(9)
-أعزائي القراء الكرام ألتمس العذر من سيادتكم بلسان كله خجل على تأخير الحلقة التاسعة عن موعدها المفترض ولا أخفيكم علمآ بإن ذلك حفاظآ على حقوقي الأدبية والسبب هم أحد الجماهير هداهم الله الذين نسبوا الرواية لهم دون وجه حق فأردت فضح أمرهم وقد تحاشيت نشر أسمائهم تفاديآ لإثارة البلبلة!
-أبرز الأخبار في المقدمة هو بروز شعراء جدد لم يعلم بهم أحد قبلي(يعني ضاحي أول من إكتشفهم!!!)ستقرأون أسماهم مدونة تحت قصائدهم قريبآ!!
-ثلاث أفكار جديدة ومميزة فعلآ!!ستكون محل العناية! وسوف يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب وخصوصآ فكرة الشيخ:نواف الخزيم التي بعثها لي على الإيميل مشكورآ!!
-إنتقادات لاذعة من الدكتور فهد السبيل حول سرعة إنجازات صياح المتتالية وأنا أقول لك يادكتور فهد إن الرواية نقلت لكم كما حدثت وإن نقدك أفضل وسام وصلني من القراء وسيظل محل فخري وإعتزازي ومرورك تشريف لي فشكرآ على تواضعك!
**أفاق خالد على صوت صياح الذي دخل المكتب ووقع ناظره على خالد مستلقيآ كجثة هامدة في حال يرثى لها فهرع إليه مفزوعآ وهو ينادي:خالد...خالد....رد علي ياخالد....وش اللي صاير لك؟!
-أفاق خالد من غيبوبته وقد بانت عليه آثار إنهيار نفسي ومعنوي!!
فألتفت إلى صياح بنظرات قد كرهت الحياة وسئمت منها بسبب البيت الثاني من الرسالة:
عن عيني أبعد من نجوم
الثريا
ومن قلبي اقرب من محاني ضلوعي!
حيث فسر الشطر الأول بإن رؤية ندى ستكون مستحيلة وأبعد من نجوم الثريا عليه،والشطر الثاني يبين إن خالد قريب من قلبها ولن تنساه ومن ذلك إستنتج رفض أبيها القاطع له، فما كان منه إلا أن تناول هاتفه النقال الذي لايزال ساقطآ على الأرض!
دخل إلى القائمة_الرسائل_رسالة جديدة_رسالة قصيرة_
وكتب مايتطلبه الموقف منه، وكأنه يكتب رسالته من دم شريانه المشبع بالأوكسجين لادم وريده المستهلك جزء من أوكسجينه،وهو يحمل رسالته بدورها مسؤولية إيصال ماتحدثه به نفسه من وصايا وأمنيات إلى من تعادل في نظره جميع من على المعمورة:-
ودي بشوفك ولكن جارت ظروفي
خانت زمان الغلا وإنباحت أسراره
سيف الغلا ماقوت ظرباته سيوفي
والبعد في وسط قلبي ولعت ناره
قضيت مدة غيابك قاصرن شوفي
عن حب غيرك عذلت القلب وأفكاره
وجمر إنتظارك لهيبه شب في جوفي
على أمل شوفت اللي غابت أخباره
خايف يطول إنتظارك والبلاء خوفي
إن الزمن يبعدك ويقل
مقداره
بوفي معك وأنت حاول بالوعد
توفي
يجوز حظي يقوم ويبدي أعذاره.
(محمد بن شعيب)
لم يلبث طويلآ بعد الرسالة الأولى في حياته الغرامية
حتى أتبعها بالثانية:-
من غيرك اللي دوم يطري على البال
من غيرك اللي دايم في
خيالي
ياشمعة تضوي لي أحلام وآمال
يا زهرة ترسم جروح
الليالي
أنتي وأنا من بينهم شي
لازال
مجهول واللي ماطرالك طرالي
عشنا سنين بدون مايحصل
جدال
روحـــه وجيـــــــه والهوى مابدالي
كل يبي الثاني على شبه موال
ويقوول أنا لولاك وشلون حالي!
(محمد بن شعيب)
-صياح لايزال واقفآ في مكانه مشبكآ يديه وواضعها خلف ظهره،لايفهم مايدور أمامه!
