[همس المشاعر]

نعم هكذا الأمل ينير الطريق للانسان في ظلامه ويبدد همومه فهو قوة هائلة تشرح الصدر وتبعث في البدن النشاط وتخفف من ويلات الحياة وتهون عن انسان مصائب الدهر فتجعله يمضي نحو هدفه يكسر القيود ويتخطى العوائق.

فالدافع الذي يدفع المزارع ليجد ويعمل هو امله في الحصاد،والتاجر الذي يبيع ويعقد الصفقات امله في الربح،والطالب الذي يجتهد ويثابر امله في النجاح والتفوق،والعبد الذي اسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي فيتوب الى الله وامله في ان يتقبل الله توبته لان الله تعالي يقول((قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله))

هكذا الانسان يتذوق طعم الامل ويعيش في بحره سواء تحقق له ما يريد او لم يتحقق.
ونقيض الامل اليأس هذا السم الذي يندس ببطء الى روح الانسان فيدمرها ويحاصر هممه وطموحاته فيبددها،فالانسان اليائس من الحياة تظلم الدنيا في عينيه وتنطفئ شعلة الحماس لديه فتصبح احلامه وطموحاته في مهب الريح.
لذلك ينصح احد الحكماء اصحابه فيقول ((لا تمضوا في طريق اليأس ففي الكون آمال،ولا تتجهوا نحو الظلمات ففي الكون شموس))

((فأعظم هندسة في الحياة هي ان تبني جسرا من امل على نهر من اليأس))

فكم نحن بحاجة الى طيف من الامل نسير به في هذه الحياة فيخفف عنا شدائد الدهر ويزودنا بهمة تدفعنا الى المضي الى الامام فلا نستسلم لليأس ابدا؟

لان الاشخاص الفاشلين لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما استسلموا للفشل.
فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس!


همس المشاعر

الموضوع الأصلي: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل | | الكاتب: همس المشاعر | | المصدر: شبكة بني عبس