مع قدوم العشر الأواخر، قلوبٌ تهتزُ شوقاً وحنيناً لها، تتفاءلُ في لحظة يكتبُها الله في قائمة المعتوقين من النار، إنها لحظة قد لا تتكررُ، لحظة فاصلة في حياتنا جميعاً.
لنتأمل جميعاً حالَ نبينا العظيم الذي غفرَ ربي له ما تقدمَ من ذنبه وما تأخر والعشرُ الأواخر تأذن بالدخول "إذا دخلت العشر الأواخر أيقظ أهله وشدّ مئزره وأحيا ليله"،
أيها الأخ العزيز/الأخت العزيزة
هذا نبيكم عفا الله عنه وغفر له، قال له:
(وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) [سورة الشرح : 3ـ2]
لكنّه في العشر الأواخر يصبحُ عبداً خاضعاً منيباً ملتجئاً لله تعالى راجياً عفوه، وأنا وأنت ما حالنا في هذه العشر؟!
لن يطرق غيرُك الباب بالنيابة عنك وأنت ساهر تحت الشاشة أو متمدد على فراش النوم الوثير، لن يطرقَ عنك أحدٌ بابَ ذي العزة والجلال وأنت في جلسَة سمر تتبادلُ الحديث وإن كان وديّا لا تشوبه شائبَة، فللحديث وقتُه، وللعشر الأواخر وقتٌ يمضي سريعَاً فلا تفرط فيه قدر مستطاعك.
أيها الأخ الحبيب/ الأخت العزيزة
اجعلوا عشركم كمَن قال الله فيهم :
(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ...) [سورة السجدة : 16]
وكالذين وصفهم الكريم الرحمن بقوله:
(كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [سورة الذاريات 17ـ18]
لنكن منهم فقط ولو في هذه العشر مخلصين لله مخبتين، فقد نخرجُ بجائزة عظيمَة لا ينالها إلا المجدون وهي العتق من النار وتكفير السيئات، وما أعظمها من جائزة.
إذا دخلت العشر، فلتكن قلوبُنا روضة نحرثُها بتنقيتها من الأدران، ونزرعُها بالقرآن، ونسقيها بذكر الرحمن، ونستغفرُ الله آناء الليل وأطراف النهار طالبين منه الرضى والعفو والغفران.
فرصة لن تتكرر لكثيرين قد يغادرون هذه الحياة وقد نكون أحدهم أنا أو أنتَ أو أنتِ، والله يبلغنا رضاه بتوفيقه.
ونكثر من قول ( اللهم إنك عفو تُحب العفو فأعفوا عنا ).[/b][/size][/color][/font]