(11)
-أعزائي القراء لقد وصلني على الإيميل إقتراح تفضل به الأخ حسين بن شعيب وهو جمع الرواية بكتاب وطرحها بالأسواق وقد عرضت الرواية على عدد من دور النشر ولاقت ترحيبآ جيدآ من مكتبة العبيكان لكنها طالبتني بإكمال الرواية.
وأتمنى تحقيق هذه الأمنية بعد إكتمال حلقات الرواية التي أهديها إلى أعز شخص...وأقرب إنسان...إلى من تعب على تعليمي...إلى من سهر لراحتي...إلى من ساندني حتى أصبحت رجلآ يعتمد على نفسه في كل شؤون حياته...إلى أخي الكبير الذي ستقرأون إسمه إلى جانب إسمي في الحلقة الأخيرة!
-وصلني شكر الشيخ عيد بن ثاري بن عيد الفانود أحد أعيان القبيلة فله شكري وفائق إحترامي.
كما بلغتني تحيات الأستاذ القدير مفرح بن عبدالرحمن الفانخ مدير إبتدائية ومتوسطة وثانوية صفيط ولعل مالفت إنتباهه هو الحلقة العاشرة التي دارت معظم أحداثها في مدرسته العامرة التي أنهيت فيها المرحلة الإبتدائية والمتوسطة فإلى الأمام يأبا عبدالرحمن وأتمنى لك التوفيق أيها الإستاذ الفريد.
كما لايفوتني شكر صديقي العزيز منصور بن عبدالرحمن الذي أرسل لي إعجابه وهو لايعلم إنني من أعز أصحابه وأقربهم إليه ولايدري أيضآ إنه يرأى ضاحي كل يوم!
-نادي المدير بإسم المعلم فأتى ورأى شجاع أمامه وقال للمدير:خير يأبوحمود؟
-المدير:اليوم قلت لي إن شجاع كان أمام المدرسة الصباح ويدخن؟
-المعلم:إيه صحيح!
-المدير:ومن هو زميله اللي قال لك إسمه؟
-المعلم مرتبكآ:لا يأبو حمود الطالب ماقال إسمه بس أنا عرفته!
-المدير بخجل:آسفين يأبو شجاع!
الظاهر إن القصة تهمه بعد!
-أبوشجاع ضاحكآ وقد وثق من براءة إبنه:ياكثر اللي يتهمونك ياشجاع!
-كان شجاع يقول في نفسه: بالله عليك قايل إسمي ياساري؟
والله لأوريك يالملعون!
مأكون أنا شجاع إن ماخليتك تمشي اليوم ووجهك مفقع!!
أخذ شجاع كتبه وذهب لفصله ودخل وقد كانت هذه الحصة حصة المعلم الذي كان يخاصمه بالإدارة قبل قليل وقد دخل المعلم وراءه فأغلق الباب بشدة وبدأ بشرح الدرس المكتوب على السبورة مسبقآ وكأن شيئآ لم يكن،فقد خاف المعلم أن يحدث لساري مكروه على يد شجاع أو شلته إن هو أثار موضوعه مع شجاع الغاضب أيضآ!
جلس شجاع ينتظر وقت الخروج بفارغ الصبر حتى يطفي نار غضبه بساري الدبوس اللعين!(في نظر شجاع) لكن إحساس المعلم المبكر بتدهور الأوضاع جعله يذهب لساري ويأخذه من فصله ويدخل به على المدير ويروي له القصة كاملة والمدير بدوره أذن لساري بالخروج المبكر من المدرسة مع جميع إخوانه!
أعلنت الصافرة التي يحملها مدرس الرياضة نهاية اليوم الدراسي وخرج شجاع من فصله مسرعآ إلى سيارة ساري قبل أن يذهب لكنه تفأجى بعدم وجوده فعرف إنه مستأذن خوفآ منه فأبتسم وكأنه يحدث نفسه بهذا المقطع:
يعني وين تروح مني..
تجيبك الدنيا عليه....
وشوف ساعتها شسوي..
من تصير أنت الضحية....
