من معارك قبيلة بني رشيد, هذه المعركة التي جرت عليهم (قبل غزوة شريفة بزمن طويل ) وتعتبر من معارك العهد القديم الحافلة بالشجاعة والإقدام وتدل على ظفرهم وتمكنهم من حماية ديارهم وممتلكاتهم , منازعين أعتى القبائل وأكثرها عدداً وفي مقدمة تلك قبيلة عنزة . حيث أغاروا قبيلة بني رشيد ذات يوم على عنزة في ضواحي حايل وأخذوا حلالهم وكسبوا منهم الكثير وقد كانت ثقافة الغزو والحرب هي السائدة في ذلك العصر والصراع بين القبائل كان على أشده من أجل البقاء وتحديد المصير وهذا مادأبت عليه القبائل القوية حيث كان الصراع بينها مستمر أزمنة طويلة حتى قيض الله لهذه البلاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه -فأرسى دعائم الأمن ووحد القبائل تحت كيان واحد متحابين متأخين ينعمون بالأمن والسلام.وهنا نص تاريخي قديم أشار لهذه الواقعة القديمة جدا ً والتي وقعت بحدود سنة 1280هجري, وهي كما أسلفنا من أقدم المعارك وقد ورد في كتاب ترحال في صحراء الجزيرة العربية,تأليف تشارلز م. دوتي , ذِكر هذه الغزوة وهذا يعتبر توثيقاً تاريخيا هاماً وشاهد محايد على أحداث ذلك العصر لاسيما وأنه من المعاصرين لتلك الفترة . حيث ذكر مانصه : "
تربى رفيقي عيّاد العنزي, بعيداً عن قبيلته,بين شمّر , وفي هذه الديرة بالذات التي نحن فيها الآن. كان أبوه شيخاً من الشيوخ الكبار , وذات يوم قام غزو قوي من قبيلة بني رشيد بالاستيلاء على إبله من منزله , وجرى عياد من بين من جروا لملاقاة ذلك الغزو. هولاء الرشايدة (أولئك البدو الرحل الذين تربوا على الحليب ) أصحاب أجسام قوية ومحاربين أشداء,؛ يضاف إلى ذلك أنهم مسلحين تسليحاً جيداً, أفضل من تسليح البدو, كما أن الكثيرين منهم رماة مهرة. حمل عيّاد رمحه أمام اثنين من ركاب النياق , وقد أصابت طلقة من الطلقات خصلة شعره وأطاحت بها؛ وكان عيادة بن عجوين ضمن هذه الغزوة مع هولاء القوم الغائرين".
المصدر : ترحال في صحراء الجزيرة العربية (الجزء الثاني- المجلد الأول)