وقالت الخنساء ، وقد اتخذت الناقة مثالاً لها للتعبير عن حزنها على فقدها لشقيقها صخر فرثته بقولها:
ياصخر وراّد ماءٍ قد تناذرهُ
أهل المواردِ ما في وردِهِ عارُ
فما عجولٌ على بوٍّ تطيف بهِ
لها حنينانِ:أصغارٌ وأكبارُ
أما شاعر المعلقات عنترة بن شداد العبسي،فكثيراً ماكان يوقف ناقته في دار عبلة،ويشبهها بالبناء المتماسك المحكم في قوّته وعنفوانه:
فوقفتُ فيها ناقتي وكأنها
فدنٌ لأقضي حاجةَ المتلوّمِ
تأوىّ له لقْصُ النعامِ كما أوَتْ
حزق عانية لاعجم طمطمِ
كما تعبد ناقته ملهمته التي توصله إلى محبوبته وابنة عمه فيقول:
هل تبلغني دارها شدنية
لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارة غب السرى زيافه
تطس الآكام بذات خف ميثم
وصو الشاعر كعب بن زهير الناقة بقوله:
أمست سعادُ بأرْض لا يبلغها
إلى العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا عذافرة
لها على الإين أرقالٌ وتبغيلِ
وغير هذه الأبيات كثيرة في هذا الشأنْ,,فالإبل لمْ تكن فقط رأس مال يتفاخر به،ولكن كانت إلْهاماً يشكي إليه الشاعر همّه،ويصفه بعدَ المشاكاة بالوصْف الدقيق.
المصْدر:الأصايل...ملحق أصدره نادي تراث الإمارات بمناسبة سباق الإبل التراثي ال أصيل في سويحان.
____________________
الإبل في تراث العرب
تزخر الثقافة العربية بالكثير من الأدبيات المرتبطة بالإبل من مؤلفات وقصص وأشعار ، ذلك أن الإبل ارتبطت ( كما ارتبطت الخيل ) بإنسان الجزيرة العربية ارتباطاً عضوياً تحتمه طبيعة البيئة التي يعيش بها هذا الإنسان فكان للإبل كما للخيل مكانة خاصة لديهم ، فالإبل ترتبط بمناحي حياتهم ارتباطاً وثيقاً فعليها يركبون ويرحلون وينقلون متاعهم ، ومن حليبها يتغذون وعلى لحومها يقتاتون ، ومن وبرها يلبسون
أهم الكتب والمؤلفات العربية في الإبل
لقد وصل إلينا النزر القليل مما كتبه العرب عن الإبل ، فقد ذكر اصحاب الفهارس الكثير منها وعدوا عددا كبيرا من المؤلفين الذين كتبوا حول هذا الموضوع ، إلا أن أغلبها لم يصلنا على الأقل حتى الآن ، ومن أهم الكتب حول الإبل ما يلي
(1) الإبل للكلابي (2) الإبل للنظر بن شميل (3) أعشار الجزور لمعمر بن المثنى
(4) الإبل للأصمعي (5) الإبل لابن سيده (6) حنين الإبل إلى الأوطان لربيعة البصري
(7) الإبل والشاة لابن أوس الأنصاري (8) الإبل لأحمد بن حاتم (9) الإبل للسجستاني
(10) الإبل لنصر بن يوسف (11) أسنان الجزور للكلبي (12) الإبل للرياشي
______________________________________
الإبل في أشعار قدماء العرب
لقد أعطانا القدماء من شعراء العرب أجمل الصور الشعرية التي تتحدث عن علاقة العربي بناقته ، وقل أن تجد شاعراً جاهلياً لم يتناول هذا الغرض بالحديث ، فكم طال بهم الحديث عن الضعائن وحداة القوافل ، ولو أردنا سرد بعض ما جادت به قرائح الشعراء لاحتجنا مساحة كبيرة لهذا ، ولكن انتقاء بعض هذه الأبيات فيه ما يغني ، فقد ورد وصف الإبل كصور شعرية رائعة في معلقات الشعراء الجاهليين :
يقول عمرو بن كلثوم :
ذراعـي عيطلٍ أدماء بكــرٍ هجــان اللون لم تقرأ جنينا
ويقول عنترة :
فـوقـفت فيها ناقتـي وكأنها فـدنٌ لأقـضي حاجة المتلومِ
كما يقول :
هـل تبلّغنـي دارهـا شدنـيةٌ لعنـت بمحروم الشراب مصرم
ويقول الحارث بن حلزة:
غيـر انـي قد استعين على الهم اذا خـف بالثـوي النجـاء
كما يقول:
اذ رفعنا الجمال من سعف البحـ ريـن سيراً حتى نهاها الحساءُ
ويقول النابغة الذبياني :
اعطـى لفارهـة حلـو توابعها من المواهب لا تعطى على نكدِ
المصدر شبكة المرابع