(صلاح البحر).
إتجه شجاع إلى بيته وهو يفكر.....
وين راحوا الشلة؟
لايكون ناوين لي بعمل إنتقامي؟
لو أدري وينهم رحت أقول لهم إن بكرة فيه مضاربة بيني وبين ساري!
على طاري ساري والله لأوريك ياساري!
اليوم نجيت مني!
بس ياويلك بكرة من الشلة!
-هذا ماكان من شجاع ومصائبه التي يقع فيها واحدة تلو الأخرى ويخرج منها كخروج الشعرة من العجين!
أما الشلة الحزينة فقد ذهبوا فور خروجهم من المركز إلى البقالة وأخذوا فطورآ كافيآ وعلبة سيجاير كافية لإطفاء غضبهم وإطفاء قلوبهم أيضآ وإتجهوا بعد ذلك للسمراء وصعدوا في قمتها وتناولوا فطورهم وعندما إنتهوا أخذوا يدخنون في حالة من الغضب ويتذكرون ماجرى لهم اليوم من خيانة على يد صديقهم المقرب ويحللونها ليرأوا ماهي دوافعها؟
ومالمقصود منها على المستوى القريب والأمد
البعيد أيضآ!
ساعدهم إطلال السمراء على منازل القرية بشكل كبير على رؤية شجاع الذي يذهب من وإلى المدرسة مشيآ على الأقدام فبينوا أنفسهم له لعله يراهم فصادف ذلك إلتفاتة عابرة من شجاع إلى جبل السمراء فرأهم وحث خطاه مسرعآ إلى البيت وأنزل أغراضه المدرسية وغير ملابسه وخرج من المنزل وكان الوقت بعد الظهر
تقريبآ فإتجه لهم وقد نزلوا من الجبل وتقابلوا في سفحه وكان الغضب بينآ على ملامح أوجه مروان وصاحبه فألقوا على شجاع نظرة الند لنده من عيون قد أحمرت وبنفوس قد إحترت ثم لكم مروان صاحبه بكوع يده اليسرى وأكملوا طريقهم دون أن يتنبوا ببنت شفة،فصاح بهم شجاع مناديآ وقال:مروان..مصيول..إسمعوا!
أعطوني ثواني أبي أقول لكم وش اللي صار بالضبط!
أنتم ماتدرون وش صار لي!
أنا ضحية بعد مثلكم!
لاقت كلمات شجاع إندهاشآ لابأس به لتمرير الأعذار التي إختلقها شجاع بكل شيطنة ودهاء فتوقفوا وإلتفتوا إلى بعضهم البعض وتشاوروا في الأمر وأتفقوا أن يعطوه فرصة يتيمة للتحدث وتوضيح الموقف الغامض الذي حدث أمامهم ولم يجدوا له تفسيرآ وقالوا له:هاه!وش عندك؟
فقال شجاع:ياشباب الرجل الذي وضع ثقته بي لم يضعها حبآ لي وإنما كرهآ لكم!
فقد إشترط أن أشهد ضدكم مقابل إخراجي من التهمة فلم يكن أمامي إلا الموافقة!
(كان شجاع ظالمآ لهذا الشخص الذي حسنت نيته ووضع ثقته فيه لكن شجاع على يقين إن شلته لن تسأل هذا الرجل مهما كان الأمر وإنهم سينسون أمره بمجرد قبولهم للعذر)!
إندهشوا الشلة من كلام شجاع وأيقنوا إن كلامه هو الصحيح فإبتسموا في وجه صاحبهم كعلامة على رضاهم وحسن نيتهم،وأخذوا يدعون على هذا الرجل الذي عفى عن شجاع وظلمهم!
صفى لشجاع جوه وأطلق للسانه التفوه وأخبرهم بنبأ ساري وكيف أفلت من عقابه الشديد فتحمست الشلة لخبر هذه الهوشة التي سوف تجمعهم لأول مرة تحت راية واحدة.
