.
..
الأنسان بفطرته مولود بمشاعر تجاه مايرى ومايقرأ لذا حين أقول :
انني أحب بعض سور القرآن وقراءتها هذا لايعني انني لا أحب كلام الله الباقي في كتابه
فـ البعض منا في صلاة السر تجدهـ يعيد سورة وآحدة في كل صلاواته التي يصليها
فـ هل هذا دليل على أنه لايرغب في قراءة باقي آيات وسور القرآن الأخرى
وأنا بكل صراحة لي مشاعر مع بعض الآيات والسور أخجل من قولها
خشية أن أدخل في دائرة عدم التأدب مع الله سبحانه ...
لكنني لم اعد أرى حرج من قول :
(1)
أنني أحببت سورة الدهر ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا )
بسبب شخص ماأعرفه ... فـ هل يقع علّي أثم نظير حبي لـ سورة ... بسبب موقف عابر ؟
(2)
كذلك شعوري تجاه سورة البينة بأنها سورة مظلومة في القرآن الكريم ...
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِين َمُنفَكِّين َحَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)
رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفا ًمُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)
وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)
رغم انها من قصار السور الآ أنه من النادر أن تجد أئمة المساجد يقرءونها جهراً
وحسب أعتقادي أن سورة البينة أصعب سورة تمر على الطفل في بداية حفظ القران
آممممم ولا أخفيكم أن سبب هذا الحديث أن سورة البينة كانت لي معضلة في الصغر_*
(3)
كذلك شعوري عند قوله في سورة المدثر : ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11)
يقشعر البدن من التهديد في هذه الآية ...
فـ تقودني الرغبة الى سؤال : كيف لله الخالق القادر على كل شيء بحرفين كن
أن يغضب على عبد ضعيف من عبادهـ لدرجة التهديد وبقول : ذرني !!! ومن خلقت وحيدآ
كقول أحدنا للأخر من غير تشبيه ولاتمثيل : هـيّن أوريه / خلـه لي ... !!!
تُرى ... كيف سيكون مصير من نزل فيه قرآن يُتلى الى يوم يبعثون !!!
(4)
في سورة المسد : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
تلقائياً آتخيّل شكل أبو لهب وآشفق عليه حين أذكر كلام أحدهم عنه يقول :
لم يثبت أن أحد في النار حتى المجاهرين والعصاة والملحدين
عدا شخص واحد هو : آبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم
يعني : هو الأنسان الوحيد اللي ثبت بمالايدع مجال للشك انه في النار
يعني : خلآآص ماعاد فيها شفاعة أو رحمة / مخلد في جهنم وبئس المصير
(5)
في سورة المائدة : ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ
اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي
وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب )
في تقديري حين يقول تعالى مثل هذا الكلام وهو العالم بكل شيء فـكأنه يمازح نبي من أنبيائه
والنبي يخضع بلغة التذلل والخوف والرجاء ويجيب بقول سبحانك وينهي إجابته أنت علام الغيوب
بذمتك انت ويآهـ ... مثل هذا الحوار الأ يستحق الابتسامة حتى ولو كنت في الصلاة
(6)
كذلك لـ سورة الضحى في دواخلي سطوة تمنحني خيالا لاحد لقدرته على تأويل الأشياء
لا أستطيع الانعتاق من حضور جمال الصورة في مشهد حي ... في كل مرة أسمع تلاوتها
فـ حين أنقطع الوحي عن الرسول صلى الله عليه وسلم حزن لهذا الأنقطاع المفاجىء
رغم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يخاف الوحي في البداية
الأ أنه آشتاق اليه بعد أنقطاعه
تقول خديجة ام المؤمنين : لما أبطأ عن الرسول الوحيُ جزع من ذلك جزعًا شديدًا
فقلت مما رأيت من جزعه : لقد قلاك ربُّك لما يرى من جزعك (توجعك وخوفك)
ولاينفك خيالي عن تخيّل حزن الرسول عليه الصلاة والسلام
بعدة أوجه وهو ينتظر الوحي بعد انقطاعه
ولأنه عليه الصلاة والسلام رآى جبريل على هيئته الحقيقية
أظنه أعتقد ان جبريل لايستطيع الوصول اليه في بيته
فــ دعاه شوقه الكبير الى الخروج الى الصحراء
كل يوم يتأمل السماء وكأنه يسأل : أين أنت ؟
بعد أنقطاع طووووويل نزل الوحي آخيرااا
بأجمل كلمات آوحى الله بها لرسول بقوله تعالى :
وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى *
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى *
يقسم الله جل جلاله بظواهر كونية لها علاقة بمشاعر النفس
كـ الضحى (صدر النهار) والليل أذا سجى (سكون الليل)
على أنه سبحانه وتعالى ماودعك منذ أن آختارك
وماأبغضك منذ أن أحبك وأنه لـ يحبك أكثر
وسيعطيك حتى ترضى
اللهم انك أنت الذي خلقت ضعفي
فلا تؤاخذني في ضعفي ...