عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 26-01-2008, 12:48 AM
بن عبس
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 761
تاريخ التسجيل : 29 / 12 / 2006
عدد المشاركات : 73
قوة السمعة : 18

بن عبس بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
خبر الحارث وعمرو بن الاطنابة‏

ثم إن عمرو بن الإطنابة الخزرجي لما بلغه قتل خالد بن جعفر وكان صديقًا له قال‏:‏ والله لو وجده يقظان ما أقدم عليه ولوددت أني لقيته‏.‏

وبلغ الحارث قوله وقال‏:‏ والله لآتينه في رحله ولا ألقاه إلا ومعه سلاحه فبلغ ذلك ابن الإطنابة فقال أبياتًا منها‏:‏ أبلغ الحارث بن ظالمٍ المو عد والناذر النّذور عليّا إنّما تقتل النيام ولا تق تل يقظان ذا سلاح كميّا فبلغ الحارث شعره فسار إلى المدينة وسأل عن منزل ابن الإطنابة فلما دنا منه نادى‏:‏ يا ابن الإطنابة أغثني‏!‏ فأتاه عمرو فقال‏:‏ من أنت قال‏:‏ رجل من بني فلان خرجت أريد بني فلان فعرض لي قوم قريبًا منك فأخذوا ما كان معي فاركب معي حتى نستنقذه‏.‏

فركب معه ولبس سلاحه ومضى معه فلما أبعد عن منزله عطف عليه وقال‏:‏ أنائمٌ أنت أم يقظان فقال‏:‏ يقظان‏.‏

فقال‏:‏ أنا أبو ليلى وسيفي المعلوب فألقس ابن الإطنابة سيفه وقيل‏:‏ رمحه وقال‏:‏ قد أعجلتني فأمهلني حتى آخذ سيفي‏.‏

فقال‏:‏ خذه‏.‏

قال‏:‏ أخاف أن تعجلني عن أخذه‏.‏

قال‏:‏ لك ذمة ظالم لا أعجلك عن أخذه‏.‏

قال‏:‏ فوذمة الإطنابة لا آخذه ولا أقاتلك‏!‏ فانصرف الحارث وهو يقول أبياتًا منها‏:‏ بلغتنا مقالة المرء عمروٍ فالتقينا وكان ذاك بديا فهممنا بقتله إذ برزنا ووجدناه ذا سلاح كميّا غير ما نائمٍ يروّع بالفت ك ولكن مقلّدًا مشرفيّا فمننّا عليه بعد علوّ بوفاء وكنت قدمًا وفيّا ثم إن الحارث لما علم أن النعمان قد جد في طلبه وهوازن لا تقعد عن الطلب بثأر خالد خرج متنكرًا إلى الشام واستجار بيزيد بن عمرو فأكرمه وأجاره‏.‏

وكان ليزيد ناقة محماة في عنقها مديةٌ وزناد وملح ليمتحن بذلك رعيته فوحمت زوجة الحارث واشتهت شحمها ولحمها ورفع منه‏.‏

وفقدت الناقة فطلبت فوجدت عقيرة بالوادي فأرسل الملك إلى كاهن فسأله عنها فذكر له أن الحارث نحرها فأرسل امرأةً بطيب تشتري من لحمها من امرأة الحارث فأدركها الحارث وقد اشترت اللحم فقتلها ودفنها في البيت‏.‏

فسأل الملك الكاهن عن المرأة فقال‏:‏ قتلها من نحر الناقة وإذا كرهت أن تفتش بيته فتأمر الرجل بالرحيل فإذا رحل فتشت بيته‏.‏

ففعل ذلك فلما رحل الحارث فتش الكاهن بيته فوجد المرأة وأحس بيته‏.‏

ففعل ذلك فلما رحل الحارث فتش الكاهن بيته فوجد المرأة وأحس الحارث بالشر فعاد إلى الكاهن فقتله فأخذ الحارث وأحضر عند الملك فأمر بقتله فقال‏:‏ إنك قد أجرتني فلا تغدر بي‏.‏

