الأكيد ان تلك اللوحة هي تلك الحياة التي نعيشها ونراها بألوان زاهية وترتسم على شفاتنا البسمة الجميلة ,
أو تنزل من أعيننا دموع حزينة تغسل ما بقى في قلوبنا من الألم .
ولكن تظل تلك اللوحة في أكثر الأوقات لوحة بلا ألوان , أي فقط رسمة نراها على مساحة شاسعة من لوحتنا
وبها أدق التفاصيل المعبرة عن طُرق حياتنا وسيرنا فيها , لها ملامح متغيره على حسب مواقفها التي تمررها
على جبين أيامنا .
تسألون أنفسكم كما سألت نفسي كيف تكون حياتنا (لوحة بلا ألوان) ؟
تخلو هذه اللوحة العظيمة الغالية الثمن من الألوان إذا طُليت باللونين الأسود والرمادي وذلك بإنتشار :
الابتعاد عن مخافة الله
الكذب
الخداع
النفاق ـ النميمة
الخيانة
شهادة الزور
:
وكثيراً ما نضع نفسنا في طرف اطار اللوحة اذا وجدنا احد من سكانها يحتاج لمساعدتنا ونُخبئ رؤوسنا
في اركان اطار تلك اللوحة البالية الباهتة الألوان ننظر من بعيد لمن يغرق في بحرٍ لونه أسود أو يبقى معلقاً
في سماءٍ رمادية اللون , ونبقى مكتوفي الأيدي بلا حِراك ..
أو عندما نرى أنفسنا نخوض لعبة القط والفأر راكضين كالقط خلف المال الذي اعتبره كالفأر هو يركض ونحن نتبعه
أو نظل كذلك بتغير فأرنا اي نركض خلف المظاهر متجاهلين ألأهم منها صلة الأقارب وبر الوالدين , والحب الصادق
بيننا ... فبذلك نطلي حياتنا باللون الاسود والرمادي لتظل تلك اللوحة التي نسكنها (
لوحة بلا ألوان ).
:
أما تلك اللوحة التي تزهو بألوان جميلة تسر من ينظر اليها هي تلك اللوحة التي حافظت على معالمها محددة
وألوانها زاهية والتي تلونت بألوان الطيف الزاهية من :
مخافة من الله
الأخوة
الحب
الصداقة
التعاون بين سكانها
:
فإذا نظرنا لها ترتسم بسمة صادقة على قلوبنا قبل شفاهنا , فنمعن النظر بها لجمالها فقد تحددت معالمها و تباهت
بالألوان الجميلة فيبدوا لنا ماؤها الأزرق الصافي , وسماؤها الهادئة , وترفرف طيورها اي سكانها مغردين بين حينٍ
وآخر ’ ومنتقلين بطمئنينة من مكان لآخر .. آآآآآآلله ما اجمل ذلك المنظر:
عندما أرى الصغير يُساعد الكبير , والغني يحنو على الفقير , ومن صرخ صرخة ألم نجد آلف طيرٍ وطير يظللونه بأجنحتهم
جبالها تخلو من الرمال القاحلة ويكسوها الخضار من طيبة قلوبهم . وحبهم لبعضهم وخوفهم على مصالح إخوانهم ممن ولدت
أمهم وممن ربطهم بهم علاقةٍ ما كـ ( الصداقة / صلة الرحم ) .. تلك أجمل لوحة تتباهى بألوانها الزاهية .
لقد أعجبتني تلك اللوحة الأخيرة والتي فاح عبير الزهر بألوانه فيها ’ ودمعت عيناي من تلك اللوحة التي ملأها الحُزن والكآبة .
ربما كانت كلماتي وليدة اللحظة ولكنها واقع وأنتم تشهدون على صحته ويبقى السؤال الذي يتردد علي حين كتبت هذا الموضوع منذ دقائق :
أيُّ اللوحتين أجمل في نظرهِم ؟
:
.
♫ همسة أخيرة ♫

لاتخاف الوقت وأيام العمر لاتضيق الدنيا في عينك ثواني
الزمن لحظات وبسرعة يمر ومن يعيش الحب لايمكن يعاني
