(15)
-قرار مفاجيء وغير متوقع في هذا الوقت ولكن هذا ماكنت أريد ففي هذه الحلقة سيتم إعلان الإسم الحقيقي
لكاتب رواية مذكرات مراهقين!
-جلسوا شلة شجاع في مكانهم الجديد بجوار محلات عواض كما أسلفت وأخذوا يستمعون لما جلبوه من أغان في أشرطتهم المنوعة كل على حسب ذوقه،مرت الأيام وعاد أبو مصيول من سفره وهو لايعرف عن ماحدث شيء وذات صباح مشرق عزم أبو مصيول على الذهاب لمدينة حائل لإنهاء بعض المعاملات في مراجع الدوائر الحكومية بالمنطقة وبينما هو في طريقه مر بنقطة تفتيش في مدينة الحليفة فأستوقفته وطلب منه العسكري إثباتاته الشخصية وطلب منه التوقف جانبآ فتوقف وترجل من سيارته فسأل العسكري عن سبب إيقافه فقال له العسكري
إن عليه تعميم بسبب هروبه عن الأمن ونزوله عن الطريق الأسفلتي واللجوء إلى الطريق
الصحراوي وأبلغه العسكري إنه عند إعترافه سيتم حجزه لمدة يومين فقط أما عند إنكاره لذلك فإن التحقيق فقط سيأخذ أكثر من إسبوع لمعرفة أسباب الهروب وتداعياته!
إندهش أبو مصيول مما يسمعه وأبدأ إعتراضة على التهمة جملة وتفصيلآ في ظل تأكيد العسكر لكلام زميلهم والشهادة معه ضد أبو مصيول لكن أبومصيول تذكر مايدل على براءته وذلك إن من حسن حظه إنه قابل في مدينة جدة نقطة تفتيش ولم تكن لديه رخصة قيادة في تلك اللحظة فأعطي قسيمة<عدم حمل رخصة قيادة> مما جعل أبو مصيول يعتمد عليها كإثبات حيث تزامن وقتها مع وقت الهروب المزعوم الذي أتهم فيه أبو مصيول،قال لهم أبو مصيول إن لديه مايثبت براءته وذكر لهم الدليل القاطع وأخرج لهم النسخة الصفراء التي تعطى لمن أعطي قسيمة مخالفة مرورية ليسهل على حاملها تسديدها من أقرب
فرع للمرور وذلك قبل أن يظهر نظام السداد الإلكتروني عن طريق مكائن الصرف الآلي،عندما رأى رجال الأمن ماقدمه أبو مصيول ورأوا تاريخها ووقت تحريرها إقتنعوا ببراءته وأرادوا إطلاق سراحه لكنه إعترض عليهم وطالبهم بإحضار العسكري الذي قام بالمطاردة والتبليغ فقالوا له إن ذلك يستلزم إحالته إلى القسم وتقديمه لطلب خطي يقدم لمدير القسم،لكن أبو مصيول كان عازمآ على رأيه فذهب إلى القسم وعمل ماطلب منه وقد تم طلبه وقابل العسكري وطرح عليه مايدور في باله من أسئلة وأجابه العسكري إجابة صريحة وقال إنه شاهد هذه السيارة بكامل مواصفاتها
وبرقم لوحتها المدون بالتعميم
وكان من يقوم بقيادتها من صغار السن وعددهم ثلاثه وذكر أوصافهم لأبو مصيول الذي أيقن إن الجناة هم شلة العناد والنكاد الذين لاتحمل الجريمة سوى بصماتهم!
أمضى أبو مصيول جل نهاره في هذه القضية المدوية ورأى إنه ليس لديه متسع من الوقت لإكمال طريقه وإنجاز أعماله في حائل،فعاد أدراجه إلى قريته وعند وصوله لها كان الوقت قبيل الظهر بقليل، لم يحتمل أبو مصيول نار إنتظاره لنهاية اليوم الدراسي فإتجه إلى المدرسة ودخل على مديرها وطلب منه إخراج مصيول من فصله بكامل كتبه لكن المدير فاجأ أبومصيول بنبأ غياب إبنه وإنقطاعه عن الدراسة منذ الإسبوع الماضي بالإضافة إلى شجاع ومروان!
