الموضوع: ابداع عبسي
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 14  ]
قديم 09-02-2008, 04:54 AM
سيف عبس
عضو فعال
الصورة الشخصية لـ سيف عبس
رقم العضوية : 976
تاريخ التسجيل : 19 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 256
قوة السمعة : 19

سيف عبس بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي ابداع عبسي
(14)

-وصلت نسبة التقييم للحلقة الثالثة عشر 96% وعدد الأصوات المرشحة 36 صوت!
وأنا أهدي هذا التميز والنسبة العالية لجماهيري الأكارم الذي لولا الله ثم لولاهم ماحصلت على هذا التميز والدعم الذي يحلم به كل كاتب،ولا واصلت مسيريتي الأولى في عالم الكتابة!
أكتب لهم وأواصل بهم فلهم تقديري وفائق إحترامي!

-طرح طرق إنتشار الرواية بين القراء لتحديد أكثر الطرق إنتشارآ وأرجوا منكم الإجابة بشكل صريح بإرسال رقم الطريقة:
-1عن طريق أحد المواقع الإلكترونية على الإنترنت.
-2عن طريق إرسالها من قبل صديق.
-3عن طريق إستقبالها من بلوتوث مجهول.

-سبق وأن وعدتكم بشعراء لأول مرة تسمعون بهم لكن عند لقائي بهم رفض بعضهم ذكر إسمه وأبدى إعتراضه على الفكرة لكني عند وعدي فسوف تقرأون أسمائهم في الوقت المناسب.

-أراد ساري أن يقطع جو الرسمية الذي خيم عليهم ومد يده إلى مسجل السيارة وفتحه فصدح المسجل بأحد الأغاني المفضلة لدى فئة الشباب في ذلك الزمن وبصوت فنانهم المحبوب الذي يعرفون صوته بين مئات الأصوات دون أن يعرفون إسمه:
سلام من يسمع الكسرات
يأهل الطرب لاعدمناكم!

لم يكن فنانهم المجهول إلا الفنان خالد عكش الذي إستشهد في أفغانستان بعد توبته وإلتحاقه بصفوف المجاهدين العرب هناك ضد الإتحاد السوفيتي رحمه الله رحمة واسعة!
وصل ساري إلى بيته الواقع بأطراف قرية المغار مصطحبآ صديقه غاثي إلى منزله وعند وصولهم كان الوقت قبل المغرب بقليل فقام ساري و<شب> ناره في <ربعة> بيت الشعر المخصصة للضيافة،حيث كان منزلهم يتكون من <بيت شعر> واحد وعدد من <الخيام> ومكان الضيافة المتعارف عليه عند البادية في الجزء الشرقي من بيت الشعر،وأوقد على النار كثيرآ من الحطب وقرب <المعاميل> وجهز قهوته العربية لضيفه الكريم وصبها له وقام بعد ذلك فذبح <الذبيحة> وجهزها للطبخ ورجع لربعة البيت بصحنآ مليئآ ب<الشوايا> أو الشواء بالفصحى ووضعها على جمر ناره المتسارجة حتى نضجت وقدمها لغاثي وأخذوا يتبادلون السوالف ويشربون حليب الخلفات حتى جهز العشاء فتعشوا وعادوا أدراجهم إلى قرية أبو حميدة بعد أن إستمتعوا بهذه الجلسة البرية الممتعة.
_شب:أوقد.
_الربعة:المكان المخصص للضيافة ويختلف مكانة بالبيت من قبيلة إلى أخرى حسب المتعارف عليه والسائد بين أفرادها وقبيلة الرشايدة تعرف عندهم الجهة الشرقية من بيت الشعر بالربعة وإتجاه بيوتهم ثابت لايتغير فطرف إلى الغرب والطرف الثاني إلى الشرق.
_بيت الشعر:قطعة منسوجة من الغزل بطريقة متناهية الدقة تقام فوق أعمدة وتثبت بحبال وأوتاد أرضية يستخدمها أهل البادية منذ الجاهلية إلى اليوم وذلك لخفتها وإمكانية نقلها من مكان لآخر أثناء تنقلهم المستمر ولونها أسود تتخلله خطوط بيضاء ولها شكل جمالي وجذاب.
_الخيام:قطعة منسوجة من القطن الأبيض الخالص وتنصب على عمود بالمنتصف يسمى الواسط أو عمودين حسب حجمها وتثبت بحبال جانبية وأوتاد.
_المعاميل:أدوات صنع القهوة وتتكون من المحماس الذي تحمس به حبات القهوة حتى تنضج والنجر الذي تطحن به القهوة بعد حمسها والدلال الذي تقدم بها،بالإضافة إلى الفناجين وملحقات القهوة.
_الذبيحة:هي الشاة التي يتم ذبحها لتقدم وليمة للضيوف.
_الشوايا:هو جزء من لحم الذبيحة يتم شويه على جمر النار حتى ينضج وتسمى عملية الشوي بالفصحى <الشواء>.