في الصباح الباكر حضر الشلة لمدرستهم مبكرين ودخلوا الطابور الصباحي الذي دخله ساري أيضآ قبلهم بقليل فبدأ يومهم الدراسي بالتمارين الرياضية وتلتها الإذاعة الصباحية وأعلنت بعدها أسماء الغائبين ومن بينهم مروان ومصيول الذين خرجوا من صفوفهم وإلتحقوا بصف الموقوفين لذلك اليوم!
أما ساري الذي رأى الشر في عيون الشلة فقد أيقن إن العقاب شر لابد منه وسلم أمره لله إلى أن أتى وقت الفسحة(الفسحة المدرسية:فترة زمنية يتناول فيها الطلاب فطورهم الصباحي وعادة مايكون وقتها بعد الحصة الثالثة ومدتها نصف ساعة ولا أخفيكم علمآ بإنني عندما أكمالت دراستي الثانوية كان أحد عوامل صدمة المدينة هو إن الفسحة في اليوم الواحد مرتين تكون الأولى بعد الحصة الثانية وتكون الثانية بعد الحصة الرابعة وهذا ماجعلني أعيش الأيام الأولى من دراستي بصدمة عظيمة بسبب التغيرات التي عايشتها والفروقات الكبيرة بين حياة القرية البسيطة وحياة المدينة!) وذهب ساري إلى أحد أصدقاءه الذين يتوقع بنسبة تقدير عالية فزعتهم معه وحدثه بأمر المؤامرة مجهولة العواقب،لكن صاحبه الذي بدأ عليه الحماس في باديء أمره غير رأيه بسرعة عندما علم إن من يطلب العون عليهم هم شلة شجاع وصارح ساري بإنه لابد له من أن يصفح عنهم وأعطاه محاضرة طويلة عن فضل العفو والتسامح قاطعها ساري بصرخة غاضبة في وجه صاحبه قائلآ:لعنبوا إبليسك اللي يبي الشر أنا وألا هم؟
أنت الظاهر إن الروعة خبطت فيك وخلتك ماتفرق بين الطالب والمطلوب!
ياخوي أنا أبي الفكة منهم بس الظاهر إن مامن فكة!
تركه ساري وذهب إلى شجرة في الفناء تقع بجوار زاوية المدرسة الشمال شرقية يستظل بها مجموعة من الطلاب(قبل أن يطالها منشار طلال بأمر من معلم التربية الفنية ويحرم الطلبة من نعيم ظلالها) فصادف غاثي الذي يقطن قرية أبو حميدة ويحتل مكانة عظيمة بين أبناء النقل المدرسي لقرى وادي المخروق وهم رهن إشارته تحت أي طاريء ممايجعل الطلبة تحسب له ألف حساب وكانت تربطه بغاثي علاقة أخوية لاباس بها وتذكر ساري لحظتها خلافآ قديمآ بين غاثي وشلة شجاع فرأى إن هذه فرصته التي لن تعوض فحدثه بمافي نفسه وطلب منه الفزعة فقال له غاثي:أبشر بسعدك ياساري لو تبينا نقبسها معهم الآن ماعندي مشكلة!
والشلة إعتبرهم تحت أموارك!
(أبوحميدة:قرية تقع على ضفاف وادي المخروق شمال قرية صفيط وتبعد عن صفيط حوالي 18 كيلومتر تقريبآ وإمارتها للشيخ/رزيق بن عوض الرفادان).
طار قلب ساري من الفرحة وقد أمن بطش الشلة الشجاعية فقام مع غاثي وذهبوا إلى شجاع الذي كان جالسآ مع أصحابه في زاوية الفناء المدرسي الشمالية الغربية يتبادل معهم مأستطاعوا تهريبه إلى داخل المدرسة من سيجاير،وعندما وصلوا إليهم ألقوا عليهم التحية التي بقيت بلا رد حتى نظر إليهم شجاع بطرف عين تعاليآ وتكبرآ وقال:
خير ياغاثي؟
لاتكون فازع للدبوس؟
-فرد عليه غاثي بغضب:من هو الدبوس؟
-شجاع:يعرف نفسه بدون مأقول إسمه!