عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 14  ]
قديم 29-12-2007, 09:18 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الموحدون هم أولياء الرحمن



"أوضح صلوات الله وسلامه عليه في حجة الوداع صفات أولياء الله تعالى وأنهم يؤدون الفرائض ‏والأركان ويجتنبون الكبائر التي أعظمها الإشراك بالله تعالى .‏


فعن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة ‏الوداع: " إن أولياء الله المصلون ، ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ‏ويحتسب صومه ويؤتي الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه ، ويجتنب الكبائر التي نهى عنها ، فقال رجل ‏من أصحابه : يارسول الله وكم الكبائر؟ قال: تسع أعظمهن: الإشراك بالله، وقتل المؤمن بغير حق، ‏والفرار من الزحف ، وقذف المحصنة والسحر ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، وعقوق الوالدين ‏المسلمين ، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتا ، لا يموت رجل لم يعمل هؤلاء الكبائر : ‏ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة إلا رافق محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في بحبوحة جنة أبوابها ‏مصاريع الذهب "رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن ‏


فالشرك بالله تعالى الذي توعد الله صاحبه بالخلود في النار والحكم عليه بالكفران والجحود هو من ‏يجعل لله ندا أو شريكا في صفاته وأفعاله أو ينسب ‏إليه سبحانه ما لا يليق به أو يكذب بآياته ورسله .‏



الرياء من الشرك


وأما الشرك الخفي : فهو الرياء ، والتظاهر بالعمل لأجل الخلق وقد حذر منه النبي صلى الله ‏عليه وآله وسلم تحذيرا شديدا ، لأنه أخفى من دبيب النمل ، وقد يجر صاحبه إلى الشرك الأكبر ‏والعياذ بالله تعالى ، إن لم يتب منه ويسمى ، الشرك الأصغر ، أو شرك السرائر .‏


فعن ربيع بن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال : خرج علينا رسول الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي ‏من المسيح الدجال ؟ فقلنا بلى يارسول الله ، فقال:" الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلى فيزين ‏صلاته لما يرى من نظر رجل "‏ رواه ابن ماجه والبيهقي


فليحذر المؤمن من مراآت الخلق بعمله لأن ذلك من الشرك الخفي .‏


فعن شداد ابن أوس ‏‏ أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول :" من صام يرائي فقد ‏أشرك ومن صلى يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك" رواه البيهقي


وإن المرائي بعمله يفضحه الله تعالى يوم القيامة ويوبخه على رؤوس الأشهاد مبينا له سوء قصده ‏وشركه في عمله الذي كان سببا في الخزي والحرمان من الأجر والثواب .‏


فعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : "إن أخوف ما أخاف عليكم ‏الشرك الأصغر ، قالوا وما الشرك الأصغر يارسول الله ؟ قال : الرياء ، يقول الله عز وجل إذا جزى ‏الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء " رواه أحمد ‏بإسناد جيد ، وابن أبي الدنيا والبيهقي


فالمؤمن الذي قوي إيمانه وصحت عقيدته وكمل توحيده يخلص عمله لله تعالى من الشرك الخفي ‏ويراقب نواياه ويحاسب نفسه عند كل أمر يقوم به ليرفع عمله إلى الله تعالى وتقبل حسناته ويخلص ‏من شوائب الشرك وموبقات الرياء.‏


ولما كان الشرك من أدق الأمور وأجلها خطرا فلابد أن يقف المؤمن على الأشياء التي توقع في ‏مزالق الشرك ليكون على بينة من دينه وبصيرة من أمر ربه عز وجل.‏" اهـ 1/36

بعض مزالق الشرك


"إن الشرك بالله تعالى محبط للأعمال كلها وموقع في غضب الله تعالى وانتقامه وموجب للعذاب ‏الأكبر والمصير المؤلم لذلك فإن المؤمن الصادق في توحيده لا يرى في الوجود فاعلا مؤثرا حقيقيا ‏إلا الله تعالى بل يرى الأسباب كلها مقهورة بأمر مسببها جل جلاله فلا يتحرك ولا يسكن شيء في ‏الوجود إلا بأمره ولا يصل إليه خير ولا يدفع عنه ضر إلا بتقديره تعالى وحده فالطعام لا يشبع إلا ‏بإذنه جل شأنه والماء لا يروى إلا بسره تعالى والدواء لا يشفي والنار لا تحرق والسكين لا تقطع إلا ‏بتقديره عز وجل وهكذا يشهد الله تعالى في كل شيء مع التنزيه الكامل والتقديس اللائق بكماله العلي.‏


أمور حذر منها الشرع


وإليك بعض الأمور التي حذر منها الشرع الشريف وبينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنها ‏محل الشرك والضلال وذلك مثل الحلف بملة غير الإسلام ، فعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه ‏قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من حلف بملة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال " ‏‏ رواه البخاري ومسلم ‏


أي أقسم بدين غير الإسلام فظاهره أن يكفر بذلك وهو كذلك إن قصد الرضى بما قاله معتقدا ‏بطلان دين الإسلام وإلا بأن قصد إبعاد نفسه عن الفعل أو أطلق ، فلا يكفر لكنه ارتكب إثما كبيرا ‏يجره إلى الشرك إن لم يتب ‏إلى الله تعالى توبة نصوحا .‏


فعن بريدة ‏‏ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:‏ ‏" من حلف قال إني برىء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال وإن كان صادقا فلن يرجع إلى ‏الإسلام سالما " ‏رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم


وكذلك من يقول بأنه يهودي أو نصراني : فقد روى ابن ماجه من حديث أنس ‏‏ قال: سمع ‏رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يقول أنا إذا يهودي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ‏وسلم " وجبت "‏


قال السندي في حاشيته على البخاري كأن يقول إن فعلت كذا فأنا يهودي أو نصراني فيرضى ‏لنفسه هذه الملة التي جاء الإسلام فنسخها وبدلها بالملة السمحاء الحنيفية ، وكذلك الحلف بغير الله ‏تعالى.‏
فقد روى ابن ماجه من حديث بريدة قال : سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يحلف بأبيه ‏فقال : " لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس ‏من الله "‏


وعن بريدة ‏‏ أنه سمع رجلا يقول: لا والكعبة فقال ابن عمر لا يحلف بغير الله فإني سمعت ‏رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " ‏رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه


وفي رواية للحاكم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " كل يمين يحلف بها دون ‏الله شرك "‏


أي من أقسم بغير الله معظما له كتعظيم الله تعالى فقد جعل لله شريكا وقد خرج من الإسلام وقد ‏جحد نعمة الله وأنكر فضله.‏


قال المناوي : أي فعل فعل أهل الشرك وتشبه بهم إذ كانت أيمانهم بآبائهم وما يعبدون من دون الله ‏، فقد أشرك غير الله في تعظيمه وقال الحفني : أي فقد فعل مثل فعل المشركين لأنهم كانوا يحلفون ‏بأسماء آلهتهم ، فلا يجوز الحلف بغير الله تعالى.‏


ولكن عند الإمام أحمد بن حنبل وأكثر أصحابه يجوز الحلف بنينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ‏فقد جاء في الموسوعة الفقهية بدولة الكويت (1) " لاخلاف بين الفقهاء في أن الحلف بغير الله تعالى لا ‏ تجب بالحنث فيه كفارة ، إلا ما روي عن أكثر الحنابلة من وجوب الكفارة على من حنث في ‏الحلف برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه أحد شطري الشهادتين اللتين يصير بهما الكافر ‏مسلما ، وعن بعضهم : أن الحلف بسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تجب بالحنث فيه الكفارة ‏أيضا. ