
كتب أحمد الشمري:
لم يحسم النواب الذين اجتمعوا امس في ديوان النائب ناصر الدويلة اي قضايا سواء بالنسبة لرئاسة مجلس الامة او نائب الرئيس او حتى التنسيق فيما بين اللجان البرلمانية.
فالاجتماع الذي حضره 21 نائبا وتميز بحضور الرئيس السابق لمجلس الامة والرئيس الاسبق احمد السعدون انتهى من دون اي قرارات وتحول الى مجرد لقاء تعارفي فيما بين النواب الذين تبادلوا بعض الاحاديث فقط غير ان ذلك لم يمنع ادلاء بعض النواب بالتصريحات عقب الاجتماع، كما ان النائب خلف دميثير طرح مبادرة لتقرير الوحدة الوطنية.
وفي هذا السياق وبعد انتهاء الاجتماع اكد رئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي انه لا يعلم شيئا عن اقتراح ما عرف بالرئيس التوافقي، وقال انه يثمن دور النائب ناصر الدويلة على دعوته لعقد لقاء ودي للنواب وزاد انه يرفض فكرة الرئيس التوافقي لكون ذلك لابد له من اتفاق مسبق، مؤكدا انه مرشح للرئاسة ومرحب بمن يصوت له في هذا الاتجاه.
واوضح الخرافي انه من الاهمية بمكان عقد لقاء ودي ثان بين النواب لبحث اوجه الاتفاق على الاولويات التي يجب البدء بها لمصلحة البلاد، ونفى الخرافي اي حديث يدعو الى انسحابه من سباق رئاسة المجلس حتى في حال انسحاب السعدون.
ضد التجاوزات
ومن جانبه اوضح النائب الدكتور علي العمير ان هذه الجلسة لم تكن تحتوي على اي برامج عمل او خطط للتباحث بين النواب.
وفي شأن تعليقه على الحكومة الجديدة قال العمير ان الامور صارت الى ما صارت عليه وعلى الرغم من تحفظات البعض الا انه يجب علينا ان نمد يد التعاون مع اعضاء الحكومة مشيرا إلى انتهاء وقت ابداء الرأي في الحكومة.
وزاد العمير انه في حال ما اذا وجد تجاوز من اي وزير سيكون للنواب وقفة تنبع من مسؤولياتهم امام الله في هذا الامر ثم امام المواطنين الذين اولوه الثقة الغالية لنستطيع معالجة الخلل في اي مكان.
استياء من التشكيل
قال النائب وليد الطبطبائي ان الاجتماع لم يبحث فيه اي موضوع اذ كان دعوة للغداء والتعارف بين النواب.
وبسؤاله عن التشكيلة الحكومية، قال الطبطبائي ان هناك استياء من التشكيل الحكومي، فقد جاء مخيب للامال ومخالف لتوجهات الناس ورغبة النواب.
وضرب الطبطبائي مثلا في تعيين وزير الصحة الذي جاء من خارج الوزارة رغم ان هناك اكثر من 5 الاف طبيب يفترض ان يكون منهم.
واضاف نحن نعتز بوزير الصحة الجديد، لكن كان يفترض ان يكون من المختصين في الوزارة من اصحاب الخبرة والاختصاص.
دون الطموح
وقال العضو مرزوق الغانم حول التشكيل الحكومي الجديد اننا نتابع اعمالا وليس افرادا وعلى الرغم من ان التشكيل الحكومي دون الطموح ولكن نأمل من التشكيل الحكومي الاخير ان يخالف التوقعات وان يقدم شيئاً للبلد.
واكد الغانم اني اذا قدمت الحكومة شيئا يذكر للمجلس وللبلد فنحن سنمد يد التعاون معها واتمنى من الوزراء ان يقدموا الخطة التنموية بقانون ولابد من اعطائهم مهلة من دور الانعقاد القادم.
