كنت قد نويت أن:ـ
أسافر مع المسافرين ..
أساهم مع المساهمين ..
أكتتب مع المكتتبين ..
لكنني لم أجد:ـ
من يصحبني..
يأخذني ..
يحملني ..
إلى صفوف ...
المنتظرين الهائمين..
الطامعين
في الثروة السريعة..
الحاملين
أمتعتهم وأولادهم ونساءهم..
العابرين
حدود الوطن..
إلى حدود..
مصطفين
من صف
إلى صف..
وعائدين..
بكم ؟
مليون!!
مليونين!!
لا ..
عادوا..
وفي جعبتهم خفي حنين ..
أقول:ـ
كنت قد نويت
يوماً ..
أن أسير ..
وقت الهجير..
لدوحة الخير..
لكنني..
وجدت نفسي..
لوحدتي أسير..
يارب ..
هب لي ..
من يعينني ..
على وحشة الطريق..
يمضي معي
حيث أمضي ..
مع المسافرين..
لنكتتب مع المكتتبين ..
اتصلت ..
سامي ..
علي ..
سعيد ..
حتى وليد..
كلهم..
لا أحد ..
يريد..
بقيت لوحدتي ..
أندب حظي ..
لا طيارة ..
تأخذني ..
ولا سيارة ..
تقلني ..
ومرة أخرى ..
لوحدتي ..
حزين ..
"سلمت أمري للذي خلق السماء وأبدعا ..."
وبقيت..
أتابع ما يجري ..
عبر البريد ..
والصحف ..
وصفحة .. على الإنترنت..
بل صفحتان ..
أتابع الجموع ... الزاحفة
لحفلة الريان ..
أمني نفسي ..
أن
أكون بينهم ..
بل .. عندهم ..
آه .. ياليتني هناك ..
وأدفع الجواز ..
مع شيكي الجديد ..
والأوراق ..
وأكتتب ..
وتقفز الأسعار ..
فوق ..
فوق ..
فوق ..
وتنهمر ..
دراهمي ..
وأسهمي..
تقفز ..
وذاك المؤشر..
يرتفع ..
وارتفع ..
و يرتفع ..
وفجأة ..
سقطت ...
من أريكتي ..
حلم جميل ..
حقق لي
المستحيل..
..............
وتمضي الأيام ..
يوماً
كئيباً..
يوماً عصيباً..
ومثلها ..
نحيباً..
ومثلها
أردد
إن
الفرج قريباً
حتى وجدت موقعاً عجيباً
قد
صور
الجموع
الزاحفة
الباحثة
عن
الكنوز الضائعة
ما هذا؟
حشد كبير
جمع غفير
شيخ كبير
طفل صغير
وهذه النساء
وخيمة
وملعب كبير ..
اجتمعوا
من كل أرض
من كل قُطر
أمواج بشرية
بعضها فوق بعض
لكنها .. والله قمة المهانة ..
أن أشتري بمالي
السبَّ
والمهانة
ويقذفونني ..
بالجهل..
والعفن
وإنني..
مخرب ..
لنظامهم ..
وقانونهم ..
وطابورهم..
مأساة ما تحمله الصور..
وجوه عابسة..
كالحة..
آثار السفر..
والخطر..
والانتظار..
فكلهم ..
ينتظرون في الصفوف..
يومين..
أو ثلاثة..
كم الرقم؟
أصبحت الحياة بالنسبة لهم مجرد رقم ..
ولازالوا ينتظرون ..
لعلهم
يحصلون على ..
فتات ..
يقتاتون عليه..
من الكعكة الكبيرة..
التي أكلها المواطنون..
لكنني وبعد هذه المناظر
حمدت ربي واهب الحياة..
حينما
عدلت..
عن رحلة الشقاء .
والعناء..
وأنتظر..
يوماً..
قريباً..
أنطلق
لأكتتب
مع المكتتبين
بعمل صالح
لرب العالمين
قطر
خريف 2004