الموضوع: ابداع عبسي
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 09-02-2008, 04:25 AM
سيف عبس
عضو فعال
الصورة الشخصية لـ سيف عبس
رقم العضوية : 976
تاريخ التسجيل : 19 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 256
قوة السمعة : 19

سيف عبس بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي ابداع عبسي
(2)

إنهالت علي رسائل لاتصدق ومواجهات ساخنة بعد الحلقة الأولى:فردود الفعل متباينة
بين مشجع ومهدد
وبين ناقد وحاقد
ولكن الأهم وهو السبب الذي شجعني على مواصلة تجربتي الأولى في عالم الكتابة هو حصول الحلقة الأولى على نسبة 85%.

(من قرأ آية الكرسي قبل النوم لايقربه شيطان حتى يصبح)
مروان صاحب الشعر المتعرج والبشرة المائلة للسمره محب للضحك بصوت عالي لدرجة إن الكشرة أصبحت ملازمة له إذا رأيته لأول مره ستجد نفسك تقرأ آية الكرسي لاشعوريآ (يعني بدون صحو)،مصيول صاحب عينين سوداوتين(كعيون الحويط)وهذا مثل يضرب لوصف الإتساع الزائد عن حده إذا لاتعرفه جيدآ ستظن إنه مدمن مخدرات مع إنه صوفي(إيه قابلني) غير إنه يتمع بفراسة خيالية وحدس لايخون.
صياح صاحب وجه حنطي له أسنان بارزه ليس له هواية محددة غير إنه متميز بالرسم شيء ما يساعده في ذلك تفكيره الحاد.
عادوا الشلة الذين يشكلون أخطر ثلاثي في الديرة إلى بيوتهم قبل ظهور الشمس وناموا على أمل غروبها وبداية ليلة مليئة بالمشاغبة والمطاردة التي لايجدون متعتهم إلا بها.
أسدل الليل ستاره وأجتمعوا الشلة في مزبنهم وهم يتذكرون ليلتهم الماضية بكل سرور بإنتظار ليلة أعظم منها،
جلسوا يتسامرون حتى الساعة الحادية عشر تقريبآ لتغلق الدكاكين أبوابها ويعم الهدوء أرجاء القرية فأتجهوا إلي بقالة مسامح الفرج وجلسوا بجانبها ولفت إنتباههم الأكياس المليئة بالكراتين الفارغة التي تملأ المكان بأنتظار سيارة النظافة ولكن الشلة أرادوا التخلص منها بطريقتهم التي لاتخطر حتى على عقول الشياطين، مصيول الذي يجيد تسلق الجدران ببراعة متمكنة حتى ولو كانت عالية وملساء صعد على سطح بقالة مسامح وناوله صياح ومروان الأكياس كلها فوضعها على السطح وصعدوا إليه جميعآ وأخذوا يتربصون بالماره مع الطريق الذي تطل عليه البقالة المحتلة كإطلالة هضبة الجولان على الشام فكان أول من مر بهذا الطريق هو محمد صاحب الشخصية القوية الذي لايتجراء على ممازحته إنس ولاجن فرموا أحد الأكياس في صندوق سيارته فتوقف مذهولآ ونزل فوجد هذا الكيس في الصندوق فبحث عن الفاعل ولم يجد أحد كرر البحث حول المباني المجاورة فلم يجد أحد فتحرك وهو في قمة الغضب والحيرة فمن أين أتى هذا الكيس هل سقط من السماء؟ أم إنه رموه عليه الجن الذين لايراهم الإنسان في الظروف العادية؟
أكمل محمد طريقه وهم يضحكون بإنتظار الضحية القادمة، تقدمت إحدى السيارات التي إعتقدوا في البداية إن صاحبها هو الضحية المنتظرة ولم يعلموا إنهم سيصبحون هم ضحاياه،عندما مر أمامهم رموا كيسآ في صندوق سيارته فتوقف بكل هدوء ونزل من سيارته فعندما رأوه زلزلت أقدامهم عندما عرفوا إنه أبوسلطان الرجل الهادي الذي يفقد صوابه عند الغضب (إتقي غضب الحليم إذا غضب) إلتفت يمينآ وشمالآ ودار حول مبنى البقالة وعرف بفراسته التي ورثها من أبيه وأجداده شيوخ فخذ المهامزة من قبيلة (بني رشيد) القبيلة العبسية التي تقطن منذ الجاهلية في مكانها الشهير غرب الجزيرة العربية (مضارب عبس)،
