عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 26-01-2008, 12:52 AM
بن عبس
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 761
تاريخ التسجيل : 29 / 12 / 2006
عدد المشاركات : 73
قوة السمعة : 18

بن عبس بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
فقال حذيفة‏:‏ ذلك لك‏.‏

فانتقل الربيع من بني فزارة‏.‏

فبلغ ذلك حمل بن بدر فقال لحذيفة أخيه‏:‏ بئس الرأي رأيت‏!‏ قتلت مالكًا وخلّيت سبيل الربيع ‏!‏ والله ليضرمنها عليك نارًا‏!‏ فركبا في طلب الربيع ففاتهما فعلما أنه قد أضمر الشر‏.‏

واتفق الربيع وقيس وجمع حذيفة قومه وتعاقدوا على عبس وجمع الربيع وقيس قومهما واستعدوا للحرب فأغارت فزارة على بني عبس فأصابوا نعمًا ورجالًا فحميت عبس واجتمعت للغارة فنذرت بهم فزارة‏.‏

فخرجوا إليهم فالتقوا على ماء يقال له العذق وهي أول وقعة كانت بينهم فاقتتلوا قتالًا شديدًا وقتل عوف بن يزيد قتله جندب بن خلف العبسي‏.‏

وانهزمت فزارة وقتلوا قتلًا ذريعًا وأسر الربيع بن زياد حذيفة ابن بدر وكان حر بن الحارث العبسي قد نذر إن قدر على حذيفة أن يضربه بالسيف وله سيف قاطع يسمى الأصرم فأراد ضربه بالسيف لما أسر وفاء بنذره فأرسل الربيع إلى امرأته فغيبت سيفه ونهوه عن قتله وحذروه عاقبة ذلك فأبى إلا ضربه فوضعوا عليه الرجال فضربه فلم يصنع السيف شيئًا وبقي حذيفة أسيرًا‏.‏

فاجتمعت غطفان وسعوا في الصلح فاصطلحوا على أن يهدروا بدر بن حذيفة بدم مالك بن زهير ويعقلوا عوف بن بدر ويعطوا حذيفة عن ضربته التي ضربه حر مائتين من الإبل وأن يجعلوها عشارًا كلها وأربعة أعبدٍ وأهدر حذيفة دماء من قتل من فزارة في الوقعة وأطلق من الأسر‏.‏

فلما رجع إلى قومه ندم على ذلك وساءت مقالته في بني عبس وركب قيس بن زهير وعمارة بن زياد فمضيا إلى حذيفة وتحدثا معه‏.‏

فأجابهما إلى الاتفاق وأن يرد عليهما الإبل التي أخذ منهما وكانت توالدت عنده‏.‏

فبيناهم في ذلك إذ جاءهم سنان بن أبي حراثة المري فقبح رأي حذيفة في الصلح وقال‏:‏ إن كنت لا بد فاعلًا فأعطهم إبلًا عجافًا مكان إبلهم واحبس أولادها‏.‏

فوافق ذلك رأي حذيفة فأبى قيس وعمارة ذلك‏.‏

وقيل‏:‏ إن الابل التي طلبوها منه هي إبل كان قد أخذها سبقًا من قيس‏.‏

وقيل أيضًا‏:‏ إن مالك بن زهير قتل بعد هذه الوقعة المذكورة قال حميد ابن بدر في ذلك‏:‏ قتلنا بعوفٍ مالكًا وهو ثأرنا ومن يبتدع شيئًا سوى الحقّ يظلم وجعل سنان يحث حذيفة على الحرب فتيسروا لها‏.‏

ثم إن الأنصار بلغهم ما عزموا عليه فاتفق جماعةٌ من رؤسائهم وهم‏:‏ عمرو بن الإطنابة ومالك بن عجلان وأحيحة بن الجلام وقيس ابن الخطيم وغيرهم وساروا ليصلحوا بينهم فوصلوا إليهم وترددوا في الاتفاق فلم يجب حذيفة إلى ذلك وظهر لهم بغيه فحذروه عاقبته وعادوا عنه‏.‏

وأغار حذيفة على عبس وأغارت عبس على فزارة وتفاقم الشر وأرسل حذيفة أخاه حملًا فأغار وأسر ريان بن الأسلع بن سفيان وشده وثاقًا وحمله إلى حذيفة فأطلقه ليرهنه ابنيه وجبير ابن أخيه عمرو بن الأسلع ففعل ريان ذلك ثم سار قيس إلى فزارة فلقي منهم جمعًا فيهم مالك بن بدر فقتله قيس وانهزمت فزارة فأخذ حينئذ حذيفة ولدي ريان فقتلهما وهما ولما قتل مالك والغلامان اشتدت الحرب بين الفريقين وأكثرها في فزارة ومن معها‏.‏

ففي بعض الأيام التقوا واقتتلوا قتالًا شديدًا ودامت الحرب بينهم إلى آخر النهار وأبصر ريان بن الأسلع زيد بن حذيفة فحمل عليه فقتله وانهزمت فزارة وذبيان وأدرك الحارث بن بدر فقتل ورجعت عبس سالمةً لم يصب منها أحدٌ‏.‏

فلما قتل زيد والحارث جمع حذيفة جميع بني ذبيان وبعث إلى أشجع وأسد بن خزيمة فجمعهم فبلغ ذلك بني عبس فضموا أطرافهم وأشار قيس بن زهير بالسبق إلى ماء العقيقة ففعلوا ذلك وسار حذيفة في جموعه إلى عبس ومشى السفراء بينهم فحلف حذيفة‏:‏ أنه لا يصلح حتى يشرب من ماء العقيقة‏.‏

فأرسل إليه قيس منه في سقاء وقال‏:‏ لا أترك حذيفة يخدعني‏.‏

واصطلحوا على أن تعطي بنو عبس حذيفة ديات من قتل له ووضعوا الرهائن عدنه إلى أن يجمعوا الديات وهي عشر وكانت الرهائن ابنًا لقيس بن زهير وابنًا للربيع بن زياد فوضعوا أحدهما عند قطبة بن سنان والآخر عند رجل من بكر بن وائل أعمى‏.‏

فعير بعض الناس حذيفة بقبول الدية فحضر هو وأخوه حمل عند قطبة بن سنان والبكري وقالا‏:‏ ادفعا إلينا الغلامين لنكسوهما ونسرحهما إلى أهلهما‏.‏

فأما قطبة فدفع إليهما الغلام الذي عنده وهو ابن قيس وأما البكري فامتنع من تسليم من عنده فلما أخذا ابن قيس عادا فلقيا في الطريق ابنًا لعمارة بن زياد العبسي وابن عم له فأخذاهما وقتلاهما مع ابن فلما بلغ ذلك بني عبس أخذوا ما كانوا جمعوا من الديات فحملوا عليه الرجال واشتروا السلاح ثم خرج قيس في جماعة فلقوا ابنًا لحذيفة ومعه فوارس من ذبيان فقتلوهم‏.‏

فجمع حذيفة وسار إلى عبس وهم على ماء يقال له عراعر فاقتتلوا فكان الظفر لفزارة ورجعت سالمةً‏.‏

وجد حذيفة في الحرب وكرهها أخوه حمل وندم على ما كان وقال لأخيه في الصلح فلم يجب إلى ذلك وجمع الجموع من أسد وذبيان وسائر بطون غطفان وسار نحو بني عبس فاجتمعت عبس وتشاوروا في أمرهم فقال لهم قيس بن زهير‏:‏ إنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به وليس لبني بدر إلا دماؤكم والزيادة عليكم وأما من سواهم فلا يريدون غير الأموال والغنيمة والرأي أننا نترك الأموال بمكانها ونترك معها فارسين على داحس وعلى فرس آخر جوادٍ ونرحل نحن ونكون على مرحلة من الماء فإذا جاء القوم إلى الأموال سار إلينا الفارسان فأعلمانا وصولهم فإن القوم يشتغلون بالنهب وحيازة الأموال وإن نهاهم ذوو الرأي عن ذلك فإن العامة تخالفهم وتنتقض تعبيتهم ويشتغل كل إنسان بحفظ ما غنم ويعلقون أسلحتهم على ظهور الإبل ويأمنون‏.‏

فنعود نحن إليهم عند وصول الفارسين فندركهم وهم على حال تفرق وتشتتٍ فلا يكون لأحدهم همة إلا نفسه‏.‏

ففعلوا ذلك وجاء حذيفة ومن معه فاشتغلوا بالنهب فنهاهم حذيفة وغيرهم فلم يقبلوا منه وكانوا على الحال التي وصف قيس‏.‏


Facebook Twitter