وحول الاجتماع الذي جرى بديوانيته اكد الغانم ان اللقاء كان وديا اخويا تعارفيا وتم التأكيد بالاجتماع على رفع مستوى الحوار داخل المجلس والعمل في جو افضل من جو المجلس السابق والوحدة الوطنية لان النائب يمثل جميع شرائح الكويت فهو ممثل للامة ولم يتم بحث موضوع الرئاسة في هذا اللقاء فموضوع الرئاسة يتم بحثه في مجلس الامة تحت قبة عبدالله السالم.
حكومة تأزيم
ومن جانبه علق النائب خالد السلطان على تشكيلة الحكومة انها لم تأت بالشكل المطلوب ولكن نحن نتعامل مع حكومة شكلت ونؤكد اننا سنتعاون معها اياً كان اعضاؤها، مشددا على ضرورة ان تثبت للنواب الذين لديهم تحفظات عليها انها جاءت بنهج جديد هو التعاون والاصلاح ومحاربة الفساد والتنمية وانها مستعدة للتعاون مع المجلس خاصة وان اول صفة يمكن ان تطلق على هذه الحكومة انها حكومة تأزيم.
وتابع السلطان هناك مسؤولية تقع على عائق الحكومة الجديدة تتمثل بمبادرتها في التعاون بقلب مفتوح مع مجلس وصل للبرلمان بعد مرحلة طويلة من التأزيم واصابة المواطنين بحالة من الملل والاحباط نتيجة التصعيد المستمر مما عرقل التنمية ووصل بمستوى الخدمات الى حالة التردي.
وحول الهدف من اللقاء اكد السلطان اننا لم نتطرق الى اي قضايا وكان لقاء اخويا.
الوحدة الوطنية
من جهته اكد النائب علي الراشد ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم السماح لاية اثارة طائفية او قبلية داخل البرلمان، مشيرا الى ان ثمة شبه اجماع على التصدي لمثل هذه المظاهرة السلبية والمضرة بالمجتمع.
واوضح الراشد ان الاجتماع في ديوان الدويلة كان للتعارف ودعوة غداء لم نتطرق فيها لاي من القضايا المتعلقة في البرلمان.
لم نبحث الرئاسة
قال العضو مرزوق الحبيني ان اللقاء الذي تم يوم امس عند العضو ناصر الدويلة هو لقاء ودي تعارفي وتكملة للقاء ديوانية الملا للذين لم يحضروا هناك ولم يبحث اي شيء حول الرئاسة او اي شيء من هذا اللقاء حيث كان اللقاء وديا حبيا تعارفيا.
واضاف الحبيني بان التشكيلة الحكومية ليست بالشكل المطلوب ونحن نسعى ان تتعاون الحكومة حتى مع المجلس والمجلس عليه ايضا ان يتعاون مع الحكومة وان كانت دون الطموح المطلوب وعلى الحكومة ان تبادر وتثبت للجميع انها حكومة تعمل للجميع وتقود مسيرة الاصلاح ومحاربة الفساد ونحن لا نتمنى ان تكون هذه الحكومة حكومة تأزيم ولابد ان تثبت العكس.
الالتزام بالدستور
وقال العضو ناصر الصانع ان التشكيل الحكومي الاخير كان دون الطموح ولكننا سنتعاون معها وسنطالب بضرورة التزامها بالدستور وتقديم برنامج عمل واضح وخطة تنموية واضحة المعالم وان تقدمها للمجلس باسرع وقت.
وحول لقاء امس بديوانية ناصر الدويلة اكد الصانع ان اللقاء كان لقاء اخويا وديا حبيا ولم يكن فيه شيء معين فقط كان وديا تعارفيا ونشكر العضو ناصر الدويلة على هذا اللقاء.
