وقفت عند إشاره مروريه هذا الصباح ، وماهي الا لحظات الا وقد تجمّع حولي المتسولون كمنظر أصبح من طقوس الإشاره الحمراء في شوارع السعوديه ، وأقول متسولون لأني أعلم أن الفقير وان اشتدت به الحاجه لن يبتر يد ابنه او ساق إبنته ليعزف لحنه الحزين على وتر الإنسانيه المعطاء في قلب السعودي الطيب .
مددت يدي بالمقسوم متأثراً بذات اللحن ، وإن كنت أعلم في قرارة نفسي أنهم فنانون تعلّموا موسيقى الكذب تحت أيدي اساتذة الشحاده المتمرسين ، والذين غالباً ما يكونون اصحاب شركات تقوم بسرقة الأطفال وبتر أعضائهم لتحقيق ربح في بلد كل من فيه غني إلا الطيب .
مرّ في بالي سريعاً متسولون من نوع آخر كحال هؤلاء وأسوأ ، أولئك الذين يستخدمون أبنائهم للشحاده بطريقه محزنه ومذله ، يكتبون القصائد لأبنائهم ويحرصون على حفظهم لها أكثر من حرصهم على حفظهم القرآن الكريم ، ويتنقلون بهم بين المحافل ليمتدحوا اللي يسوى واللي مايسوى لأجل لقمه غير نظيفه على الأقل في نفوس العقلاء .
ياهؤلاء استحوا على وجيهكم ، ولا تغرسوا في نفوس أبنائكم الكذب والتملق ، وان لم تبتروا أعضائهم الحسيه فقد بترتم أعضائهم المعنويه وأنتم لا تعلمون .
: