عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 530  ]
قديم 28-11-2012, 11:35 AM
محمد الحافظ
شخصية هامه
الصورة الشخصية لـ محمد الحافظ
رقم العضوية : 3723
تاريخ التسجيل : 7 / 3 / 2008
عدد المشاركات : 52
قوة السمعة : 17

محمد الحافظ بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي رصاصه في كبد الحديد ... للي يتمني حربنا
في الحقيقة رشايدة السودان لم يكونوا مستضعفين ولكنهم كانوا وما زالوا مستهدفين
ولنفسر هذا الامر نذكر بان هجرة الرشايده للسودان تمت قبل اكثر من مائه وخمسون عاما من جزيرة العرب الي ارض السودان ومنذ لحظة قدومهم وحتي هذه اللحظة هم غير مرحب بهم من كثير من القبائل وخاصة القبائل ذات الاصول غير العربيه من شرق السودان وهم قبائل بالبجا .
وقد خاضت قبيلة الرشايده عدة حروب مع هذه القبائل في الماضي البعيد وحتي مع الثوره المهديه قبل اكثر من مائة عام لان قادة تلك الثوره في شرق السودان كانوا من البجا كعثمان دقنه وغيره استغلوا هذه الثورة لتصفية حسابات اهلهم مع الرشايده .
ولكن الرشايده بفضل الله اولا وبقوتهم وشكيمتهم لم يهانوا وانتصروا في كثير من المعارك ما عدا معركة وحيده امام جيش المهدية بقيادة الامير ابو قرجه وباشراف عثمان دقنة امير المهديه في شرق السودان .
الان الحمد لله الرشايده من اكبر قبائل اقليم شرق السودان عددا ( حوالي 500 الف نسمه ) ووضعهم الاقتصادي لا بأس به اذا قارنته مع بقية القبائل وهم في ازدياد من ناحية العدد لان الرجل منهم يتزوج اكثر من زوجه بينما القبائل الاخري لا تتزايد بنفس نسبة نموالرشايده الديموغرافي.
في السنوات الماضيه وقبل قيام ثورة الاسود الحره كان وجود الرشايده في السودان امر غير مرغوب فيه وينظر اليهم بانهم غرباء ولولا ان الرشايده جابهوا الامر بقوة وكانوا يمتلكون السلاح الناري وكما قال شاعرهم ... رصاصة في كبد الحديد للي يتمني حربنا ... لولا هذا الامر بعد ارادة الله لانقرض الرشايده في السودان تماما .
كما ان وجودهم في المراكز والهيئات الحكوميه نادر ولهذا استغل ابناء القبائل الاخري الموجودين في مواقع عليا في الجيش والشرطه والامن وبعض المواقع الحكوميه الهامه هذه المواقع للتنكيل بالرشايده كلما سنحت الفرصه وعند قيام حرب الخليج كانت قبيلة الرشايده القبيله الوحيده التي عارضت هذا الامر صراحة عكس موقف الحكومه والشعب السوداني والذي كان مؤيدا لصدام حسين .
استغل هذا الامر مسوؤل الامن الاول في الاقليم الشرقي آنذاك وهو من البجا واقنع لجنة امن الاقليم بضرورة الاستيلاء علي سيارات الدفع الرباعي ( لاند كروزر بكب تويوتا ) من افراد قبيلة الرشايده حتي لا يقوموا بعمل مضاد ضد الحكومه السودانيه وهذه زريعه غير منطقية ولكن تم استغلالها كفرصة لا تتكرر لان اهل هذا المسوؤل لا يملكون غير الحمير في ركوبهم وفي احسن الاحوال جملاّ .
وافقت الحكومه المركزيه في الخرطوم علي هذا القرار وتم اصدار امر بالاستيلاء وبالقوة علي كل سياره تخص أي رشيدي وبدون وجه حق حتي لو كانت في باركنغ المنزل ومنزوعة الاطارات او لا توجد بها بطارية يقومون بجلب اطارات وبطارية ويشغلونها واتوا بها لحوش او مخزن كبير وبعد حصرها تم توزيعها للمؤسسات الحكوميه في كل مدن الاقليم .
هذه السيارات كان حصيلة سنوات طويله من الغربه لابناء الرشايده في دول الخليج وخاصة من كانوا يعملون في دفاع دولة الامارات والسياره عند الرشيدي ضرورة لطبيعة المنطقة الصحراويه حتي يتابع بها حلاله ويغيث بها المريض ويجلب بها الماء وله فيها مآرب اخري .
بالاضافه الي هذا الحدث والمضايقات الكثيره التي يجابهها الرشيدي عند دخوله المدن للتسوق او عند حاجته لاي اجراء اداري حكومي مهما كانت طبيعة هذا الاجراء وزد علي ذلك حدوث عدة جرائم قتل للعديد من ابناء الرشايده اثناء تحركاتهم من قبل القوات النظاميه بحجة ممارستهم التهريب بين السودان ودول الجوار وتحديدا ارتريا ومصر .
كل هذه الامور ادت لاندلاع ثورة الاسود الحره في العام 1999 بقيادة الوزير الحالي مبروك مبارك سليم وقبلها كانت هناك مناوشات ولكنها ليست منظمة تحت عباءة التجمع الوطني الديموقراطي المسلح وبعض الحركات العسكريه الاخري
ما قادني لهذا الامر هو تدخل الزعيمين مبارك الدويله وفائز البغيلي وجهدهما مقدر ولا ينكره الا مكابر ولكن جهدهما هذا ليس هو السبب الاول في ايجاد حل لمشكلة الرشايده التي انتهت بتوقيع اتفاقية سلام شرق السودان في اسمرا 2006م
قتال الرشايده وثورتهم ورغبة الحكومة في إنهاء الصراع ووقفة دولة ارتريا الي جانب قضية الرشايده وموقف ليبيا وضغوط المجتمع العربي و الدولي والمتغيرات الاقليميه والدولية كانت ايضا من اهم الاسباب في التوصل الي حل .
هذا ما لزم توضيحه ..


Facebook Twitter