[بنت العبسي]

في منتصف الليل وأنا بمفردي
أُناظر تلك الجدارن التي تُحيطُني
دار جدالاً قوياً

بين

بعد ان اشتعلت نيران الشوق في قلبي
عُدت لذكرياتي القديمة
اقودُ خطاي لأوراقي العتيقة

وادور بخطواتي في انحاء تلك الزنزانة التي سكنت بداخلي

فأخذت تُحادثني تلك الجدران
وتسألني هل أنتِ على مايرام؟
أجبتها .. نعم .. أنا في نعمةٍ وخير
فقط ... ذكرى الماضي أثار عواطفي
وزجَّ بي في سجونٍ مظلمة
فقد كانت أيامًا جميلة
كالطفلةِ كُنت .. لا أهتم لشيءٍ سوى لٌعبتي
ولا يتعبني أمراً بقدر حرماني من .. عصيري وحلوتي

فصرخت مشاعري على تلك الجدران
في غضبٍ شديدٍ .. هزَّ القلب والوجدان

ماذا تريدي منها ..؟
دعيها في ذكرياتها

ردت عليها تلك الجدران .. لم أكون السبب
فهي من عادت لماضيها .. ومن المستقبل تريدُ الهرب

لم تكذب تلك الجدران .. فكل شيءٍ في عيني قد ظهر وبان
وتضاربت بداخل جوارحي الذكريات كالسكران

:

فضضت ذلك الحوار الذي كان
بصرخةٍ من ذلك المكان
وفي ذكرى الماضي والبعيد من الازمان

:

انا قوية .. ولن يهز عزيمتي أيُّما كان
ولن أخضع بعد ماضٍ جميل لأي إنسان
ولن أكون في يومٍ من الايام في يدٍ احدٍ ألعُبان

:

سأكون حُرَّة .. كالعصفورِ في السماء
ولن اغتر بكلمات من حولي من الشُبان
ولن أغفر ذنب من يريد لقلبي الايذاء

تلك قراراتي .. وآآآخر عباراتي

والآآن فضَّ هذا الحوار
ولأرحل .. بعيداً عن هذا المكان

:
:

ولتأتي بعدي أعذب الفتيات
وأرق آآنسةٍ من الأنسات

تلك التي تحمل المشاعر .. ومني لها كُلُّ امتنان

فلتأتي بنت الرشيدي حنان .. لتسكن بعدي هذه الزنزانة
وترينا عظمة .. ذلك القلم الذي له اشتاق

:

فقد سئمت تلك الوحدة .. واريد مغادرة هذا السجن في الحال

:

.

وركضت إلى حقيبتي .. لأنهي ذلك الحوار
وحملت أغراضي .. ووقفت بجانب القضبان
أنتظر أروع النساء بنت الرشيدي حنان
لتسكن بعدي .. في هذا المكان

:

.

وفي دقائق .. إنتهى الحوار

بين