(10)
-حصول الحلقة التاسعة على نسبة 93% وعدد الأصوات المرشحة 46 صوت!
وهذا مايعني زيادة عدد القراء بشكل مستمر والمحافظة على التميز.
-وصلتني تحيات الشيخ سرحان بن فايد وتحيات الشيخ عايش بن شعبان!
فقد أرسلوا لي سلامهم وتحياتهم تعبيرآ منهم عن إعجابهم بالرواية!
وأنا أقول إن سلامكم وإعجابكم بلغني ببالغ السرور!
ولايسعني في هذه المقدمة إلا أن أشكرهم جزيل الشكر على تشجيعهم الذي كان له في نفسي بالغ الأثر خصوصآ إنه جاء من وجهاء وأعيان قبيلة!
جعلكم الله ذخرآ لنا وسدد بالتوفيق خطاكم.
-كما أشكر كل من قاموا بمراسلتي سواء الذين أرسلوا قصائدهم أو الذين أرسلوا ملاحظاتهم حول الرواية أو الذين شاركوا في تقييم الحلقة!
وأخص بالشكر الأخ صالح بن سعد الشمري من رفحاء على مشاعره الطيبة وأتمنى له التوفيق في حياته والنجاح في عمله الجديد.
-كان الأمير يريدهم أن يهربوا من بين يديه لكنهم بقوا واقفين مكانهم،فتناول عصى كانت أمامه مصنوعة من أجود أنواع الخيزران تستخدم عادة لجلد الموقوفين المخالفين فضرب مروان ضربة ليست موجعة بقدر ماهي مرعبة وقد حصل مصيول على نصيبه بضربة أخرى فروا بعدها مولين الأدبار.
خرج شجاع من المركز وهو يختال بالثقة الغالية من حضرة هذا الواثق الذي أجزم إنه قد سمع بالمثل القائل:(ياماتحت السواهي من الدواهي) بقدر ماأجزم إنه لايعلم إن هذا المثل لاينطبق على حامل الثقة شجاع وإنه قد وضع ثقته في غير محلها!
عاد شجاع باحثآ عن أصحابه الذين صدمتهم خيانة شجاع أمام الملأ فسلك الطريق الذي يدخل مابين بيت الشيخ سحبان الرفادان وبين مركز الرعاية الصحية الأولية بقرية صفيط متجهآ إلى أسواق غالي التي كان أول بحثه أمام مواقفها ويمينها وشمالها فلم يجد أحد فإتجه إلى المدرسة لعله يجدهم في طريقهم إليها مع ثقته وقناعته التامة بعدم ذهابهم إليها ولكن لعله أراد قطع الشك باليقين ليطمئن قلبه ويغير إتجاه البحث لمكان آخر لكن الحظ لم يسعفه فقد وجد الطريق المؤدي للمدرسة خاليآ منهم!
عند وصول شجاع للمدرسة وجد أمامها<ساري>صاحب الوجه الحنطي المائل للسمرة،
والجسم النحيل،طويل القامة، مبحوح الصوت،الذي لاتفارق السيجارة يده،كان ساري صغيرآ بعمره الذي أخرجه للتو من المرحلة الأولى للمراهقة وأدخله المرحلة الثانية منها مما جعله يرأى إن التدخين رمز القوة والرجولة، كان ساري أكبر إخوانه الذين في سن الدراسة وهو سائقهم الذي يأتي بهم من أهلهم القاطنين بالقرب من قرية <المغار> وعندما ينزلهم في المدرسة يتجه إلى طابورها الصباحي مبكرآ ليس طمعآ في طلب العلم ولاسعيآ لبناء مستقبل علمي زاهر،بل خوفآ من تسجيل إسمه ضمن المتأخرين الذين يتم ضربهم على أيديهم أمام جمع الطلبة الغفير الذي يملأ الساحة المدرسية<طبعآ قبل قرار منع الضرب من وزارة المعارف عندما كانت هيبة المعلم في عيون طلابه كهيبة الملك> وبعد الإنتهاء من ضربهم يتم إيقافهم أمام غرفة المدير(كانت المدرسة آنذاك بإدارة الإستاذ القدير<ناصر بن حمود الواكد>وفقه الله وأطال في عمره) إلى نهاية الدوام الذي بنهايته توزع عليهم خطابات إستدعاء ولي الأمر وتهديدهم بعدم دخولهم المدرسة غدآ إن لم يحضروه!
ويتم صرفهم بعد يومآ مظنيآ وعصيبآ!!
(المغار:قرية تقع إلى الشرق من قرية صفيط على بعد 17 كيلومتر تقريبآ وعلى طريق حائل-المدينة المنورة العام، ويتزعم قرية المغار الشيخ:ثاري بن عيد بن فانود الرشيدي وتحمل الإسم المختصر<لمغار إبن رمال> نسبة لغارة شنها إبن رمال أحد شيوخ قبيلة شمر المعروفين والذي للأسف لم أعثر على إسمه الأول،وقد شن غارته على فخذ المهامزة من قبيلة بني رشيد بقيادة فارسها الشيخ خضران بن رفادان).
كان شجاع يفكر وهو في طريقه بمجموعة من الأعذار والتصريفات التي يقابل بها الشلة المنكوبة والمفاضلة بينها لإختيار الأكثر قبولآ وإقناعآ منها!
هل أقول إني كنت أمزح؟
لا..لا..لا!!!
مالها داعي!!
ماهو وقت مزح!
وش أقول لهم؟؟
وش أقول لهم؟
بس!
لقيتها!!