أخذ يتجول بنظره يمينآ وشمالآ لعله يجد لمايرأى تفسيرآ!ولكن الغموض كان سيدآ للموقف بظل صمت خالد!
-صياح:خالد!
أنت صاحي وألا مجنون؟!
ممكن تفسر لي هالحلم المبهم اللي عجزت أفهمه؟
-خالد:ندى!!!
ندى...ياصياح!
-صياح:وش فيها ندى؟
-خالد:اليوم أرسلت لي رسالة فهمت منها إن الفراق الأبدي هو القدر المحتوم والحظ المقسوم والسبب عمي ياصياح.
-صياح:يعني أفهم إن هالغيبوبة والحزن كلها بسبب رسالة؟!
على العموم حصل خير!
ومدام هي موافقة عليك ماعليك من أبوها!
ولكن شد حيلك وقو قلبك لاتصير عاطفي أكثر من اللازم!
هالحين روح للبيت وجهز نفسك على شان العصر نروح لعمك ونطق صفاته أما يوافق وألا تغسل يدك بالمرة وتعزى أحسن من هالعذاب اللي أنت عايش فيه!
(نطق صفاته:مثل شعبي شهير بمعنى نشوف خاتمته).
-خالد بدهشة:بس ياصياح....؟!
-صياح:هاه وش جاك؟لاتكون بتنصرع بعد؟!
-خالد:ياثقل دمك ياهالآدمي!!!أنت فاضي للإستهبال على طول؟!!
ياخوي ترى الجد له وقت والمزح له وقت!
-صياح:ليش؟شايفني أنكت أنت ووجهك يأبو صرعة؟!
لا واللي صارعته رسالة!!
أنا أتكلم بجد!
-خالد:أنا أبعرف أنت متى تفهم؟!
ياصياح عمي مايطيق مقابل وجهي!
-صياح:اللي يسمعك يقول إن عمك بياكلك!
يارجال بنروح ونشوف وش عنده؟
-خالد:ياصياح عمي أقشر ولسانه وسخ ولارايح أسكت له خاصة إذا غلط عليك!
-صياح:يارجال تفآئل خير ولاعليك منه حتى لو غلط علي بتحمله بس عسانا نطلع بنتيجة.
**إستيقظت خفافيش الظلام الشجاعية من نومها النهاري عند حلول الظلام و كان إجتماعهم اليوم أمام
أسواق غالي
التجارية!
وهي عبارة عن مجمع تجاري يقدم العديد من الخدمات التجارية تعود ملكيته للشيخ غالي المبيريك أحد أعيان صفيط وصاحب الشخصية المتواضعة،لكن الشلة الشجاعية إستغلت تواضع هذا الرجل الطيب وعدم سؤاله لهم عن سبب إجتماعهم أمام أسواقه لأنه لايحب التدخل في شؤون الآخرين!
وحتى وإن كانوا صغار سن فإن لهم خصوصياتهم،مالم يتسببوا بإحداث فوضى!
فهل يعرف الشيخ غالي قوانين وأنظمة الأمم المتحدة أم إن القدرة الإلاهية جعلتها صفة من صفات خلقه الحميد دون أن يعلم إن فوق الأرض منظمة بهذا الإسم تنص قوانينها على:
(إن الحرية التي يجب أن يتمتع بها كل شخص أو مجتمع تتوقف عند حدود الآخرين)!
كان الشيخ غالي على عكس بقية رجال القرية الذين عادة مايطاردون أي شلة مجتمعة ويشدون عليهم الخناق بمجرد رؤيتهم مجتمعين خارج بيوتهم!
وهذا السبب الذي دفعهم لجعل أسواق غالي نقطة الإنطلاق الجديدة حيث يتمكنون من تنفيذ أفكارهم والتخطيط لها بأمان تام بعيدآ عن أنظار كل حسيب ورقيب!
-إستهل شجاع حديث الجلسة بكلماته المدوية:
الليلة نبي نقلب الديرة فوق تحت!!!
نبي نطفي المكائن ونخليها ظلام دامس!!
شباب؟!!
ماسمعتم آخر نكتة؟
(ترد الشلة الشجاعية على سؤال قائدها بالإجماع:لا!!)
قبل يومين أسمع أبو عبدالله (أحد الشيبان)يقول بالشبة إنه يبي يخلينا نعقل!
وإنه رايح يهجدنا!
(ضحكة جماعية ساخرة:هاهاهاه!!)
