لَيْتَ الحَدِيثَ يَنْتَهِي
لَيْتَ الحَدِيثَ يَنْتَهِي وَ يَكْتَمِل
فَقَدْ أَصْبَحْتُ لاَ أَمَلُّ مِنْك
و لاَ أَقْبَلُ عَلَيْك أَيَّ أَذَى أَوْ فَشَل.....
فَمَالِي أَطِيل الْحَدِيث
أَصْبَحْتُ مَجْنُونًا أَو مَعْتُوهًا
فِي صِرَاعٍ و نِزَاعٍ فَمَا العَمَلْ؟......
يَا رُزْنَامَةَ حَدِيثِي
أَنَا لاَ أَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ جِئـتِ واسْتَعْمَرتنِي؟
صُدْفَةً أَوْ قُوَةً أَوْ ..لاَ مُبَالَاة
أَنْـتِ كَقَطْرَةِ مَطَرٍ نَزَلَتْ عَلَيَّ
أَيْنَ وَ مَتَي؟
لاَ أَعْلَمُ ؟
أَوْ كَقَطْرَةِ النَّدَى
التِّي أَذْهَلَتْنِي فِي سُقُوطِهَا
تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْس عَلَى خَدِّي
وَ أَنَا مُسْتَلْقٍ
لاَ أَدْرِي كَيْفَ تَكَوَنْتْ لِتَسْقُطَ عَلَيَّ.....
وَ يَطُولُ التَّعْبِير بِلاَ نِهَايَة
فَقَدْ أَصْبَحْتُ رَضِيعًا عُمْرُهُ نِصْفَ حَولْ
لاَ يَدْرِي القَولْ
سَبِيلِهُ الصُّرَاخْ
كَيْ تَسْتَدِيري لِي
لِتَبْقَي مَعِي....
أَلاَ يُشْعِرُكِ ذَاكَ الصَّغِير بِأَنَّهُ ضَعِيفْ؟
غَامِرٌ فِي الْبُكَاء
يَسْتَحِقُّ عَطْفَكِ بِكُلِّ نَقَاء.....
أَفَلاَ تَعْلَمِينَ مَدَى اِشْتِيَاقِي؟.....
وَلاَ يَكْتَمِلُ الحَدِيثْ و لاَ يَوَدُّ خَاتِمَة
لِأَنِّي أَصْبَحْتُ فِي كَلِّ مَرَّة
أَكْبُرُ و أَنْمُو فِي تَشْكِيلاَتِكِ
وَتَتَعَمَّقُ دُرُوسُكِ بِكُلِّ التَّشْكِيلاَت
لأَنَّهَا لاَ تُوحِي
وَلاَ تَرْمُزُ إِلاَ لِشَيءٍ وَاحِدٍ
الْصَّمْتُ وَ الحُزْنُ بِلاَ رَاحَة....
وكَذَلِكَ السُّكُون......
وَتُصْبِحِينَ أَغْرَبَ وَاحَة
بِبُحَيْرَةٍ جَافَّة
لاَ مَاءَ فِيهَا لِلشُّرْبِ أَوْ لِلسِّبَاحَة.....
فَكَيْفَ الِاقْتِراَبُ مِنْكِ بِصُمُودْ
وَ أَنَا فِي كُلِّ اخْتِبَار مِنَ البُعْدِ
أُصَمِّمُ وَ أَعُودُ إِلَيْكِ
لاَ يُمْكِنُنِي المُكُوثُ خَارِجَ طَوْعِ أَوَامِركِ
أَخْتَنِقُ فِي كُلِّ هُرُوب
وَتَزْدَادُ الحَسَرَاتُ فِي كُلِّ عَوْدَة.....
....يَا كَاسِرَتِي...
فَأَنَا فِي كُلِّ رِحْلَةٍ
عَلَى البَرِّ و البَحْرِ و السَّمَاء
أَحْمِلُ مَشَاغِلِي بِعَنَاء
بِاحْتِشَامٍ و حَيَاءْ
أَنْتَظِرُ تِلْكَ الدَقِيْقَة
تِلْكَ الفُرَصَ الضَيّقَة
و التَّأمُلاَّتِ السَّحِيقَة
أَنْتَظِرُ أَيّ سِتَارٍ مَجْهُول يُلاَقِينَا
بِشَقَاءٍ لَذِيِذ
مُشْرِقٍ لاَ عَنِيد
عِنْدَمَا أَرْتَاحُ و تَرْتَاحِين فِي تَأَمُّلِ
اِتّجَاهَ نُقْطَتِنَا المَجْمُوعَة
فِي زَوَايَا الاحْتِواءْ.....
تَحْمِلُ نَفْسَ الذَّخِيْرَة
لِلْبَقَاءِ عَلَى نَفْسِ الْوَتْرِ إِذَا حُمِلْ
وَ قُطْرٍ واحِدٍ إِذَا اسْتُخْدِم....
فَاقْبَلِي
حِصَّةً مِنْ شَطِيرَتِي لِنَتَقَاسَمَهَا مَعًا
و ابْتَسِمِي....
