عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 02-06-2014, 09:18 PM
الوآآفي
مشــرف عــام
الصورة الشخصية لـ الوآآفي
رقم العضوية : 15384
تاريخ التسجيل : 1 / 11 / 2012
عدد المشاركات : 3,105
قوة السمعة : 15

الوآآفي بدأ يبرز
غير متواجد
 
Shr7 فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان


فضل شهر شعبان وبدعة ليلة النصف من شعبان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ

وها قد مضى أيها الأحبة شهر رجب، ودخل شعبان، وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لرمضان، ودخل شعبان والناس عنهـ غافلة.
ولنا مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله صلى الله عليهـ وسلم وحال سلف الأمة، الذين أمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامهـ.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)) [رواه النسائي].

وعن أنس بن مالك رضي الله عنهـ قال: كان رسول الله يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسهـ أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليهـ في شعبان، [رواه الإمام أحمد].
ومن شدة محافظته صلى الله عليهـ وسلم على الصوم في شعبان أن أزواجهـ رضي الله عنهن، كن يقلن أنهـ يصوم شعبان كلهـ، مع أنه صلى الله عليهـ وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان، فهذهـ عائشة رضي الله عنها وعن أبيها تقول: كان رسول الله صلى الله عليهـ وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليهـ وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيتهـ في شهر أكثر صياما منهـ في شعبان. [رواه البخاري ومسلم].
وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليهـ وسلم في شهر أكثر صياما منهـ في شعبان، كان يصومهـ إلا قليلا، بل كان يصومهـ كلهـ، وفي رواية لأبى داود قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليهـ وسلم أن يصومهـ شعبان، ثم يصلهـ برمضان. وهذهـ أم سلمة رضي الله عنها تقول: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان)).

ولشدة معاهدتهـ صلى الله عليهـ وسلم للصيام في شعبان، قال بعض أهل العلم: إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو أفضل الصيام بعد رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنهـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)) [رواه مسلم].
وعند النسائي بسند صحيح عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليهـ وسلم يقول: ((إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونهـ المحرم)).
وذكر أهل العلم حكما في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيرهـ من الشهور: منها: أن أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبلهـ وبعدهـ، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منهـ، وتكون منزلتهـ من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعدهـ، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منهـ، ولذلك فإنك تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منهـ ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة.

ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنهـ حديث أسامة بن زيد المتقدم ذكرهـ وفيهـ قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فبين لهـ صلى الله عليهـ وسلم سبب ذلك فقال لهـ: ((ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان)) وماذا أيضا؟ قال: ((وهو شهر ترفع فيهـ الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)).

إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين: أحدهما: أنهـ شهر يغفل الناس عنهـ بين رجب ورمضان. وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيهـ عنهـ، فإن ذلك بسبب أنهـ بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما عنهـ، فصار مغفولا عنهـ . وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب للأحاديث المتقدمة.

وفي قولهـ: ((يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان)) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضلهـ من الأزمان أو الأماكن أو حتى الأشخاص قد يكون غيرهـ أفضل منهـ إما مطلقا أو الخصوصية فيهـ، لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنهـ، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم، ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمره بالطاعة وبالصيام، ويقول لأسامه لما رآه مستفهما عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان، ذاك شهر يغفل الناس فيهـ عنهـ بين رجب ورمضان، ولذلك قال أهل العلم: وهذهـ لفتة فتنبه لها يا عبد الله قالوا: هذا فيهـ دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فإن النبي صلى الله عليهـ وسلم فضل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيهـ عن الذكر كما قال: ((إن افضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل))
ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليهـ وسلم يريد أن يؤخر العشاء لنصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليهـ وسلم لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعدهـ، فلا ندري أشيء شغلهـ في أهل، أو غير ذلك؟ فقال حين خرج: ((انكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذهـ الساعة)) [رواه مسلم].

وفي رواية: ((ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم)) وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بالذكر في وقت من الأوقات لا يوجد فيهـ ذاكر ولاستيلاء الغفلة على الناس ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيهـ ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذهـ المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي صلى الله عليهـ وسلم يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من ؟ هو رسول الله صلى الله عليهـ وسلم، هو الذي غفر لهـ ما تقدم من ذنبهـ وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيهـ لرمضان

قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوتهـ وتفرغ لقراءة القران، قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع، وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذهـ الأعمال والدرجات: مضى رجب وما أحسنت فيـهـ وهذا شهر شـعبان المبـارك فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق واحـذر بواركفسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك داركتدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك على طلب السـلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنهـ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح].
ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:
الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرا بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل أني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسهـ الشرك، بل يخشى على نفسهـ وعلى بنيهـ عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم عليهـ السلام: واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: رب انهن أضللن كثيراً من الناس .قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل بهـ، وبما يخلصهـ منهـ، ولهذا قال صلى الله عليهـ وسلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنهـ؟ فقال: الرياء))

الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيهـ المسلم بغضا لهـ لهوى في نفسهـ، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذهـ تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنهـ مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينهـ وبين أخيهـ شحناء فيقول: انظروا هذين حتى يصطلحا))، وقد وصف الله المؤمنين عموما بأنهم يقولون: ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذهـ الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال.

الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليهـ وسلم ولا صحبهـ ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذهـ الليلة من فضل هو ما قدمناهـ من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينهـ عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذهـ الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.

لوقفة الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمهـ فإن هذا من التنطع والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليهـ وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)) فهذا الحديث وما في معناهـ للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنهـ، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادا لهـ من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر. وما لهـ تعلق بهذا أيضا، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنهـ: من صام اليوم الذي يشك فيهـ فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيهـ هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين، فيحرم صومهـ بنية الاحتياط قال: صلى الله عليهـ وسلم: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمهـ))
فهذا في الرجل الذي لهـ عادة ويصومهـ بنية التطوع لا بنية الفرض، وأنهـ من رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا، ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا .













توقيع الوآآفي


لآ تستهين بلحظة أستغفار!
ولولـ ثانيتين
فأنكـ لآ تعلم ؟
كم من الخير سترزق
وكم مِن بلاء سوف يرفع عنكـ
أستغفر الله العظيم وأتوب إليهـ