فقال‏:‏ إن غدرت بك مرة واحدة فقد غدرت بي مرارًا‏.‏

فقتله‏.‏

أيّام داحس والغبراء وهي بين عبس وذبيان وكان سبب ذلك أن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي سار إلى المدينة ليتجهز لقتال عامر والأخذ بثأر أبيه فأتى أحيحة بن الجلاح يشتري منه درعًا موصوفةً‏.‏

فقال له‏:‏ لا أبيعها ولولا أن تذمني بنو عامر لوهبتها منك ولكن اشترها بابن لبون‏.‏

ففعل ذلك وأخذ الدرع وتسمى ذات الحواشي ووهبه أحيحة أيضًا أدراعًا وعاد إلى قومه وقد فرغ من جهازه‏.‏

فاجتاز بالربيع بن زياد العبسي فدعاه إلى مساعدته على الأخذ بثأره فأجابه إلى ذلك‏.‏

فلما أراد فراقه نظر الربيع إلى عيبته فقال‏:‏ ما في حقيبتك قال‏:‏ متاع عجيب لو أبصرته لراعك وأناخ راحلته فأخرج الدرع من الحقيبة فأبصرها الربيع فأعجبته ولبسها فكانت في طوله‏.‏

فمنعها من قيس ولم يعطه إياها وترددت الرسل بينهما في ذلك ولج قيس في طلبها ولج الربيع في منعها‏.‏

فلما طالت الأيام على ذلك سير قيس أهله إلى مكة وأقام ينتظر غرة الربيع‏.‏

ثم إن الربيع سير إبله وأمواله إلى مرعى كثير الكلإ وأمر أهله فظعنوا وركب فرسه وسار إلى المنزل فبلغ الخبر قيسًا فسار في أهله وإخوته فعارض ظعائن الربيع وأخذ زمام أمه فاطمة بنت الخرشب وزمام زوجته‏.‏

فقالت فاطمة أم الربيع‏:‏ ما تريد يا قيس قال‏:‏ أذهب بكن إلى مكة فأبيعكن بها بسبب درعي‏.‏

قالت‏:‏ وهيفي ضماني وخل عنا ففعل‏.‏

فلما جاءت إلى ابنها قالت له في معنى الدرع فحلف أنهن لا يرد الدرع فأرسلت إلى قيس أعلمته بما قال الربيع فأغار على نعم الربيع فاستاق منها أربعمائة بعير وسار بها إلى مكة فباعها واشترى بها خيلًا وتبعه الربيع فلم يلحقه فكان فيما اشترى من الخيل داحس والغبراء‏.‏

وقيل‏:‏ إن داحسًا كان من خيل بني يربوع وإن أباه كان أخذ فرسًا لرجل من بني ضبة يقال له انيف بن جبلة وكان الفرس يسمى السبط وكانت أم داحش لليربوعي فطلب اليربوعي من الضبي أن ينزي فرسه على حجره فلم يفعل‏.‏

فلما كان الليل عمد اليربوعي إلى فرس الضبي فأخذه فأنزاه على فرسه فاستيقظ الضبي فلم ير فرسه فنادى في قومه فأجابوه وقد تعلق باليربوعي فأخبرهم الخبر فغضب ضبة من ذلك فقال لهم‏:‏ لا تعجلوا دونكم نطفة فرسكم فخذوها‏.‏

فقال القوم‏:‏ قد أنصف‏.‏

فسطا عليها رجل من القوم فدس يده في رحمها فأخذ ما فيها فلم تزد الفرس إلا لقاحًا فنتجت مهرًا فسمي داحسًا بهذا السبب‏.‏

فكان عند اليربوعي ابنان له أغار قيس بن زهير على بني يربوع فنهب وسبى ورأى الغلامين أحدهما على داحس والآخر على الغبراء فطلبهما فلم يلحقهما فرجع وفي السبي أم الغلامين وأختان لهما وقد وقع داحس والغبراء في قلبه وكان ذلك قبل أن يقع بيته وبين الربيع ما وقع‏.‏

ثم جاء وفد بني يربوع في فداء الأسرى والسبي فأطلق الجميع إلا أم الغلامين وأختيهما وقال‏:‏ إن أتاني الغلامان بالمهر والفرس الغبراء وإلا فلا‏.‏