ثارت أعصاب أبومصيول وخرج من المدرسة غاضبآ وإتجه إلى البيت وعند وصوله وجد مصيول أمام الباب الخارجي وقد هم بولوج المنزل وهو حاملآ لكتبه الدراسية كاملة ومربوطة بحزام بلاستيكي يسمى بالعامية<سبته>تلف حول الكتب وتربط بطريقة التشابك التلقائي بمجرد وضع الجزء البلاستيكي الخشن فوق الجزء
البلاستيكي الناعم،وقد كان مصيول يأخذ كتبه بأكملها كل صباح ويضعها في أحد المنازل
المهجورة التي في طريقة ويذهب مع شجاع ومروان إلى
أي مكان حول القرية ويقضون
به وقتآ ممتعآ بين أكل وشرب
ولهو وتدخين،وعندما يحين وقت نهاية الدوام يأخذها ويعود إلى منزله دون أن يعلم به أحد أو يشك في غيابه وقد أستمر على هذه الحال لمدة طويلة ولم يكشف أمره إلا في ذلك اليوم المشؤوم!
دخل مصيول بكل ثقة وهدوء ولحق به أبيه الذي أيقن إن من أمن العقاب تمادى بتمرده وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ وبادره بهذا السؤال:من وين جاي؟
_مصيول بكل برود:من المدرسة!
_صفعة مدوية من كف أبو مصيول تقع على خد فلذة كبدة المدلل وتزعزع ثقته بنفسه خصوصآ إنه لأول مرة يتعرض للضرب من يد أبيه الحانية!
يدلي بعد ذلك بإجابة صريحة لسؤال أبيه الذي طرحه عليه ويقف مذهولآ من هول ماحدث!
إستغل أبومصيول الموقف وأدلى بكل مايريد من أسئلة على إبنه الذي مازال واقفآ في مكانه يرجف خوفآ ورهبة من أبيه،فسأله عن سرقة السيارة والذهاب بها للحليفة والهروب عن دورية الأمن؟
ومن الذي كان يشاركه في جريمته النكراء؟
وعن سبب إنقطاعه المستمر عن الدراسة؟
وأين يذهب في وقت غيابه عن المدرسة بعد خروجه المبكر من المنزل؟
صعق مصيول من معلومات أبيه الدقيقة التي لم يجد أمامه طريقآ للهروب منها بعد ما أيقن إن العقاب شرآ لابد منه وإن المدرسة بعد يومه هذا ستكون سجنه الذي سيقضي به وقته الممل الطويل!
عرف أبو مصيول ما أراد أن يعرفه وسحب مصيول إلى إحدى الغرف الجانبية وأخذ يضربه بعقاله بلا هوادة ودون أن تأخذه به رحمة أو شفقة!
قضى مصيول بقية نهاره وطويل ليله في هذه الغرفة مغلوبآ على أمره ومحجوزآ لاتملك يديه ضرآ ولانفعآ ولايملك لنفسه حولآ ولاقوة،
مر به أبيه بعد منتصف الليل فوجده غارقآ بنومه وقد ألقى بنفسه كالجثة الهامدة،ألقى عليه نظرة صاحب القلب الرقيق الذي ينظر إلى جزء من أعضاء جسمه وقد نهشها الذئب بأنيابه اللعينة التي لايسلطها على من يرحم،وقد فاضت عينيه وحن قلبه لمنظر فلذة كبده وأغلى ملكه بهذه الحالة التي لم يتمنى أن يرآه بها في يوم من الأيام!
فكر أبو مصيول قليلآ ورأى إن موقفه لايقبل التراخي وإن عليه أن يتشدد مستقبلآ أمام إبنه حتى تكن له هيبته ورهبته،ويجب أن تستمر هذه الشدة حتى يرأى إن إبنه قد إعتدل عن طريقه الخاطيء وسلك طريق الصواب،لأن الوضع الآن بات على مفترق الطرق والقرار مازال في يد أبو مصيول،فإما غلظة يعقبها إعتدال وإما تساهل يعقبه ضياع وندم لاينفع بعد فوات أوانه!
طلت شمس الصباح المشرقة وإستيقظ عليها مصيول وهو لايعلم عن مصيره لهذا اليوم شيئآ،فقام ودفع باب الغرفة فوجده مفتوحآ أمامه وخرج إلى الصالة المنزلية ووجد الهدوء سائدآ لها ولماحولها، غسل وجهه وخرج من باب الصالة إلى الفناء المنزلي فرأى أبيه جالسآ كعادته في ظل جدار المنزل الصباحي <الفية>وهو يتناول قهوته العربية وفطوره الصباحي وحوله أبناءه الصغار،تردد مصيول بين الذهاب إليه أو الرجوع إلى مكانه والتظاهر بالنوم!
لكن أبيه قطع تردده بالتوصيت
عليه وأمره بالمجيء إليه وتناول الفطور ليجهز نفسه بعدها ويذهب به إلى المدرسة!
رضخ مصيول لأمر الواقع ونفذ أوامر أبيه بصمت تام، وإتجه بعد ذلك مع أبيه إلى المدرسة ودخلوا مكتب المدير الذي لم يحضر تلك اللحظات وبقوا بإنتظاره وعندما دخل المدير سلم عليهم وصافحهم وقابل مصيول بإبتسامة،طلب أبو مصيول من مدير المدرسة العفو عن ماسبق وأن بدر من مصيول وأبلغه بتعهد إبنه الشفهي بعدم تكرار ذلك مرة أخرى،فقبل المدير إعتذار أبو مصيول عن إبنه وأبلغ مصيول بأنه قد عفى أيضآ عن شجاع ومروان إذا كان خوفهم من العقاب هو سبب غيابهم بشرط أن يبدأوا بالدوام من اليوم أو غدآ كأقصى مهلة وأن لا يتكرر منهم ذلك وحمل أبو مصيول مهمة إبلاغهم بذلك وأبو مصيول أناب إبنه بتنفيذها نظرآ لأنه زميلهم ويثقون به أكثر من غيره.
دخل مصيول إلى فصله وجلس في مكانه حيث إنه كان وقت الطابور الصباحي في الإدارة مع أبيه وبدأ يومه الدراسي بالتفكير حول أصحابه وأين ذهبوا؟وهل هم ينتظرونه؟وهل أستغربوا غيابه عنهم لهذا اليوم؟
غرق مصيول بأفكاره وعينيه لاتفارقان السبورة ومعلمه واقفآ أمامه يشرح درس اليوم بوسط دهشته من تركيز مصيول الغريب والذي أتى متأخرآ ولكن لعل تركيزه وإنتباهه يصلح ما أفسدته <الدلاخة> لسنين عدة مضت!
_الدلاخة:أعلى مراتب التبلد والغباء.
هذا ماكان من أمر مصيول الحزين أما أصحابه فقد أذهلهم غياب صاحبهم الغريب ولفترة لاتحتمل التكهنات والتوقعات فلابد من سبب عظيم وراء غيابه الطويل لأمس العصر واليوم أيضآ!
أطلق كل منهم العنان لجماح التوقعات التي كان أخطرها وأرهبها في قلوبهم وأقربها في نظرهم للحقيقة إنه محتجز في غرفة التوقيف في مركز الإمارة لكن الأمل الوحيد الذي يفند مايتوهمونه جهلهم بالسبب الذي يقف ورى عقابه فلو كان صحيحآ ماتوقعوه لسمعوا من الناس بهذا الأمر!
**-تشرف بكتابة الرواية يوسف بن سالم بن شلاح المهيمزي الرشيدي
الرياض~وزارة الصحة
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*-ساعد على نشر الرواية وكتابتها وجمع معلوماتها وتدقيقها اللغوي والنقدي وتصحيحها الإملائي كلآ من:-
-الأستاذ/عوض بن سماح الرشيدي~بكالوريوس لغة عربية~وزارة التربية والتعليم.
-الأستاذ/ظافر الشهري~ ماجستير نقد~جريدة اليوم.
-الدكتور/فهد السبيل~إستاذ النقد بجامعة الملك سعود.
-عدد كثير من الأصدقاء والأصحاب الذين أبدأوا تعاونآ جيدآ جنينا ثمرته ولله الحمد فلهم وفير شكري وفائق إحترامي.
-أما عن ماتبقى من حلقات فستقرأونها في كتاب مذكرات مراهقين الذي سيكون في الأسواق قبل عيد الأضحى إن شاء الله وستكون طباعة الكتاب وتوزيعه تحت إشراف مكتبة العبيكان!
-تسرني ملاحظاتكم وإستفساراتكم على البريد الألكتروني:
dhahy1@hotmai.Com