وعد الاب ابنه بلعبة ثمينه ان هو اجتهد بدراسته ونجح , فأصبح الطفل المشتاق الى الهدية يجد ويجتهد ويحلم كثيراً في لعبته
مرت الايام والاسابيع والاشهر حتى جائت ايام الامتحانات فـ زاد الطفل من اجتهاده والامل بالنجاح يحاصره من كل جانب .
في كل يوم يذهب فيه الى امتحانه يزداد ولعاً وشغفا ... فلما انقضت ايام الامتحانات تسارعت نبضات قلبه وكثرت سهام دعائه , حتى جاء يوم اعلان النتائج ذهب الى مدرسته فقرأ اسمه في اول الاسماء بأنه ناجح بإمتياز , فطار فرحاً واخذ الشهاده ورجع الى بيته مسرعاً والشوق يسابق خطواته ليزف الى ابيه خبر نجاحه وتفوقه .
وصل الى البيت ثم دخل مسرعاً الى غرفة ابيه فناوله الشهاده , فرح الاب كثيراً واحتضن ابنه بقوه وقال له اني ذاهب الان لمحل الالعاب لأشتري لك ماكنت قد وعدتك به
خرج الاب من البيت قاصداً محل الالعاب والابن جالس في غرفته يكاد يذوب من فرط اشتياقه لمعانقة لعبته التي لطالما اجتهد لاجلها
تأخر الاب وفي كل دقيقة تمر تزداد اثارة الطفل ... مرت ساعتان ,, وثلاث ,, واربع ,, وخمس
بل مر يوم كامل ولم يعد الاب !!
ثم مضى يومان فثلاثة فأسبوع ولم يعد ... لقد اختفى الاب تماماً والطفل لازال ينظر الى السماء من شباك غرفته واضعاً يداه على خديه متسائلاً : اين انت ياابي ؟ لماذا تأخرت ؟ اين وعدك لي ؟
حينها سمع صراخاً في المنزل , فهرع مسرعاً ليعرف السبب ... رأى والدته ممده على الارض وتبكي اباه الذي وجده الجيران مسجى في احد الشوارع وهو ممزق الجسد
اغرورقت عينا الطفل بالدموع فخرج الى الشارع يصيح بصوت يملؤه الحزن والقهر :
عد إلي ياابي فإني لم اعد أريد العاباً بل اريدك انت ياابي
(( لسان حال طفل سوري ))