-غبار تثيره إطارات السيارات ويتطاير من الخطوط الصحراوية المؤدية لقرية صفيط ويسكن بلاحراك وسط سكون الهواء ونسمات الجوء العليلة الباردة،خلال هذه الدقائق الضبابية التي أضفت عليها إشعة الشمس الذهبية الحنونة صورة جمالية نسجها الخيال وألقى بها على أرض الواقع،وفي ذلك اليوم الخريفي الجميل إتجه ساري مبكرآ إلى مدرسته وإنظم إلى طوابير السيارات التي تملأ الساحة المدرسية المخصصة لوقوف سيارات الطلاب وترجل من سيارته وأخذ يدخن بشراهة بإنتظار سيارة النقل المدرسي لقرى وادي المخروق التي تقل صديقه غاثي بجانب أبناء القرى سابقة الذكر،دقائق قليلة بعدها وصل النقل المدرسي وكان غاثي من أوائل الطلبة النازلين حيث إتجه إلى ساري وصافحه لكن صافرة المدرسة لم تمهلهم طويلآ حيث أعلنت بصوتها بداية دخول الطلاب إلى الفناء المدرسي وإصطفافهم بالطوابير الصباحية،إلتحق ساري وغاثي بطوابير صفوفهم وبدأت الإذاعة الصباحية وأعلنت بنهايتها أسماء الغائبين عن اليوم الدراسي السابق بالإضافة إلى أطراف المضاربة الذين سجلت أسمائهم فخرج ساري وصاحبه أما شجاع وأصحابه فكانوا غائبين أيضآ!
عندما وقف ساري وغاثي أمام الطابور خرج عليهم المدير من داخل المدرسة حاملآ بيده اليمنى عصاه المعروفة بألم ضرباتها فتولى جلد غاثي وساري أمام الطلاب أما الطلاب الغائبين فقد ترك أمرهم لمعلم التربية البدنية الذي أخذ يسأل كل طالب عن سبب غيابه ومن لايجيد الأعذار المقنعة ويتعذر بأعذار واهية ومتكررة فلا نجاة له من عصى هذا المعلم حتى وإن كان صادقآ!
أخذ ساري وصاحبه عقابهم على يد مديرهم الذي لايضرب الطلاب إلا في الحالات المستعصية والكبيرة على مستوى المدرسة مثل الهوشات،أما شجاع وأصحابه فقد نجوا من عقاب هذا اليوم بسبب غيابهم المتكرر والغير مستغرب!
كان شجاع في ذلك اليوم قد أجتمع مع شلته وإتفقوا على سرقة سيارة أبو مصيول، وكان يساعدهم في ذلك سفره إلى مدينة جده،وعلمهم المسبق بغيابه لمدة يومين، إتجه مصيول إلى بيته ودخل الصالة وراقب حركة الأهل وتصرفاتهم وعينيه ترمق طاولة التلفزيون التي توجد فوقها مفاتيح السيارة وعندما جاءت الفرصة السانحة مد يده إلى الطاولة بخفة وحذر وأحكم قبضته على المفاتيح وأطلق لساقه الريح متجهآ إلى مكان تجمع الشلة الذين ينتظرونه على أحر من الجمر، وصل مصيول إلى شلته وأخبرهم بحصوله على المفاتيح وتشاور معهم بالجهة التي ينوون الذهاب لها فأشار عليهم مروان بالذهاب <للحويط> المدينة التاريخية المشهورة والمعروفة بآثارها،لكن شجاع لم يعجبه هذا الرأي فأشار عليهم بالذهاب <للحليفة> وقد أعجبهم فعلآ رأيه ووافقوا عليه فذهبوا لسيارة أبو مصيول وقفزوا إلى السيارة فأشغلوا محركها وأداروا إطار قيادتها وقد تولى قيادتها شجاع لما كانت له من دراية لاباس بها بالقيادة وإتجهوا إلى الحليفة سالكين الطريق المؤدي للمغار وهم غير مصدقين إنهم تطوروا من طور الدراجات وسالف عهدها إلى طور السيارات وشعورهم لأول مرة بإنهم أصبحوا رجالآ قادرين على قيادة السيارات والذهاب بها لوحدهم دون مرافق أو بالأصح مراقب!
وصلت الرحلة السعيدة لمدينة الحليفة بحفظ الله ورعايته وكانت أول محطة من محطات توقفها المحددة مسبقآ هي تسجيلات فن الخليج بالحليفة التي إشتروا منها عدة أشرطة كاسيت منوعة منها جلسات خاصة لفنانين مشهورين محليآ أو إقليميآ أو أشرطة كسرات لفنانين شبان مشهورين نسبيآ،تحركت رحلة شجاع السعيدة من التسجيلات إلى أحد المطاعم الشهيرة على طريق حائل-المدينة المنورة لكن فرحتهم لم تكتمل حيث إعترضت طريقهم إحدى دوريات أمن الطرق التي لاحظت صغر سنهم الذي لايؤهلهم للقيادة فأشارت لهم بالوقوف لكن الشلة كانوا يعرفون مصيرهم إذا توقفوا ويعلمون إنه سوف ينفضح أمرهم أمام أهليهم إذا إنحجزوا لعدم وجود أي أوراق ثبوتية،وقد كان مكانهم حينئذ على الطريق العام وإتجاههم إلى المدينة المنورة فقام شجاع بتهدئة السرعة وقام بمشاورة أصحابه بالأمر فأشاروا عليه بالهروب والنزول مع الخطوط الصحراوية حيث إنهم يعلمون إن الدورية لن تلاحقهم إلا أن تطلب أمر من المرجع الرئيسي(إدارة أمن الطرق بحائل) فلم يكن أمام شجاع إلا الإمتثال لرأي أصحابه والنزول من الطريق الأسفلتي إلى الطريق الصحراوي
مما أذهل قائد
الدورية لعدم
توقعه لهذا
الفعل
من
صغار
سن كهؤلاء
وقد قام سائق
الدورية بالفعل بطلب
أمر بالمطاردة من مرجعة
ولكن الأمر كالعادة لم يأتي
إلا بعد فوات الأوان ووصول الشلة إلى صفيط مزبنهم الآمن الذي يثقون إن الدوريات لن تصل إليه مهما كان الأمر، فقام الشلة بإيقاف السيارة في مكانها دون أن يشعر بهم أحد أو يفتقدها وقد أخذوا كل الإحتياطات ومحو آثار الجريمة وضمنوا عدم كشفها مستقبلآ،ذهبوا بعد الإنتهاء من طمس معالم الجريمة إلى بقالة محمد الأفغاني وقاموا بشراء مسجلات صغيرة الحجم ومزودة بسماعات إذنية بالإضافة إلى سماعات جانبية وغيروا مكان جلستهم حيث أصبحت جلستهم بجوار محلات عواض العنيزان عندما كانت آنذاك لبيع مواد البناء الذي لاتوجد له محلات تبيعه على مستوى صفيط وماجاورها من القرى إلا هذه المحلات وقد تحولت هذه المحلات الآن لبيع المواد الغذائية وتعود ملكيتها لقدوة التواضع والتسامح ورجل الدين القويم الشيخ/عواض بن عنيزان وفقه الله.


Facebook Twitter