الموضوع: سكون
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 175  ]
قديم 06-06-2013, 02:15 AM
ضوء
كــاتب
الصورة الشخصية لـ ضوء
رقم العضوية : 12032
تاريخ التسجيل : 24 / 12 / 2010
عدد المشاركات : 1,016
قوة السمعة : 16

ضوء بدأ يبرز
غير متواجد
 
Angry
.


..






عن إذنك شهاليل ودي أرحب بزايرين الليلة لأن
لي زاير وحيد دايم يجيني وأكيد أنه بين هالزوار
عآآآد حبيت أرحب بالجميع ... منورين مرتين



المهم ... في تاريخ العالم بعض القصص لولا الشعر لأندثرت وتناساها الرواة
كذلك في حياة كل انسان منا مواقف عادية تمر مرور الكرام
لولا بعض الكلمات التي جعلتها تستوطن عمق الذاكرة

هذه المواقف الموشحة بقوة الكلمات تجاوزت أرث الذكريات
وأصبحت كالأهرامات متمركزة في ذواتنا منذ بواكير الطفولة

لازلنا نذكرها كاملة حتى يومنا هذا
لكن بعضها مغلق للخصوصية
وأحيانا يتم تسريبها ماأمكن
أذا شعرنا بفائدة كلماتها




(1)
أحد هذه المواقف الراسخة في الذاكرة يرويها أحدهم بلسانه ويقول :
في يوم من الايام تهاوشت أنا وأخوي في البيت وتلاحقنا من الصالة الى الحوش
وتقاجئنا بوجود الوالد ومعه ضيف في المقلط قدام الحوش ... فغضب ونادى علينا
وطلب من كل واحد فينا يجلس بزاوية في الملقط حتى يقضي امراً كان مفعولا
الضيف كان أكبر سناً من الوالد ويعتبر غريب بالنسبة لي ولأخي
لأنه من قبيلة أخرى / أول مرة يزورنا

جلسنا وألتفت لنا الضيف بنظرات كالسهم وبصوت واضح جدا دون الرفع وقال :
أخوان وتهاوشون ماتستحون / عيييب / بكرآ كل واحد يكبر ويصير له بيت وعايلة
وتزورون بعض مثل الضيوف كل واحد كأنه غريب عن أخوه ... (أنتهى كلام الضيف)

هذه الكلمات وقعت على رأسي الصغير أنذاك كالصاعقة
واجتاحني تفكير متعب جدا مدجج بحراثة صيغتها (كيف):

ياالله كيف ... ؟ وشلون اخوان ونصير مثل الضيوف وغريبين عن بعض ؟
يعني : أذا كبرنا يطلّعنا أبوي من البيت / وأصير أنا غريب وأخوي بعد غريب
أو يقصد : أني أذا كبرت يصير لي بيت وعيال وسيارات ويتغيّر أسمي وقبيلتي
ويصير أسمي فلان بن فلان بن فلان من قبيلة الفلانية غير قبيلة الرشيدي
وأخوي يصير له عيال وبيت ويصير من قبيلة ثانية غير قبيلتي

أجل : الناس ذولا كانوا أخوان ويوم كبروا تغيّر كل شي فيهم
ياالله يعني : هذا اللي عند أبوي بالمقلط كان هو وأبوي أخوان
بس يوم كبروا تغيّروا وصار كل واحد غريب واليوم جانا ضيف_*
طيّب ... عمي كيف صار أخو أبوي / ليه ماصار غريب مثل الضيف ؟

كل هذا التفكير المتعب أستطعت في تلك اللحظة أن أتخطاهـ بحزم
وأستطعت أن أجد لي مأوى في الصحراء بعد إخراج أبي لنا من البيت
وأنتهيت من معاهدة نفسي بأن اترك المدرسة وأعمل وأشتري بيت وسيارة
وأتفقت بيني وبيني ان كان اخي يريد ان يسكن معي ... موافق .. بس لازم يدفع _^
وأقسمت في تلك اللحظة الحاسمة ... أذا سكن معي وتهاوش معي ... والله أطردهـ

لكن السؤال الذي لم أستطع ان أتخطاهـ في تلك اللحظة القاسية على عقلي
والذي فجعني بقوة وأنقبض له قلبي ولم أستطع حسمه بسرعة
والذي أرهقني لدرجة النوم في الملقط والضيف موجود
هو : أمي ... من ستختار قبيلتي او قبيلة أخوي ؟

*_*



أعتصرني الخوف والتفكير في لو أن أمي أختارت أن تكون مع قبيلة أخوي الجديدة
فبدأت أغيّر في بنود المعاهدة مع نفسي وأعيد صيغة القسم المذكور أعلاهـ
وقلت في نفسي / أذا أخوي يبي يسكن معي ... عآآآدي وبدون فلوس بعد
وأذا ماعنده فلوس أعطيه بدون سلف / وأذا أخطى علّي ماني راد عليه
وأذا جاني وهاوشني بأقوله : ترآني ساكت لك عشان أمي فاهم ياآ؟؟؟؟
وأذا زعل وقال : والله أخذ أمي ونطلع من بيتك ... بأحاول انصحه واقوله :
ياآخي أنت ليش تحب المشاكل / ترى المشاكل محد يحبها
وأذا زوّدها وزوّدها معي مرة مرة من جد زوّدها ...
والله لأعلم عليه أمي _*




هِنا ... أتركوا جميع ماذكر من هذه الوشوشات السرية وتأملوا فقط نصيحة الضيف
بسبب هذه النصيحة الفكرية الرائعة التي قالها ضيف غريب وسط دخان الغضب
لازالت ملامح وشوشة (والله لأعلم عليه أمي) محفوظة في مستودع الذاكرة








هاآآ ... وش رآآيك في وشوشة (والله لأعلم عليه أمي) ... حلووة ؟
والأ تبي أقولك مواقف صريحة ماهي وشوشة ... ترى بكيفي_^
والأ وش رايك أقولك عناوين لـ مواقف واضحة وانت تشوز منها
ياللا طب وتخيّر / تبي أقولك موقف (الزاير اللي قال ياحظك)
أو موقف ( لقيته بالليل ) او موقف ( حزن حرف الهاء )
والأ اسكت ولاعآآآد اطلع شي من الذاكرة أبد أبد_^


توقيع ضوء
لآيمكنك الكتابة هنا