الموضوع: ابداع عبسي
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 09-02-2008, 04:31 AM
سيف عبس
عضو فعال
الصورة الشخصية لـ سيف عبس
رقم العضوية : 976
تاريخ التسجيل : 19 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 256
قوة السمعة : 19

سيف عبس بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي ابداع عبسي
(4)

تفضل الأخ عبدالله شافي مشكورآ بفكرة جديدة وجيدة للتعريف بشعراء المنطقة ومشاركة قصائدهم بصياغة هذه القصة وقام بتزويدي بعدد من القصائد لعدد من الشعراء أمثال عبدالله باتل وفرحان بن منصور وباجد عبدالرحمن ويوسف سالم وعصيلان والتي سوف تقرأؤنها في أماكنها المناسبة إن شاءالله.
كما أرجوا من الإخوة القراء تزويدي بمالديهم من قصائد سواء كانت لهم أو لغيرهم على بريدي الإلكتروني ولهم جزيل الشكر.
-أستيقظ أهل القرية على صوت الشيخ فالح الرفادان رافعآ صوت الحق ومناديآ لصلاة الفجر في مسجد صفيط الجامعي،إتجه أهل القرية إلى المسجد في جوآ يعمه الهدوء والسكينة،أدوا فريضتهم ورجعوا إلى منازلهم وماهي إلا فترة بسيطة حتى أطلت الشمس تتباهى بشعاعها الذهبي المنعكس على هضاب القرية وتلالها وأوديتها لتعلن بذلك بداية يوم جديد مليء بالأمل بحياة سعيدة هادئة.
كان مصيول نائمآ في غرفته الخاصة ومغلقآ بابها بإحكام خوفآ من بطش أبيه،لكن أبيه رأى أن العقاب يولد العناد في نفس مصيول كما يولد الثأر القهر،وأراد أن يجرب العفو هذه المرة لعله يجدي بمن لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب،صحى مصيول من غفوته مبكرآ وخرج ليلقي نظرة حذرة على آخر التطورات في فضاءه المحيط وإذا بوالده جالسآ في فية سور المنزل الشرقي وهو يتناول فطوره وقهوته الصباحية المتعارف عليها عند أهل القرية وماجاورها من القرى الحائلية أو القرى النجدية وعندما رءاه أبيه نادى عليه: مصيول غسل وجهك وتعال أفطر معي!!
أسرع مصيول إلى المغسلة وهو يقول في نفسه: معقوله أبوي مازعل مني ولاهمه اللي صار؟
يالله خلنا نشوف النتيجة!
إتجه مصيول إلى أبيه بخطى واثقه من براءتها ظاهريآ! وجاهزة لأي طاريء باطنيآ!
جلس مصيول أمام أبيه بأدب وإحترام وعينيه ترمقان عينا والده الذي كان يتناول وجبته بصمت،أخذ مصيول يتناول فطوره أيضآ ولم يدور بخلده ماصار من مشاغبات إلا على سؤال أبوه الذي تظاهر بعدم توجيهه لأحد!
_هالشلة الله يهديهم ماخلونا نمرح البارح!والمشكلة إنا مانعرفهم لاهالحين!
_نظر إليه مصيول بدهشة وفرحته لاتصدق:
_يبه أكيد إنهم عيال فلان وفلان!(يبعد الشكه عن نفسه)وهو يقول في نفسه:معقوله مادرى إني معهم؟ياوناسه!
_لم يزد أبو مصيول على قول:الله يهديهم ويصلحهم!
(وفي نفسه:الله يهديك بس).
-خرج أبو مصيول من المنزل تاركآ مصيول يتمتع بحريته مشمولآ بالعفو!
-أما مروان فأتجه من غرفة نومه إلى مخزن البيت ليقوم بإصلاح دراجته ذات العجلتين ليستقبل بها عطلة الصيف التي لم يتبقى عليها غير أسبوعي الإختبارات النهائية التي لم يضرب لها مروان حساب!
-هذا ماكان من مصيول ومروان أما صياح فشد رحاله مبتعدآ عن قريته العزيزة على قلبه وهو يردد الأبيات الشهيرة التي يحفظها حتى أطفال القرية قبل السن الدراسي:
ياصفيط أحبك زمان راح
يوم إن جانبك صافن لي
واليوم عفتك وسدي باح
والبعد عن شوفك أحسن لي
عامين أحاول حصاة رزاح
عيت من الضلع تنحلي.
(عايض بن باين<عصيلان>)

