(13)
-أشكر كل من ساندني ووقف بصفي وأخص بالشكر الشيخ سرحان بن فايد على دعمه النفسي والمعنوي قبل دعمه المادي الغير محدود الذي كان له في مواصلة مسيرتي بالغ الأثر فله شكري وعظيم إمتناني!
كما أشكر الملازم أول أحمد بن محمد الرشيدي من حائل على مناقشاته الهادفة وآرائه المتميزة حول الرواية وإهتمامه الواضح بشؤون القبيلة وأبنائها!
والشكر موصولآ إلى ساعدي الأيمن ومستشاري الخاص الأخ محمد بن فندي الذي أستشيرة في كل صغيرة وكبيرة!
**نغمة عاصفة لجوال خالد تعلن وصول رسالة جديدة بعد إرسالة للرسالتين السابقتين، يخفق قلب خالد قبل أن يستجمع شجاعته ويضغط على فتح الرسالة التي لم يكن مضمونها إلا:
-يامن ثلاث سنين وأنا أطلب
رضاه:
عود على نفس(ن) رضاها
هجرها!
ويامن جريحك هده الصبر
وأضناه:
عيني من فراقك لزمها
سهرها!
ويامن فقيدك جاره البعد
وأحفاه:
رجلي ورى دروبك طويل
سفرها!
ويامن وحيدك صرت همه
بدنياه:
نفسي بدونك ماتفارق
كدرها!
ويامن غيابك صارت الونة
دواه:
إليا متى ونفسي تكافح
خطرها؟
ويامن صدودك كرس الدمع
والآه:
إليا متى ونفسي بحكمة
قهرها؟
ويامن رفيقك طالت سنين
رجواه:
متى السنين الغبر يظهر
قمرها؟
أنا بدونك عزوة(ن) مالها
جاه!!!
وشجرة حياتي أنت يانع
ثمرها!
وأنا الغريق اللي على يديك
مرساه!
لين الشواطي تنفصل عن
بحرها!
ياويل حالي منك ياهيه
ويلاه!
ياويل حالي من عزيز(ن)
هجرها!
هذي ثلاث سنين والنفس
مشقاه!
أزرع بك آمالي ودمعي
مطرها!
عطني جوابك سرعة أبي
أتحراه!!
عجل قبل روحي يجيها
قدرها.....!
(يوسف سالم الشلاح).
رجفت يدي خالد قبل قلبه ونظر إلى صياح الذي كان يبتسم وكأن الأمر لايعني له شيئآ وخرج إلى منزله وعند وصوله إلى هناك أخذت تلعب به الأشواق يمينآ وشمالآ، فدخل على والدته التي كانت تصلي ركعتي الضحى في غرفتها وسلم عليها وقبل رأسها،إلتفتت إليه إمه الحنون وقالت:خير ياوليدي!
وش عندك راجع اليوم بدري؟
وخالد بدوره حكى لأمه القصة بأكملها وإتجه إلى غرفته وعندما غير ملابسه رمى بنفسه على السرير وكتب هذه الرسالة:
[-تايه بالحياة شوي...
ضايع بظلمى..
أبحث عن حياة الضيء..
وحيد بدنيتي..
فاقد شيء..
وأدور في حياتي شيء..
فقدته وضاع بين أشياء...
عجزت أحدده وش هو؟
لكنه شيء!
شيء ما!!
هواء؟
أو ماء؟
لا..لا...
أهم شوي!!!
هذا كل ما أعرفه..
لأعرف إسمه ولا أعرفه...
لكنه شيء!
شيء ما!!
أهم من الهواء والماء!!!
أعرف إني فقدته يوم..
وهقيته بدنيتي معدوم...
وهذا كل مأعرفه!
أعرف إني فقدته...
وأظني اليوم وجدته!!!!!!!
وعتابي صار له محتوم!
ياحبي وين هالغيبه؟
ذبحني الهجر وتعذيبه!
وإخيرآ لقيتك؟
لقيتك في حياتي شيء..
أفاخر حتى في عيبه!
لقيتك في حياتي ضيء..
ينور دربي المظلم..
لقيت بك التغلي عذب..
لوإنه حتى مايهضم..
لقيتك بعد هالغيبة..
ومات الهجر بتعذيبه!.]
(يوسف الشلاح).
وعندما تم إرسال الرسالة أخذت تتلاعب في رأسه الأفكار!
ليش ماأتصل الآن بندى؟
صحيح ندى بنت عمي وبمكانة أختي وقصدي من المكالمة شريف وإذا كلمتها مافيه شيء!
أدخل الرقم الذي كان مصدرآ للرسائل وضغط مفتاح الإتصال لكن ماسمعه خالد كان مخيبآ لما كان يأمله فقد كان الهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآن!
عاود الإتصال مرة ثانية وثالثة قارن بين الرقم المطلوب والرقم المرسل
لكنه لم يجد مايعيد له الأمل فرجع إلى القائمة وبدأ بكتابة هذه الرسالة:
-يامطول الغيبة عليك الوله
طال
أسرفت بدموعي وسميت
حالي
شكيت لك من صدتك ضيقة
البال
وأنا برجى فرحة نهار
الوصالي
تشهد على جرح له سنين
مازال
نزف القصايد بالبيوت
الجزالي
وتشهد لي الونة ودمعي
لياسال
وليل على شانك سهرته
لحالي
بين الملأ أفخر فيك ياهيه
وأختال
صورتك بعيوني وذكرك
ببالي
عليك عقلي صايبه خف
وهبال
مثل السفيه اللي من العقل
خالي
ماأبغاء عقب فرقاك عم
ولاخال
لأجلك كرهت أقرب قريب
موالي
أنت الأخو وأنت الأبو وأنت
الآمال
وأنت الحياة ومابقى من
الليالي!
(يوسف الشلاح).
لم يلبث خالد طويلآ حتى أعلنت نغمت الرسائل وصول رسالة جديدة:
-عليك مني كل مامر
طاريك
ونة ودمع(ن)مخلص
بإنسكابه
وعليك مني كل ماسولفو
فيك
وجدي وشوقي يامطول
غيابه
إن جيت وألا رحت ماني بناسيك
لو أضعف الآمال صكيت
بابه
ياحاجب الأفراح عن نفس راجيك
متى بكرم نفسك تخفف
عذابه
عيني تحراك وخفوقي
يناديك
وفكري سراب البعد ماه وزهابه
فيك أرسم الأحلام وأحطها
فيك
يارشد عقلي! ياهداه!
وصوابه!
يامنتهى الآمال!وش لون مابيك؟
وأنت أثمن أحلامي وتاج المهابه!
(يوسف الشلاح).
وكان أسفل الرسالة التوقيع الخاص:
(عزيزتك:ندى)!!!
عاود خالد الإتصال في الرقم المرسل،لكن لاجديد!
فالهاتف المطلوب لايمكن الإتصال به الآن!
زادت حيرة خالد وكثرت تساؤلاته وأخذ يتمنى معرفة السر الغامض لهذا الهاتف!
هل الرقم محول؟
هل خوفها من أبوها ورى عدم ردها أو إتصالها؟
لم يجد خالد أمامه إلا الرسائل
فهي الوسيلة اليتيمة التي تربطه بحبيبته وأمنيته الوحيدة في حياته!
-تصرف ترى مافي يدي حل
للموضوع
تعبت وذهبت وذبت من قلة
الحيلة
ترى بيننا كل الحيل خطها
مقطوع
وأنا ذاب جهدي وأمرنا صعب
تاجيله!
(باجد بن عبدالرحمن).
تقلب خالد على سريره يمينآ ويسارآ لكن الراحة كانت بعيدة عنه كل البعد في ظل ظروفه الراهنة وقبل أن يتحقق مراده المنشود!
قام من مكانه ولبس ملابسه وركب سيارته وإتصل بصديقه صياح ودار بينهم هذا الحديث:
-خالد:ألو؟
-صياح:هلا خالد!
-خالد:هلا صياح...وينك؟
-صياح:يعني وين..إكيد بالدوام...ليش؟
-خالد:أنا جايك بالطريق.
-صياح:حياك..
وصل خالد مقر الشركة ودخل على صياح في مكتبه فوجده مبتسمآ وسلم عليه وأخبره عن الرسائل التي تبادلها مع ندى فأنفجر صياح بضحك غير طبيعي مما جعله محل إستغراب ودهشة خالد وزاد حيرته حيرة!
-صياح:خالد....ريح بالك وإجلس يأبن الحلال وموضوعك مثل ماوعدك إعتبره منتهي!
-يجلس خالد وعينيه لاتبرح عيون صياح:خل موضوعي على جنب!
الآن أبعرف ليش تضحك؟
-صياح:يضحكني إنجرافك ورى الرسائل!
يأخوي إثقل شوي!
-خالد مبتسم:لاتلومني ياصياح!
والله لو إنك مكاني لتسوي المصائب!
-صياح:والله ماني لايمك!
لكن وش يدريك لو اللي يراسلك واحد غيرها؟
-خالد:مثل من؟
-صياح:خالتها!!
وألا أبوها بعد!!!
-خالد وقد بانت عليه الصدمة:
والله المصيبة!
-صياح:آسف ياخالد!
أنا مقدر شعورك!
لكن الأمور هذي لازم تحسب لها ألف حساب!
-خالد:والله إنك صادق!
والآن وش السواة؟
-صياح:طنش الرقم!
وخلك كأنك ماتفهم شيء!!
-خالد:مأقدر ياصياح...مأقدر!
-صياح:على راحتك.
-يلتفت صياح إلى كمبيوتره ويقوم بتصفحه والبسمة واضحة على وجهه،ويغرق خالد بتفكير عميق ويسود مكانهم الصمت والهدوء.
-أخذ خالد توقعات صديقة على محمل الجد وقام بتحليلها كلمة كلمة،وفتح الرسائل وأعاد قراءة الرسائل المرسلة والواردة بتمعن،وهو يقول لكل حرف يقراءة(والله ماجيت ألا من ندى)!
أغلق الرسائل وضغط على المكالمات الصادرة وإتصل برقم ندى لكن الوضع لم يتغير!
بينما خالد يقلب جواله وصياح يقلب جهازه إرتفع صوت الحق ليعلن دخول وقت صلاة الظهر ويقوم صياح إلى دورة المياة ليتهياء للصلاة ويتعوذ خالد من الشيطان ويتجه إلى مصلى الشركة،إنتهت الصلاة وخرج الإثنان من مقر العمل بعد أن تواعدوا مساءآ في إستراحتهم الخاصة ليتوصلوا إلى عملآ حاسمآ لأمر خالد.
-هل إشتقتم لشلة شجاع؟
**لقد إتجه كل فرد من شلة شجاع إلى بيته بعد الهزيمة النكراء التي منوا بها على يد غاثي وساري وقلوبهم تفوح قهرآ وحقدآ على غاثي الذي يرأون إنه تدخل بينهم وبين ساري وهو لاناقة له ولاجمل مما جعلهم يعطونه جل إهتمامهم وتفكيرهم بطريقة الإنتقام منه ومن تسول له نفسه بالنزول إلى جانبه أوحتى التعاطف معه أيضآ!
-شكر ساري صديقه الجديد غاثي ودعاه لزيارته في بيته،وغاثي الذي لم تكن لديه سيارة إعتذر من ساري وحاول إقناعه معللآ ذلك بعدم وجود سيارة لديه،لكن ساري أصر عليه وقال أنا أجيك بسيارتي وأرجعك للبيت فلم يجد غاثي أمامه إلا الموافقة!
بعد صلاة العصر مباشرة وصل ساري إلى قرية أبو حميدة وأركب صديقه غاثي معه وإتجه به إلى قريته <المغار>!