الموضوع: ابداع عبسي
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 09-02-2008, 04:35 AM
سيف عبس
عضو فعال
الصورة الشخصية لـ سيف عبس
رقم العضوية : 976
تاريخ التسجيل : 19 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 256
قوة السمعة : 19

سيف عبس بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي ابداع عبسي
(6)

عزيزي القاريء إختصارآ للوقت والجهد وحرصآ على راحتكم فقد أصبحت حلقات مذكرات مراهقين في متناول اليد على منتديات<موون لايت>و<همس الغلاء> الإلكتروني.

للمعلومية:-القصة واقعية وجميع شخصياتها بأسماء مستعارة وهم من أقرب وأعز الناس إلي.

-الذئب الأمعط مازال مصرآ على الإحتفاظ بلقبه رغم الهزيمة النكراء التي مني بها ولو إنه أخذ على نفسه عهدآ بعدم التعرض لمروان.
أما مروان الذي لم يأتي له الوقت على مايشتهي فكان عناد حظه له بالعكس تمامآ لنيته الصافية وقلبه الطيب وأخذ مروان نصيبه من الحزن على صياح عندما حس بالوحده ووقف حائرآ ونظراته التائهة تهمس:
يارفيقي مابقاء بالحيل حيل
من بعد ذاك الرفيق اللي رحل
عودة الماضي تسمى مستحيل
وماحصل ياصاحبي والله حصل
أعلن الفرقاءوأنا أعلنت الرحيل
وكل منا صار من ضيق بملل
(محمد شعيب المنزل)

