاتلا عندما اعاد برأسه الى بوفون كرة رفعت من الخلف طويلة فخطفها القناص موتو ووضعها في الشباك (55). وجاء الرد الايطالي سريعا اثر ركنية من الجهة اليسرى استقبلها كيليني برأسه وفشل تاماس في ابعادها فتقدم لها بانوتشي ودفعها بقدمه في المرمى دون مضايقة (56).
وكان الايطاليون على وشك ان يتقدموا بعدما ارسل البديل انطونيو كاسانو كرة خلف الدفاع تباطأ توني في اللحاق بها (63)، وحرم لوبونت الايطاليين من هدف ثان بعد كرة عالية من بعيد تابعها طوني برأسه وحاول دانييلي دي روسي اكمالها برأسه سابحا لكن الحارس لوبونت ابعدها بيده اليمنى في اللحظة الاخيرة (75).
ووقف الحظ الى جانب لوبونت اكثر من مرة وتصدى لاكثر من كرة خطرة، وابعد دي روسي كرة خطرة من امام بانيل نيكوليتا (80)، واحتسب الحكم النروجي طوم هنينغ اوفريبو ركلة جزاء مثيرة للجدل اثر خطأ غير واضح ارتكبه بانوتشي نفذها موتو وتصدى لها بوفون ببراعة (81).
وضغط الايطاليون في الدقائق الخمس الاخيرة من الوقت الاصلي والثلاث من الوقت بدل الضائع لعل وعسى تتحسن حظوظهم بالمنافسة من خلال تسجيل هدف الفوز فلم تتحقق امنيتهم وبات عليهم انتظار نتيجة المباراة الثانية ونتائج الجولة الاخيرة الثلاثاء المقبل.
هولندا ـ فرنسا
واصل المنتخب الهولندي تقديم مستوياتة المبهرة وحجز مقعده في الدور ربع النهائي للمرة السادسة في 6 مشاركات واعلن نفسه المرشح الأقوى للفوز باللقب بعدما صعق المنتخب الفرنسي وصيف بطل المونديال 4-1 أمس الجمعة على "ملعب دو سويس" في برن في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة من الدور الاول لكأس اوروبا لكرة القدم. وسجل ديرك كويت (9) والبديلان روبن فان بيرسي (59) واريين روبن (71) وويسلي سنايدر (90+2) أهداف هولندا، وتييري هنري (71) هدف فرنسا.
ولحقت هولندا بالبرتغال (المجموعة الاولى) وكرواتيا (المجموعة الثانية) الى الدور ربع النهائي وضمنت صدارتها للمجموعة بعدما حققت فوزها الثاني على التوالي.
وكان المنتخب الهولندي سجل بداية "نارية" تذكر بمنتخبات 1974 و1978 و1988 وذلك بعدما سحق نظيره الايطالي بطل العالم بثلاثية نظيفة سجلها عبر هجمات سريعة مباغتة جعلت دفاع "الازوري" مشلولا، ثم اكد انه المرشح الاوفر حظا للظفر باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1988 بعد فوزه على فرنسا التي تجمد رصيدها عند نقطة وحيدة (من تعادلها مع رومانيا في الجولة الاولى) واصبحت ثالثة بنفس عدد النقاط والأهداف مع ايطاليا التي تعادلت في وقت سابق مع رومانيا 1-1.
وأبقى مدرب المنتخب الهولندي ماركو فان باستن على التشكيلة ذاتها التي فازت على ايطاليا، فيما ادخل مدرب فرنسا ريمون دومينيك ثلاثة تعديلات على تشكيلته باشراك تييري هنري في المقدمة وحيدا على حساب نيكولا انيلكا وذلك بعدما غاب مهاجم برشلونة عن المباراة الاولى بسبب الإصابة، ومدافع مانشستر يونايتد باتريس ايفرا بدلا من ايريك ابيدال، وسيدني جوفو في خط الوسط على حساب المهاجم كريم بنزيمة الذي شارك اساسيا امام رومانيا.
وجاءت بداية المباراة سريعة من قبل الطرفين اللذين تصارعا لفرض افضليتهما في وسط الملعب، خصوصا المنتخب الفرنسي الذي يبدو انه درس مباراة هولندا وايطاليا جيدا وحاول ان يعطل الهجمات المرتدة السريعة للمنتخب "البرتقالي" عبر ارتكاب الاخطاء في كل مناسبة يفقد فيها الكرة في ملعب خصمه.
