عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 11-05-2008, 01:00 AM
هتاف قلب الرشيدي
كاتبه
الصورة الشخصية لـ هتاف قلب الرشيدي
رقم العضوية : 3993
تاريخ التسجيل : 19 / 4 / 2008
عدد المشاركات : 478
قوة السمعة : 18

هتاف قلب الرشيدي بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي الرد على جداول محاسبة النفس
الردعلى جداول محاسبة النفس



لقد أصبحت تظهر بينفترة وأخرى جداول محاسبة النفس، أو كما تسمَّى في الآونة الأخيرة جدول الهمةالعالية لتغيير النفس، يدَّعون أن تلك الجداول فيها تحفيز على عمل الطاعات، وتحسينالخلق، والإحسان في العبادة، وتشجيع النفس على الرّقي للأفضل، فيضعون جداول بعددأيام السنة والأشهر، ثم يضعون عددًا من الأعمال مثلاً: قيام الليل– الصدقة– الذكر- التوكل– التوبة– الأمانة– الرحمة... وغيرها من الأخلاق والعبادات، ويطلبون من كلشخص تقييم نفسه كل يوم بأن يضع إشارة (ü) إن كان قد عمل هذاالعمل وأن يضع إشارة (û) إن لم يفعل حتى يحاسب نفسه، وحتى يرتقي بنفسه في الأخلاق والعبادات.



وهذا ردّعلى هذه الجداول:






لقد سألنا من أخواتناممن يهمنا الإجابة عليه.. عن جداول فيها محاسبة للنفس سواء كان عن صلاة وصوم أو عنبر وصله ورحم..
ونقول وعلمنا قليل.. ومن الله نطلب العون والتسهيل:
أولاً: أفتى مشايخنا -غفر الله لهم- أن مثل هذه المسائل ليس لها أصل، مثل ما نقل عن الشيخ بن عثيمينرحمه الله.
ثانياً: أن لهذهالجداول مفاسد يخشى من انتشارها ومنها:
1- أنَّ الصَّحابةوالتابعين والقرون المفضلة، لم يورث عنهم مثل هذه الأعمال ولم يوصوا بها.



2- أن أصل العبادةالتذلل، وهو التعلق المتصل، والتعظيم الدائم، والأعمال إنما هي مظاهر ذلك، فليس منالصواب أن ندور حول العمل وتعظيمه وننسى الأصل فتعظيم العمل لاحق لإظهار التذلل،فكأننا نقرر أن القيام بهذه الأعمال كافٍ للقبول عند الله.
3- أنَّ منأصول الشريعة قطع الإعجاب بالعمل، بل حتى الثقة بالنفس، وهذا صاحب المناهياللفظية -بارك الله في عمره– ينقل تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله تعالىلما سُئل عن قول من قال: تجب الثقة بالنفس، أجاب: "لا تجب، ولا تجوز الثقة بالنفسفي الحديث: (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)".
قال الشيخ ابن قاسممعلقاً عليه:
"وجاء فيحديث رواه أحمد: (وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلنيإلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك)"، ومثل هذه الجداول بعدتحصيلها وجمعها، يخاف أن يكون مدخل للإعجاب خصوصًا من صغار السن، وكما ذكر سابقًاأن أصل العبادة التذلل، والإعجاب قاطع للتذلل، كما أن فيه جانبًا من تزكية النفس،ويقول الله سبحانه وتعالى –ناهيًا نهيًا صريحًا{فَلَاتُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}
4- أنَّالأعمال القلبية من التوكل والرجاء والخوف لا يمكن أن تندرج في الجداول ولا أن تقيدبتقييدات، فيستقر الأمر إن انتشرت مثل هذه الجداول على تجاهل العبادات القلبية وعدملفت النظر إليها.
5- إنَّشروط قبول العمل تغيب في مثل هذا الجدول:
أ: ربمايكون في بعض الجداول تقيد أيام محدودة مثل تقيد العمرة في يوم محدد من الشهر، أوتقيد الصدقة بيوم فينتفي بذلك شرط المتابعة.
ب: كماذكرنا سابقًا أنه لا يمكن قياس الأعمال القلبية والإخلاص أحد شرطي قبول العملالإخلاص.
6- أنَّ أكثر الجداولالمنتشرة يغيب فيها أعمالاً مهمة، أو وجوهًا شرعيةً للتعبد جاءت بها النصوصالصحيحة.
7- أنَّدعوى التشجيع ورفع الهمم يجب أن تكون منضبطة بالشريعة فلا يمكن أن يعقل أن ندعو إلىمندوب ( رفع الهمة ) فنقع في محذور ( الابتداع ) ، والهمة لا تُكمِّل الإنسان إلاإذا كانت مهدية بالعلم الشرعي يقول ابن القيم ( كمال الإنسان بهمَّة تُرقّيه ، وعلميُبصره ويهديه ) .
8- أنَّ هذهالأوراق اشتهرت عند أقوام لم يعرفوا بمتابعتهم للسنة مثل الصوفية وأمثالها.
9- أنَّ مثلهذه الأوراق يخاف أن تفضي في مستقبل الأمر إلى ما يشابه صكوك الغفران، فإن النصارىما وصلوا لمسألة صكوك الغفران إلا ببدايات كهذه، فهي كشوفات توضح الأعمال قيامًاوتركًا ومن ثم يمكن الحكم عليها قبولاً أو رفضًا.
10- علىالقاعدة الشرعية المقررة في قوله تعالى : {لاَ يُكَلِّفُاللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}يخاف أن يعجز العبد أحيانًا عن أعمالفيدخل الفتور والإحباط على نفس العامل.

هذا ماتيسر ذكره على عجلة منّا وعدم وجود وقت للرجوع إلى المراجع، ما كتبناه إلا طالبينللحق دافعين للباطل.
{وَلَوْلاَدَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}


والله المسؤول أن يرشد العقول، ويوصل إلى المأمول . منقول من مصادر ثقة

الموضوع الأصلي: الرد على جداول محاسبة النفس | | الكاتب: هتاف قلب الرشيدي | | المصدر: شبكة بني عبس




Facebook Twitter