وبدأ حياته التجارية الجديدة بمشروع صغير عبارة عن محل تموينات غدائية بالمدينة المنورة وبتمويلآ كاملآ من فيصل وقد نجح مشروعه نجاحآ باهرآ لم يتوقعه حتى هو نفسه،مما شجعه على فتح الفرع الثاني والثالث في مابعد وإنتقاله إلى مدينة الرياض العاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية وإستقراره بجوار أخيه فيصل وحالته المادية الآن جيدة جدآ وأتمنى صعودها إلى الممتازة قريبآ وله إحترامي وتقديري.
-عندما جن الليل إجتمع مصيول ومروان بجلسة البقالة وروى مصيول لمروان قصة العفو الكريمة من الوالد الكريم ومروان بدوره روى لمصيول قصة إصلاح الدراجة (من طقطق إلى سلام عليكم)
وهذا مثلآ لم أجد له تأويلآ ولاسببآ في جميع الكتب ذات الإختصاص!
-أكتمل تعداد شلة البقالة وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث أقبل شخص يدعى شجاع:
صاحب اللسان الصامت
والخلق السامت
والقدم الرامت
_اللسان الصامت:قليل الكلام.
_الخلق السامت:هاديء الطباع.
_القدم الرامت:لايحب الهروب.
يتمتع شجاع أيضآ بنظرات حارة لايتجراء على مجابهتها أحد وتفكير نافذ خطير ورد قاسي في أهداء سؤال مهما كانت طبيعته،كان شجاع قد أتى للتو من مجلس الشبة وهذا ماجعله يتمتع بثقة عمياء
من والده وبقية رجال القرية فهو يجلس معهم حتى وقت إنتهاء الشبة فيذهب مع أبوه إلى المنزل وأمام أعين أهل الديرة وعندما يخلد الشايب إلى سباته العميق يخرج إلى الشلة،لذلك فمهما فعل من مصائب فهو بريء ولو شهد عليه كل شباب صفيط من أولهم إلى آخرهم لأنه يتمتع بحصانة قوية من مجلس الأمن القروي.
-أخذ شجاع مكانه بين الشلة وكأن سكون الليل وهدؤه من ألد الخصام له،وجه لمصيول غمزة بعينه فسرها صاحبه اللبيب بأنها:(إتبعني أنت ومروان)،قام شجاع من الجلسة
وتبعه مصيول ومروان بدون أن
يشعر بهم أحد،وذهبوا غير بعيد عن أنظار الشلة حتى لايجلبون لأنفسهم الشكوك التي تحاصرهم اصلآ حتى وهم في منازلهم!
_رأى شجاع إن مصيول وصاحبه صيدآ ثمينآ لايقدر بثمن لتنفيذ مغامراته البهلوانية دون تحمل آثار إنعكاساتها السلبية التي لايوجد بها أصلآ نسبة 1%إيجابية!
_أما مصيول ومروان فكل واحد رأى في نفسة بتوقيت متزامن:إن هذا هو البديل المناسب لصياح وإنهم من اليوم فصاعدآ لن يحتاجوا لشلة البقالة ولالصياح الخائن ماداموا بجانب شجاع الغامض الذي يتمنى كل شاب أن يعرف من أسرار عمره الغامضة سر دقيقة واحدة فقط.
-قال شجاع:ياشباب الشلة هذولاء ماعندهم سالفة!مطرفين أنفسهم لدهيم يأخذهم بكل سهوله خصوصآ إن مراقب الليل يوافي دهيم بكل صغيرة وكبيرة وبالذات عن هالجلسة!
ولكن شوفوا لنا مكان آمن من هذا!
(يتظاهر شجاع بعدم معرفته بمزبنهم السابق ليرى مدى صدقهم معه ولم يعلموا بأنه أعلم منهم به).
-أجابه مصيول بسرعة البرق عن المزبن السري لهم ولصياح سابقآ وإرتاح شجاع لتجاوبهم معه فقاموا ليرأى شجاع المزبن وعندما رءآه بدأ على وجهه الإنشراح والسرور.
-دخلوا شلة شجاع المزبن بعد هجرآ طويلآ له بسبب الصدمة التي لم يتوقعونها من أعز الناس صياح وكل منهم على يقين إن الزمن لن يمحوا سطور ذكراه الجميلة المنقوشة على السور الذي يسندون عليه ظهورهم وهي عبارة عن بيتين شعريين:
(إذا طال الزمان ولم ترؤني
فهذا خط يدي فتذكروني
يبقى الخط تذكارآ لصاحبه وصاحب الخط تحت الأرض مدفوني).
-وكانت الزاوية اليمنى ميدان
لسرحان مروان الذي تظاهر سابقآ بعدم إهتمامه بغياب صياح وحس إن المكابر إنتهى وقته وكأنه يقول حزنآ وعتابآ:
-إتركني أداوي جروحي بروحي
يمكن مع الوقت أقدر أنساك وأرتاح
قامت بروق غيوم هجرك تلوحي
وسحابة الفرقاء علي رشها طاح
ماتشوفك عيوني ولا لصوتك أوحي
أصبحت شيء مر في عمري وراح
صبرت لين الصمت ضاعف جروحي
وأنا أتحرى للفرج منك مفتاح
مافادني كثرت صياحي ونوحي
ولايرجع اللي راح ونة ولا صياح
وحتى لو أكابر و يكبر طموحي
لا تحسبني عقب فرقاك مرتاح.
(يوسف سالم الرشيدي)