ونجح الهولنديون ومن اول محاولة هجومية في افتتاح التسجيل في الدقيقة 9 عبر كرة رأسية من ديرك كويت الذي وضع الكرة في شباك الحارس جريجوري كوبيه رغم مضايقة فلوران مالودا، وذلك اثر ركلة ركنية نفذها رافايل فان در فارت من الجهة اليمنى.
وهذا الهدف الاول الذي يدخل شباك فرنسا منذ 6 فبراير الماضي عندما خسرت وديا امام اسبانيا بهدف سجله خوان كابديفيلا، ثم حافظت على شباكها نظيفة لمدة 459 دقيقة (5 مباريات ودية و10 دقائق في مباراة اليوم) قبل ان يسجل كويت في شباك كوبيه.
واعطى هذا الهدف دفعا معنويا كبيرا للهولنديين الذين حاصروا منافسيهم في منطقتهم بفضل الضغط العالي على الفرنسيين الذين وجدوا صعوبة في الخروج من منطقتهم وكادوا ان يجدوا أنفسهم متأخرين بهدفين عندما اطلق ويلسي شنايدر كرة صاروخية من خارج المنطقة لكنها علت عارضة مرمى كوبيه بقليل (16).
وانتظر الفرنسيون حتى الدقيقة 23 ليهددوا مرمى الحارس ادوين فان در سار بتسديدة من جوفو لكن حارس مانشستر يونايتد الانجليزي تدخل ببراعة ليحرم "الديوك" من التعادل.
وواصل المنتخب الفرنسي استفاقته في الدقائق العشر الاخيرة وحصل على فرصة اخرى عندما توغل ريبيري في الجهة اليمنى ثم لعب كرة عرضية مرت من امام باب مرمى فان در سار دون ان تجد من يتابعها داخل الشباك (37).وفي اول ظهور هجومي لهنري في النصف الاول من اللقاء كان قريبا من ادراك التعادل عندما استلم الكرة على حدود المنطقة ثم التف على نفسه قبل ان يسدد لكن محاولته مرت قريبة من المرمى الهولندي (43). وكان الفرنسيون قريبين جدا من اعادة اللقاء لنقطة الصفر لكن تسديدة هنري وجدت في طريقها اندري اويير الذي لمس الكرة بيده لكن الحكم الالماني هيربرت فاندل لم يحتسب ركلة جزاء ما اثار حفيظة رجال دومينيك (50). وفرط هنري بفرصة ذهبية لادراك التعادل عندما كسر مصيدة التسلل اثر تمريرة خلفية من مالودا وانفرد بفان در سار الا انه حاول ان يلعب الكرة فوق الاخير فعلت محاولته العارض الهولندية (54).
واجري فان باستن تبديلا ثانيا في الدقيقة 55 باشراك لاعب ارسنال الانجليزي روبن فان بيرسي بدلا من كويت صاحب الهدف في محاولة لفك الحصار الفرنسي منذ مستهل الشوط الثاني ونجح في رهانه على فان بيرسي لان الاخير عزز تقدم بلاده بهدف ثان اثر تمريرة من البديل الاخر روبن الذي توغل في الجهة اليسرى قبل ان يلعب كرة عرضية ارضية تلقفها فان بيرسي وسددها بيمناه داخل شباك كوبيه الذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الهدف لان كان بامكانه ان يصد المحاولة لكنه اكتفى بلمس الكرة لتعود وتتهادى داخل الشباك (59).
وعادت فرنسا الى اجواء المباراة عندما نجح هنري في تقليص الفارق في الدقيقة 71 اثر تمريرة من الظهير ويلي سانيول، معززا الرقم القياسي من حيث الاهداف المسجلة مع المنتخب (45 هدفا)، لكن فرحة نجم برشلونة وزملائه لم تدم اكثر من دقيقة لان روبن نجح في اعادة الفارق الى ما كان عليه عندما تلقى تمريرة من شنايدر ثم توغل في الجهة اليسرى للمنطقة الفرنسية قبل ان يسدد كرة صاروخية من زاوية "مستحيلة" سكنت سقف شباك مرمى كوبيه (72). وعندما كان الحكم يهم باطلاق صافرته النهائية اختتم ويسلي سنايدر اجمل اهداف المباراة.

EURO 2008