-مضارب عبس فيها عبس ماهي لعبة بيديك
لو أنت مطالع جيرانها صاحوك ورعانك
(عيد بن مربح الرشيدي)
-أيقن أبوسلطان إن هذا من فعل المراهقين الذين أزعجوا القرية الليلة الماضية وعرف إنهم فوق السطح، وأيقنوا إنهم لن ينجوا من أبو سلطان فهم يعرفونه جيدآ ويعرفون حنكته، نادى عليهم أبو سلطان وأمرهم بالنزول لأنه لاملجاء ولامنجاء منه، قال مروان: ياعيال كلن يعتمد علي نفسه والطيب تظهره ساقه.
تطامروا من فوق السطح عن يمينه وعن يساره كالقطاوه وركب سيارته ليحول بينهم وبين السمراء لأنه يعرف حركاتهم جيدآ فلحق بهم ونزل عليهم ولكن لم يستطيع أن يقبض إلا على واحد فقط وهو صياح فأمسكه بيده اليسرى مسكة قوي مقتدر وأخذ يضربه بعصاه المصنوعة من خشب الخيزران المشهور بألم ضرباته بكل ماأوتي من قوة وهو يكيل له الشتائم ويسأله عن أصحابه وعن فاعل جرائم الليلة الماضية وصياح يجاوبه بكل مايعرف،أما مروان فقد أنبطح بالوادي وأخذ يسحب نفسه إلى المزارع المجاورة بكل خفه ودخل مزرعة الأمير علي الرفادان وجلس بين الأشجار الكثيرة المتشابكة يحتمي بظلامها الساتر وأخذ يتفرج على الشلة بعد أن شعر بالأمان وهو يضحك بكل سرور،أما مصيول فقد أرتبك من هول مايراه وضيع طريق السمراء ودخل بين أزقة المنازل وهو بحيرة من أمره فصعد فوق أحد الجدران وعندما تهيأ ليقفز للجدار الآخر بطريقه إلى المزبن كان يتربص به شخص مجهول متلثم تحت جنح الظلام فلمحه مصيول وقبل أن يلتفت صوبه باشره هذا الملثم بضربة قوية سددها بإتجاه رقبته من خلف بين شعر الرأس والأكتاف أفقدته توازنه فسقط مكبآ على وجهه ولكنه تدارك نفسه ونهض قبل أن يمسك به الملثم المجهول وأطلق ساقه للريح بسرعة جنونية لم تمكن الملثم من اللحاق به ولكن مصيول لم يعلم إلا وهو أمام باب بيته الذي لو كان يريد الذهاب إليه لماعرف إليه طريقآ.
أخذ أبو سلطان صياح معه وسلمه إلى يد أبيه بعدما أوسعه ضربآ وقد إنصدم أبو صياح عندما رأئ إبنه وعلم إنه ورى أحداث البارحة المروعة مع مجموعة من السرابيت فإستلمه من يد أبوسلطان وأستقبله بجلدات متتالية بعقاله الأسود المصنوع من أخشن أنواع الغزل وهو يهيل عليه سيل من الأسئلة الساخنة، فضحتني بجماعتي الله يفضحك،كيف تبيني أقابلهم عقب فعايلك الشينة؟أنا أبفهم أنت متى تعقل؟متى تسترني وتضف وجهك عن الديرة؟ خلاص ماعاد أبيك تدرس مأنت وجه دراسه! أنت فاشل! إسمع العلم اللي ياصلك ويتعداك! ماتطلع من هالبيت إلين آخذك لحائل وأطلع لك أثبات وتروح لأخوك فيصل بالرياض أبي أرتاح من وجهك اللي كله فضائح! خلاص إنقلع عني وتمرجل مثل العيال! ماعاد عندي صبر عليك! نزل صياح راسه ودموعه تفيض بكل حسرة وأنكسر أمام أبوه صاحب السمعة الطيبة الذي يقف شامخا شموخ جبال (العلم السعدي)أو(العلم العبسي) وقال:أمرك يبه!
والله ماعاد أعصي لك أمر بعد هالساعة وأنا أستاهل ولكن أنت أرفق على حالك!
-حس أبوصياح إن ولده هذه المره يتكلم من قلبه وشعر أنه آلم إبنه فلذة كبده ولكن خوفه على سمعته وعلى مستقبل إبنه جعل موقفه أكثر صرامة من ذي قبل.
-أبوصياح:مايخالف ياوليدي صحيح إني قسيت عليك وأوجعتك بس والله إنه من خوفي عليك!
ياوليدي أنا أبفتخر فيك في مجالس أهل الديره مأبيك تفضحني بالجماعة وأبيك تسنع نفسك مثل غيرك وتصير رجال.
-صياح:أبشر يبه والله لتشوف اللي يبيض وجهك!
بس عطني فرصه هالمره وسامحني على اللي فات وصدقني أنا ماني محتاج ألا دعائك بس.
-الله يسامحك ياوليدي ويوفقك!والله إني أول مره أحس إنك صرت رجال!
وهالحين قم أغسل وجهك وبدل ثيابك وروح ريح نفسك وأرقد وبكره يصير خير إن شاء الله.
-قام صياح وقبل راس أبوه وهو كله ندم على اللي صار له وإتجه إلي غرفته وبدل ملابسه وتوضاء وصلى ركعتين ودعاء الله أن يوفقه لما يحب ويرضى وحط راسه ونام بعد أن وضع المنبه على صلاة الفجر لأول مره من تلقى نفسه.
أما مصيول وجه النحس فقد أمن بطش الأمير دهيم معتمدآ بذلك على علاقته الجيده بسعود الحفيد المقرب لدهيم والذي يعامله جده معاملة الرجال العظماء رغم سنه الذي لايتجاوز آنذاك الخامسة عشرة لتوسمه ملامح الرجوله والكمال في وجه حفيده الصغير.
دخل مصيول البيت وإتجه إلى غرفته وولع السيجارة ولكنه لاحظ عدم عودة أبيه إلى البيت فأبوه عادة يعود بعد السمر عند أحد الجماعة والذي ينتهي بعد تناول العشاء بساعتين تقريبآ يعني قبل الساعة الثانية عشر بالكثير.
أما أبو مصيول فقد تأخر عند رجل الأعمال الشهير الشيخ جابر المبارك والذي كان إجتماع الربع هذه الليلة عنده وأخذوا يتحدثون بأمور التجارة وبعد قليل جاءه أبوسلطان وأخبره بماحصل
من إبنه فقام أبو مصيول وكان قلبه طيب ولايستطيع أن يمد يده على إبنه المدلل ودخل البيت فوجد مصيول بالحوش فقال له تعال أبيك بموضوع فدخل مصيول وهو يعرف إن أبوه لن يضربه مهما كان وقال في نفسه: الله يعيني على المحاضرة هالحين يبي يقعد يتفلسف علي!
(لأن أبو مصيول رجل عاقل يؤمن بالنصيحة ويعرف إن الضرب مامنه فائدة وهذا سبب تمرد مصيول عندما أمن العقاب).
-إتجه أبومصيول إلى مخزن البيت وأخذ سلسلة طويلة وربطها بدريشة الصالة وهو يبتسم ومصيول واقف مايدري وش السالفة فمسك أبو مصيول يد ولده وقال أنت الإحترام ماينفع معك ولارايح يفيد فيك ألا السجن فربط يديه ورجليه مستخدمآ في ذلك قفلين وقال له:هالحين إرتاح والأسبوع القادم أشوف لك حل!
(كان طول السلسلة تقريبآ عشرة أمتار تسمح له بالتجول داخل البيت فقط).
-رضخ مصيول لأمر الواقع ومرت ثلاثة أيام وهو لايعرف شيئآ عن أصحابه.

**أما مروان فقد عاد إلى البيت وهو معلنآ حالة التمرد والتحدي في وجه كل من يقابله ولكن إنقطاع أخبار مصيول آثار شيئآ من القلق في نفسه وأخذ يتلمس عنه الأخبار دون فائدة، ولكنه لم يتجراء على الذهاب إلى بيته خوفآ من أبو مصيول، ولكن تغير صياح الذي كان يتجنب حتى الحديث معه زاده قلقآ وجلس في الدكة ثلاث ليال متتالية لم ياتيه أحد أو يخبره فقط بما حصل بالضبط لرفاقه.


Facebook Twitter