حكومة عمل
ومن ناحيته اكد النائب خلف دميثير انه تقدم للنواب باقتراح مفاده عدم المساس بالوحدة الوطنية لان الكويت اكبر من كراسي النواب ومراكزهم وحذر دميثير من المساس بتلك الوحدة مشيرا الى ضرورة التصدي لاي نائب يخرج عن هذا الاطار سواء بطريقة مباشرة او غير مباشرة لمصلحة البلاد.
وزاد على الرغم من حرية العضو فيما يبديه من اراء حسب الدستور الا انه يجب عدم الاساءة سواء بقصد او بغير قصد للوحدة الوطنية، وأبدى دميثير استعداده لتقديم الاستقالة من المجلس اذا تعارض ذلك مع هذه الوحدة الوطنية وعلى كل نائب تحمل المسؤولية حتى لا تلصق بالمجلس ككل.
وفيما يتعلق بالتشكيل الحكومي الجديد قال دميثير نأمل ان تكون حكومة عمل وتسير بمنهج وخطة عمل واضحة. وأعرب دميثير عن استيائه من التلميحات التي تصدر من بعض النواب لاستفزاز شريحة معينة من المجتمع.
واضاف انه لا يزال مرشحا لمنصب نائب رئيس المجلس ولم يطرأ أي تغيير في هذا الأمر.
الخطاب النيابي
وأكد النائب ناصر الدويلة ان الاجتماع جاء استكمالا للاجتماع الذي عقد أول من أمس بديوانية النائب صالح الملا وهو استمرارا للقاءات النواب مشيرا الى ان النائب خلف دميثير طرح مبادرة تتعلق بالمحافظة على الوحدة الوطنية وقد لاقت استحسان النواب الحاضرين.
وقال الدويلة ان الاجتماع تطرق لمناقشة قضية الارتقاء بمستوى الخطاب تحت قبة البرلمان مؤكدا ان النواب اجمعوا على ضرورة الارتقاء بالخطاب النيابي.
وأضاف كنا نأمل ان يحضر هذا الاجتماع جميع النواب ولكن ظروف البعض حالت دون ذلك مشيرا الى ان الاجتماع لم يتطرق إلى قضية رئاسة المجلس التي أثيرت في الاجتماع السابق بشكل أكبر وان ما طرح خلال اجتماع ديوانية الملا هو حول اختيار رئيس توافقي يحظى بالاجماع.
وقال الدويلة بما أن فكرة الرئيس التوافقي لم تحظ بالاجماع فإن هذا الامر يترك للبحث تحت قبة البرلمان مشيراً الى ان فكرة الرئيس التوافقي طرحت على اساس ان يبدأ هذا المجلس بروح جديدة ونفس جديد ورئيس جديد للمجلس بعيداً عن النائبين جاسم الخرافي واحمد السعدون وان يكون الرئيس وجهاً جديداً الا ان هذه الفكرة لم تلق قبولاً من النواب في اجتماع الملا.
واشار الدويلة ان اللقاء بحث بعض تصريحات النواب التي تسيء الى الوحدة الوطنية موضحاً ان النواب اكدوا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وحالة التعايش بين ابناء المجتمع الكويتي.
وعلق النائب علي الدقباسي على مبادرة النائب خلف دميثير التي طرحها خلال الاجتماع قائلا سأكون دائماً مع اي عمل يخدم وطني ويحافظ على الوحدة الوطنية داعياً الجميع للتحلي بروح المسؤولية والوطنية والمحافظة على وحدة الصف وبنبذ أي خلافات نتيجة لأي طرح يمس الوحدة الوطنية.
وحول التشكيل الحكومي الجديد قال الدقباسي ان الحكومة الجديدة جاءت مخيبة للآمال مؤكداً ان معيار الحكم عليها هو الانجاز والاداء فإذا كان اداؤها جيداً سنهتف للحكومة واذا كانت سيئة سنسائلها حتى رئيسها ولن نتوان في استخدام صلاحياتنا الدستورية ونحن نعرف ان هذه الحكومة هي حكومة محاصصة وترضيات.
تاريخ النشر: الجمعة 30/5/2008