قطعت تفاكير شجاع ووساوسة رؤيته لساري الذي إستأذن من إستاذه محمد الزامل الشمري المقرب إليه بسبب الصداقة القوية التي تربطه مع أبوساري الذي يدعوه دائمآ لزيارته في بيته ويبادله أبوساري الزيارة في منزله بمدينة حائل كلما ذهب إليها وعادة مايذهب ساري مع أبيه لزيارة إستاذه مما كسر الحواجز الرسمية بين الطالب ومعلمه فأصبح يخرج في حصة هذا المعلم ليدخن في سيارته المتوقفه في مواقف المدرسة الخاصة آمنآ العقاب ومعتمدآ على شفاعة معلمه إن تطلب أمره ذلك!
قرأ شجاع السلام على ساري وصافحه بحرارة وسأله عن مروان ومصيول،فقال إنهم غائبين عن دوام اليوم ولم يشاهدهم قط!
فقال شجاع:أدري يأخوي إنهم غائبين!ألا برى المدرسة ماشفتهم؟
فقال ساري:لاوالله.
تناول شجاع سيجارة من يد ساري وأخذ يدخنها بحرقة وهو مثبت نظر عينيه على الحائط المدرسي وغارقآ بالتفكير!
تنبه على ساري وهو يرمي سيجارته تحت قدمه ويفركها يمينآ وشمالآ فرفع رأسه ورأى أحد المعلمين واقفآ على بوابة المدرسة،إلتفت شجاع إلى ساري وقال: ياويلك لو تعلمه بإسمي!
إتجه ساري إلى المعلم الذي أمامه فسأله عن سبب خروجه وأجابه إنه خرج بإذن من الإستاذ محمد،أما شجاع فقد شفط سيجارته بكل ما أوتي من قوة ونفث دخانها عاليآ ليرآه المعلم الذي أمامه بوضوح معلنآ بذلك التحدي والعناد والكبرياء وهو لايبالي بما فعل!
تحرك شجاع بكل هدوء متجهآ داخل القرية في ظل صياح المعلم ومناداته التي لم يجد لها آذان صاغية،دخل المعلم مسرعآ إلى الصف الذي دخل إليه ساري فنادى ساري وسأله عن إسم صاحبه الذي كان واقفآ بجانبه فتذكر ساري تحذيرات شجاع وهو يعرفه جيدآ ويعرف إن بطشه شديد،وإن شلته لايجهلها كبيرآ ولاصغيرآ في المدرسة، وخصوصآ عندما تذكر إنه لاتوجد لديه شلة تقف في وجه شجاع وتفزع معه!
فتلعثم في كلامه وتردد في إجابته لكنه لم يصمد أمام الصرخات المدوية لمعلمه الغاضب فإعترف سريعآ بإسم شجاع وكأن الأرض تجذبه إليها وهو ينطق إسمه من هول ماسمع عنه وعن شلته التي لايردعها عقاب ولايردها إحترام،أمره المعلم أن يدخل الفصل وإتجه إلى الإدارة لكن ساري مالبث أن لحق به وأمسك بيده اليسرى فنظر إليه المعلم مندهشآ!
المعلم:خير وش فيك؟
ساري:تكفى يإستاذ لاتقول للمدير عن شجاع.
المعلم:ليش؟
ساري:لأنه قال لي ياويلك إن قلت إسمي للإستاذ.
المعلم:ماعليك منه يحسب إني أنا اللي عرفته!
بس رح لفصلك يالله!
-رجع ساري إلى فصله وهو غير مرتاح لتطمينات معلمه وقد أخذ منه الذعر كل ماخذ خوفآ من تهديدات شجاع إن هو علم إنه قد قال إسمه!
-دخل المعلم إلى المدير وأخبره بنبأ شجاع وعناده فلم يكن أمام المدير إلا أن كتب إسم شجاع في ورقة خارجية ووضعها على الطاولة التي أمامه ولعله إرضاءآ للمعلم الغاضب.
أكمل شجاع البحث عن أصدقائه وقد وجد لهم عذرآ مقنعآ لايستطيعون مناقشته، بحث عنهم أمام المحلات التجارية والشوارع التي في طريقه والأماكن التي يتوقع وجودهم فيه لكنه لم يقف لهم على أثر!
ذهب إلى بيته ودخل فوجد أبيه غاضبآ فسأله:
ليش مادرست اليوم؟
فقال:الأمير دهيم طلبني اليوم الصباح ورحت له بالمركز وتو خلصت الآن.
أبوشجاع:ووش عندك بالمركز؟
الولد:أبوعبدالله حاط إسمي مع مصيول ومروان!يقول إنهم مزعجينه بالليل ولكن أنا طلعت براءة!
أبوشجاع:وليش مابلغتني قبل تروح؟
الولد:مالحقت أول ماطلعت من البيت ألا الخادم قدام عيني وركبني بالقوة.
أبوشجاع:أجل خذ دروسك وإلحقني بوديك المدرسة!
صعق شجاع من طلب أبيه المفاجيء وقال:بس يبه الوقت فايت الآن!
أبوشجاع:لا..باقي ثلاث حصص!إمش الآن وبدخل على المدير وأكلمه يدخلك.
-ذهب شجاع مع أبيه ودخلوا المدرسة وإتجهوا لغرفة المدير فسلم عليه أبوشجاع وقال له إن شجاع اليوم متأخر وجيت معه أبيه يلحق على مابقاء من الدوام.
سأله المدير عن سبب التأخر فقال له أبو شجاع الذي صار مع إبنه مفصلآ.
روى المدير لأبوشجاع مافعله إبنه اليوم أمام بوابة المدرسة وأمام نظر أحد المعلمين الذي أخذ إسمه من أحد زملاء شجاع فقال أبوشجاع:ياطويل العمر شجاع من الصباح عند مركز الإمارة ولامر المدرسة!صح ياشجاع؟
فقال:نعم!
-المدير:أنادي لك المعلم الآن حتى تتأكد بنفسك!