والله مابقى ألا هي!!
ولكن أبو عبدالله يوم يتكلم أكيد مايعرفنا زين وألا والله مايقولها!
-شجاع بكل عنجهية:الشايب هذا خلوا موضوعه علي!!
خلونا نقوم هالحين ونبدأ ببيته ونطفي ماكينته!
نخليه ماعاد يتهدد بعدين!!
-إنطلقوا شلة المكابر والعناد مسرعين إلى حيث يسكن الشايب المنكوب،فتقدم مروان فارس هذه الليلة الصاخبة والممسك بزمام أمورها خلفآ للسلف مصيول قائد مداهمات الليلة الماضية إلى الماكينة الكهربائية وكأنه يقوم بإستعراض عضلاته
فضغط على بلف
الإطفاء حتى
تم إسكات
صوتها!
هب أبو عبدالله من نومه فخرج عليهم وقد رآهم رأي العين وعرفهم بأسمائهم وقام بملاحقتهم على أقدامه وإستمرت المطاردة ثلاث ساعات تقريبآ وعندما أرهقهم طردآ ويئس من القبض عليهم عاد إلى منزله وقد بيت النية بتقديم أسمائهم غدآ للأمير دهيم(رحمه الله) والأمير يقوم بدوره بإحضار هؤلاء الشلة لمركز الإمارة عن طريق آبائهم وجلدهم على أيديهم إن رضخوا للأوامر أما إذا هربوا من بين يدي الأمير الجلاد بعد إعطائهم فرصة متعمدة فسيكون الجلد على الظهر من نصيبهم أثناء فرارهم مع تمنيات الأمير بعدم عودتهم لهذا المكان مرة أخرى ليرتاح من الصداع النصفي الذي يسببونه والإحراج الذي يقابله مع أبائهم (أصدقاء عمره)!
رجع أبوعبدالله إلى منزله بإنتظار إنقضاء ليله الطويل وأكمل الشلة طريق عودتهم إلى أسواق غالي ليأخذوا قسطآ من الراحة بعد حصولهم على المنشود وتحقيق مطاردة ليلية طويلة وممتعة.
في الصباح الباكر إتجه أبوعبدالله إلى مركز إمارة صفيط فدخل مجلس الضيافة ووجد أمامه الأمير دهيم والأمير علي والشيخ جابر المبارك والشيخ فهد بن علي والشيخ جامع بن علي(رئيس مركز صفيط حاليآ) وكبار شخصيات القرية وجمعآ من المواطنين يتناولون القهوة الصباحية في مركز الإمارة.
دخل أبوعبدالله فقراء عليهم السلام وصافحهم وجلس بينهم ودار الكلام وكان عادة مايكون عن إحتياجات القرية ومتطلبات سكانها!
تكلم أبو عبدالله موجهآ عينيه إلى الأمير القدير وروى قصة البارحة الكئيبة بكل تفاصيلها وعدد أسماء المشتبه بهم واحدآ واحدآ!
-1شجاع
-2مروان
-3مصيول!!
قام الأمير غاضبآ وأمر الخادم بتجهيز السيارة وإحضار المذكورين حالآ!
إمتثل الخادم لأوامر أميره وإتجه إلى بيوتهم وماهي إلا دقائق حتى أحضرهم الخادم مخفورين وعندما دخلوا قام أحد الحضور الذي له كلمته بين الحاضرين فتناول الورقة التي دون عليها أسماء الشلة فشطب إسم شجاع منها وقال إن شجاع رجل!
ولايمكن أن يقدم على مثل هذه الحركات!
شجاع أعرفه زين!
(لأنه يثق به ثقة عمياء فوق الخيال)!!!
شعر مروان ومصيول بالقهر والغيرة والخذلان لكنهم لايريدوا لصاحبهم الإدانه لأن إدانته إدانة لهم!
إستدار العافي صوب المعفي عنه وسأله عن مروان ومصيول وهل يتوقع منهم ذلك؟
فقال شجاع: ألا متأكد إنهم هم وشايفهم بعد!!!
إندهش مروان ومصيول من شدة حماقة هذا الولد الذي لايابه بوضعهم المزري ولايهمه أمرهم حتى وإن إنضربوا!!
قام الأمير من مكانه وضرب مروان كفآ جامدآ على خده الأيسر وأتبع مصيول بآخر وهو يكيل لهم الشتائم!