-أما الزاوية اليسرى فشهدت حالة السرحان التي قام بتنفيذها مصيول بحزن تتقطع له القلوب.
في هذه اللحظات السرحانية كان شجاع قد أخذ نصيب الأسد من هذه السرحات ولكن ليس بجو من الحزن والعتاب بل بجو من الغيرة والحسد لهؤلاء الفتية على صفاء عشرتهم فدخل على خط المواجهه معدومة المبررات ونظر إلى مصيول فتذكر إن بينهم صلة قرابة قوية فصرف نظره إلى مروان وقال:
هالحين أنت وكشرتك مسوي لي حزين؟
ليش؟يعني مصيول ماهو مالي عينك ووقفاته بجنبك بالحلوة والمره؟
أنا أصلآ مأقعد مع واحد مايقدر خويه!
_وقعت كلمات شجاع على مسامع مصيول ومروان كوقع البرد على الظهر العاري في ليلة من ليال الشتاء الماطرة.
_فلم يستطيع مروان تمالك أعصابه قبل أن يوجه لشجاع ضربة جامدة في مجامع أصابعة وقعت بين الخد الأيسر والأنف سقط على إثرها شجاع مغشيآ عليه.
_أما مصيول الذي عز عليه سقوط قريبه أمامه فقد ضحى بكل مايربطه بمروان من صداقة وعشرة عمر وسدد له ضربة موجعة على الظهر إستدار بعدها مروان وإستقبل مصيول سحبآ باليد اليسرى ووجه له بركبتة ضربة على المعدة مخلة للتوازن ومخلة للوظائف الهضمية أيضآ جعلت مصيول في وضع إمتداد يتعصر ألمآ فنظر مروان إليهم وهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فقال: الله يلعن الصداقة اللي هذي خاتمتها!وإتجه إلى منزله
مسرعآ يحث خطاه.
-دخل مروان بيته في حالة ذهول مما رآءه وهو غير مصدقآ لهذا الكابوس الذي جثم على صدره.
فهل يعقل إن مصيولآ غدر وضحى بي بهذه السهولة؟
هل هانت عليه عشرة العمر بهالبساطة؟
لم ولن يصدق!
صحى شجاع المريض من صرعته ونظر إلى مصيول وهو يتلوى فهب لمساعدته فسانده للنهوض وذهبوا لمنازلهم وهم بين غضب وحسرة،فغضب على هزيمة مروان لهم جميعآ وهم اللي كل واحد مسوي عند الثاني مأحد يقواه،وحسرة من قبل مصيول فقط لأنه عرف إن شجاع منافق وكذاب أشر ولكن الآن لاتنفع الحسرة لأنه وقع الفاس بالراس وضاع منه مروان مثل ماضاع صياح.


Facebook Twitter