وبعد أن عاد إلى البيت أخذت أمواج الفرح والحزن تتلاطم في نفسه،فرحآبالأنتصار العظيم الذي غير مجرى حياته وجعل الشلة تهابه وتحسب له ألف حساب،وحزنآ على وحدته الموحشة التي إستنتجها بعد عمر طويل من تجارب الصداقات الفاشلة التي هذا آخرها.
أخذ شجاع ينسج سيناريو المعركة القادمة والتي رأى هذه المرة ضرورة المشاركة فيها ميدانيآ لعل الحظ يجعله قياديآ بارزآ في المعارك الشلية المستقبلية وذهب إلى مصيول وشاوره في معركة قوية تدخل ضمنها تحالفات خارجية يسترجعون فيها هيبتهم المسلوبة ويردون بها إعتبارهم،فكان التردد واضحآ جليآ على وجه مصيول لكن شجاع إستطاع إقناع مصيول وبعد كثرة الإلحاح حظي بالموافقة المصيولية التي لم تزيد عن هزة بالرأس تشير إلى الإيجاب قام بعدها شجاع بجولة سريعة لتحسين العلاقات المتوترة أو الفاترة منذ عهد مع بعض الشلة المحددة مسبقآ تجهزآ لتجميع القوة الكافئة لمجابهة القوات المروانية لوضع معركة حاسمة تفصل بينهم،وقد كسب من هذه الجولة تعاطف الكثير فمنهم من أكتفى بالتعاطف فقط ومنهم من أعلن تأييده ودعمه له ومنهم من أبدى إستعداده للمشاركة الميدانية مع قوات شجاع جنبآ إلى جنب مما عزز موقفه وأدخل السرور لنفسه.
إكتمل تعداد قوات شجاع ومجموعها الكلي أربعه هم شجاع ومصيول وإثنين مستجدين(حديثي التسجيل أوالدخول)وهم إبراهيم وعبدالعزيز،فوظيفة شجاع بينهم هي القيادة الميدانية وإعطاء الأوامر ومصيول وإبراهيم المهام القتالية المباشرة بينما عبدالعزيز يكتفي بالمراقبة الخارجية وعندما يرأى دعمآ لقوات العدو يقوم بإبلاغ شجاع بالخطر المحيط بالإضافة إلى المهام الإسعافية حيث يحمل بين يديه جركل(Galon‎‎‏)مليئآ بالماء يقوم برشه على كل من تحدثه نفسه بالصرع أو الإغماء أثناء المعركة أما بعدها فكل واحد ينقذونه أهله عند إبلاغهم من قبل عبدالعزيز الذي يتحول عملة بعد المعركة فورآ إلى فرقة أو دورية نجدة تنحصر مهامها في إبلاغ أهل المصاب فقط وعدم المشاركة في إنقاذه.
أما مروان فقد إلتف حولة عددآ لايستهان به من الجيوش الشلية المتفانية والمتمرسه في القتال يساعدها في ذلك الظروف المحيطة من الإختلاف في وجهات النظر داخل المدرسة بعدما تتطور إلى نقاش ثم جدال حاد يتحول من كلمات إلى لكمات عبارة عن هوشة تشارك فيها مجموعة من الطلاب ليست بقليلة،وكان عدد قوات مروان آنذاك سته وهم مروان القائد الأعلى للقوات المروانية وعبدالله متخصص الخدع الحربية والذي يرأى في نفسه إنه قادر على مقابلة الشلة مهما بلغ عددها مما جعل بقية الشلة الأربعة يقتصر عملهم على مراقبة التطورات كقوة إحتياطية تتدخل عند الضرورة فقط.
بين صلاة العصر والمغرب إلتقى الجمعان في وادي صفيط وتحديدآ في منخفض الوادي الذي تتباعد فيه أطرافه وأسفل من مباني القرية ذات الطراز المعماري الثالث في العهد السعودي حيث:-
_الأول:الطراز الطيني.
_الثاني:الطراز الطابوقي.
(الطابوق=مستطيل لاتوجد فيه تجويفات)
_الثالث:الطراز البلكي.
(البلك:مستطيل مقسم إلى إثنين أو ثلاثة تجويفات مكعبة)
هل هذه المعلومات جديدة عليكم؟
هل إندهشتم؟
نعم أعلم بذلك!
كما أعلم إنه لايفرق بين البلك والطابوق إلا القليل منكم!
تواجهت القوات المروانية والقوات المصيولية وجهآ لوجه وبدأت المناوشات والمناورات والتراشقات وأختلط الحابل بالنابل فهذه حصاة طائشة تبحث عن رأس عاري لتستقر فيه!
وهذا قوطيآ(علبة معدنية تستخدم عادة للتعليب الغذائي)طائرآ ينتظر سقوطه أرضآ لإدخال الرعب في قلوب القوم عند إحداثه لصوت الإصطدام بالأرض!
إشتد وطيس المعركة وزاد لهيبها فأنقض مصيول وإبراهيم وأمسك كل منهم بإحدى يدي عبدالله الذي يكبرهم سنآ بقليل،فشد الأول وشد الثاني بكل ماؤوتوا من قوة،لكن حيلة عبدالله كانت لهم بالمرصاد تساعده خبرته القتاليه الطويلة فسحب مصيول بيده اليمنى وإبراهيم بيده اليسرى وجعلهم يصطدمون في بعض وجهآ لوجه،صدمة جعلت دمائهم تسيل!
تخالطها دموعهم بحسرة وعويل!