ولِتُسْحَقِ الآهَاتُ...
أَفْدِيكِ...
فَلاَ تَتَأَوَّهِي يَا كَاسِرَتِي.....
فَأَنَا بِكُلِّ خَرَابٍ عَفويّ
بِكُلِّ حَرِيقِي
أَشْتَعِلُ....
يَلْتَهِمُنِي قَمَرُ اللَيْل
وشَمْسُ النَّهَار الحَارِقَة بِلاَ ظِلّ.....
لاَ تَعْتَقِدِي أَنِّي أَكْذِبْ
فَأَنَا جَوَّالٌ حَكَوَاتِي
لِكُلِّ صَغِيرَةٍ و كَبِيرَة.....
ولَيْتَ الحَديثَ يَنْتَهِي عَنْكِ
فَلَمْ أَسْتَطِعْ الحِكَايَة عَنْكِ
أَمَامَ الأَحْياَء
أَخَافُ الأَعْدَاء
أَخْشَى سِهَامَ الغيرَة تَقْتُلُنِي...
فَلاَ تَنْفِي مَا أَقُول
تُشَاهِدِينَ كُلَّ عُبُور
عَشَرَاتُ الأَسْراَب
تُحايلُنِي اشْتِداَدًا و اِشْتِبَاكًا بِكُلِّ حُلَّة....
واسْتَمْتَعْتِ بِرَفْضِي لَهُنَّ
وكَمْ مِنْ قِصَّةٍ مَرَّت و قِصَّة
و رغْمَ ذَلِكْ
لَا زِلْتِ و للأبَدْ
أَنْسَبَ عِقْدٍ عُلِّقَ لِرُوحِي
فَإِمَّا العِقْدُ وإِمَّا الحَيَاة مَوتًا
يَا أَطْوَلَ طَرِيقٍ أُجَازِفُه
بِأَيّ ثَمَنْ....
وكَمْ أتَمَنَّى سَمَاعَكِ
لِتَصْنَعِي لَحْنًا لِمَقْطُوعَتِي البَكْمَاء
لِتَتَحَرَّكَ و تَنْجَمِل و تَكْتَمِلَ....
يَا زَهْرَتِي المَقْطُوفَة لِي وَحْدِي
الصَّافِيَةُ المَكْمُون
أَدْعُوكِ لِعَدَمِ الخَوفِ
فَأَنَا ضَائِعٌ بِلاَ اِسْم
بِلاَ حَرْف
فَكُونِي حَرْفِي
المُعَنْوَنَ فِي كُلِّ رِسَالَةٍ تَجْمَعُنَا
لِأَغَانِي الصَّيْفِ و الخَرِيْف
لِكُلِّ سَنَةٍ تَلِدُ سَنَةً
لِنَقْهَرَ الأَلَم
وَ نَدْعُو اللَّه
لِأَكُونَ وَ تَكُونِي جَناَحِي .....
يَا لُبَّ عَقْليِ
الْمَدْفُون فِي مَدَاخِل مَدَاخِنِكِ
المَمْلوُءةِ باِلأَزْهَار
أَيْنَ يُمْكِنُ الاحْتِفَالُ ؟
مِنْ كُلِّ بَرْدٍ وَ حَراَرَة
مِنْ كُلِّ المَارَّة
لاَ أُرِيدُ أَنْ أَرَى الغَيْرَ نَحْوَكِ
يَطْلُبُونَكِ بِدَناَوَة
أَوْ مُضَايقَةٍ وَ شَقاَوَة
صَارِخَة بلِا َأَدَب
فَأَكاَدُ أُجَنُّ ثَائِراً غاَضِب
يَا لُبَّ عَقْلِي الرَّفيِع وَ الْوَضِيع
فِي قَرْيَتِي البَدِيعَة
المَبْنِيَّة بِبَاسطَة
بِأَلْواَنٍ مَشْرُوحَة
تَتَسِّمُ بِالْفَرْحَة
تَسرُّ النَّاظِرِينْ فِي كُلِّ مَطْرَح
لاَ شَغَبَ فِيهَا وَ لاَ جُرْح
يَا لَيْتَكِ تَمُدِّينَنِي وَ لَو شَبَحَ مَعَانٍ
يُعَذِّبُنِي
فَلاَ أَنْتَبِهُ لِعَطَشٍ أَوْ جُوعٍ
يَا لَيْتَنِي أَلْحَقُكِ لِكُلِّ مَكاَنْ
بِلاَ رُجُوعٍ لِتَمُدِّينِي بَاقَةَ رُدُودِ فِعْل
لِتَتَنَاوَلِي مَعاَنِي صَبْرِي
العَجُوز فِي كُلِّ نُفُورٍ تَرْمِينَه ُلِي
بِعَدَم ِالمُبَالَاة ْ......
وَ لَيْتَ الحَدِيثَ يَنْتَهِي
وَ تُتَوَفَى المُحَاكَاة .