فامتنع الغلامان من ذلك فقال شيخ من بني يربوع كان أسيرًا عند قيس وبعث بها إلى الغلامين وهي‏:‏ إنّ مهرًا فدى الرباب وجملًا وسعادًا لخير مهر أناس ادفعوا داحسًا بهنّ سراعًا إنّها من فعالها الأكياس دونها والذي يحجّ له النا س سبايا يبعن بالأفراس إنّ قيسًا يرى الجواد من الخيل حياةً في متلف الأنفاس يشتري الطّرف بالجراجرة الج لّة يعطي عفوًا بغير مكاس وقيل‏:‏ إن قيسًا أنزى داحسًا على فرس له فجاءت بمهرة فسماها الغبراء‏.‏

ثم إن قيسًا أقام بمكة فكان أهلها يفاخرونه وكان فخورًا فقال لهم‏:‏ نحوا كعبتكم عنا وحرمكم وهاتوا ما شئتم‏.‏

فقال ل عبد الله بن جدعان‏:‏ إذا لم نفاخرك بالبيت المعمور وبالحرم الآمن فيم نفاخرك فمل قيس مفاخرتهم وعزم على الرحلة عنهم وسر ذلك قريشًا لأنهم قد كانوا كرهوا مفاخرته فقال لإخوته‏:‏ ارحلوا بنا من عندهم أولًا وإلا تفاقم الشر بيننا وبينهم والحقوا ببني بدر فإنهم أكفاؤنا في الحسب وبنو عمنا في النسب وأشراف قومنا في الكرم ومن لا يستطيع الربيع أن يتناولنا معهم‏.‏

فلحق قيس وإخوته ببني بدر وقال في مسيره إليهم‏:‏ أسير إلى بني بدرٍ بأمرٍ هم فيه علينا بالخيار فإن قبلوا الجوار فخير قومٍ وإن كرهوا الجوار فغير عار أتينا الحارث الخير بن كعب بنجران وأي لجا بجار فجاورنا الذين إذا أتاهم غريبٌ حلّ في سعة القرار فيأمن فيهم ويكون منهم بمنزلة الشّعار من الدّثار وإن نفرد بحرب بني أبينا بلا جار فإنّ الله جاري ثم نزل ببني بدر فنزل بحذيفة فأجاره هو وأخوه حمل بن بدر وأقام فيهم وكان معه أفراس له ولإخوته لم يكن في العرب مثلها وكان حذيفة يغدو ويروح إلى قيس فينظر إلى خيله فيحسده عليها ويكتم ذلك في نفسه وأقام قيس فيهم زمانًا يكرمونه وإخوته فغضب الربيع ونقم ذلك عليهم وبعث إليهم بهذه الأبيات‏:‏ ألا أبلغ بني بدرٍ رسولًا على ما كان من شنإ ووتر بأنّي لم أزل لكم صديقًا أدافع عن فزارة كلّ أمر أسالم سلمكم وأردّ عنكم فوارس أهل نجران وحجر وكان أبي ابن عمّكم زياد صفيّ أبيكم بدر بن عمرو فألجأتم أخا الغدرات قيسًا فقد أفعمتم إيغار صدري فحسبي من حذيفة ضمّ قيس وكان البدء من حمل بن بدر فإمّا ترجعوا أرجع إليكم وإن تأبوا فقد أوسعت عذري فلم يتغيروا عن جوار قيس‏.‏

فغضب الربيع وغضبت عبس لغضبه ثم إن حذيفة كره قيسًا وأراد إخراجه عنهم فلم يجد حجةً وعزم قيس على العمرة فقال لأصحابه‏:‏ إني قد عزمت على العمرة فإياكم أن تلابسوا حذيفة بشيء واحتملوا كل ما يكون منه حتى أرجع فإني قد عرفت الشر في وجهه وليس يقدر على حاجته منكم إلا أن تراهنون على الخيل‏.‏

وكان ذا رأي لا يخطئ في ما يريده وسار إلى مكة‏.‏


Facebook Twitter