أما مروان فقد تشابك مع شجاع إشتباكآ حذرآ كانت آثاره مشخات(جروحآ بسيطه من الدرجة الثالثة لاتتعدى الجلد) بسيطة! إنتهى بسرعة وأطلق كل منهم صاحبه.
إلتفت شجاع إلى قواته فرأى مصيول وإبراهيم مضرخين بدمائهم وعبدالله موليآ أمامه فتناول قوطيآ معفطآ ورمى به عبدالله فوقع على رأسه من خلف ففلقة وفر هاربآ أيضآ وقد بلغني إن مكان الفلقة باقيآ في رأسه إلى اليوم أما رفاقه الآخرين فهربوا إتباعآ لعبدالله لأنه مابعده جلسة وإتجه كل منهم لمنزله يضمد جراحه وإنتهت بذلك المعركة الثانية من معارك المصيوليون والمروانيون!
-توترت العلاقات بين مصيول وصديق عمره سعود الذي يرأى إن مروان عدوآ لدودآ له بسبب هوشاتهم المعتادة دائمآ ولكن الحال تغير اليوم فأصبح الصديق عدوآ والعدو صديقآ ورأى سعود بتفكيره السياسي أن يستغل الظروف لصالحه فذهب إلى مروان وطلب منه الصلح لعله يصبح حلفآ في مابعد وقال إن مافات مات ويجب أن تعود المياة إلى مجاريها،لكن مروان لم يجبه بحرف واحد مكتفيآ بتوجيه نظرة حادة له تفيد بعد الإعراب بالإبتعاد ومن الأفضل ترك الأمور على ماهي عليه، فعاد سعود أدراجه إلى شلته ليستشيرهم في موضوع مصيول وهل يجب قتاله الآن أو بعد مراضاة مروان فأشاروا عليه بالإستعانه بمروان لأن مصيول الآن عدوآ مشتركآ لهم وعرضوا عليه وساطتهم فرضى بها وذهبوا فورآ إلى مروان وطلبوا منه الفزعة ومروان بدوره رحب بوساطتهم وأبدى سروره بها لكن في نفسه عزت عليه صداقة مصيول رغم المعارك الطاحنة التي خاضوها وما إن ولوا الأدبار حتى ذهب إلى مصيول وأخبره بمايجري وقال إنه سيتقدم في صف سعود وسيظهر له الولاء ويخفي له العداء ولن يكون له بالفعل ظهيرآ،فما كان من مصيول إلا أن قام وشكره على معلوماته الإستخباراتية الثمينة ورجع مروان بعد ذلك إلى منزله بإنتظار إقبال الشلة وبعد صلاة العصر جاءه سعود يقود شلته فذهبوا إلى موقع المعركة السابقة ليباغتوا مصيول ومن رماه نصيبه معه في تلك الساعة المشؤمة وعندما أقبلوا على بيت مصيول تفاجئوا به واقفآ بإنتظارهم على أكمل إستعداد وبجانبه عبدالعزيز وشجاع أما إبراهيم فقد إلتحق بصفوف القوات السعودية(نسبة لسعود وليس للدولة السعودية)تحت قيادة سعود وبإشراف مروان الذي أدلى بكل معلومة صغيرة و كبيرة لمصيول إنتقامآ من سعود الذي أتت به الأيام إليه وبدون أن يعلم سعود عن ذلك ولو إنه لم يصل إلى مرحلة الثقة النهائية بمروان!
زلزلت أقدام سعود وأصحابه وقام شجاع وأمر مصيول وعبدالعزيز بالإشتباك مع القوم وأن يتركوا له مروان حيث إنه أراد أن يختبر صدقة من عدمه بالتفرغ له ومراقبته مراقبة دقيقة وكيف يتصرف أثناء المعركة،نفذ مصيول وعبدالعزيز ماأمرهم به شجاع وإشتبكوا مع سعود وأعوانه أما شجاع ومروان فتقابلوا وبما إن كل منهم لايريد إيذاء الآخر فقد أخذوا يتفرجون على مايدور بين أعوانهم ولم يحركوا ساكنآ بل إكتفوا بتبادل الإبتسامات والتحديق في أعوانهم الذين إنفضوا عن بعضهم وإنسحبت قوات سعود إلى ساتر جداري لتحتمي به فربما أدرك سعود خيانة مروان ورأى أن ينسحب ويقاتلهم من ورى جدار،عندما إحتمت قوات سعود بالجدار أطل أحد أعوانه المقاريد إطلالة إستكشافية وإحتفت بطلته الميمونة حصاة طائرة قذفتها يد مصيول بسرعة جنونية إستقرت بخده الأيمن تحت العين فر بعدها مسرعآ يصيح من شدة الألم وقد تبعته كل القوة هاربة وهي لاتعلم بالذي جرى لفردها الهارب!
ألم تسألوا أنفسكم أين ذهب مروان؟
لقد تخلف عن مسيرة أصحابه وجلس يتحدث مع شجاع وشلته وكأن شيئآ لم يكن! ولوإن في نفوسهم شيئآ من الماضي المؤلم الذي جعلهم يتحدثون بحذر وعدم ثقة!
-إستمرت العطلة الصيفية بملل وفتور شديد وسارت الأمور على مايرام وبدأ مروان ومصيول يجتمعون إجتماعات تقليدية تغلب عليها البرودة فقد تحولت عداوتهم إلى غيرة فقط فمن صداقة إلى عداوة ومن عداوة إلى غيرة ومن غيرة إلى ماذا؟ (ستعرفون ذلك في الوقت المناسب).


Facebook Twitter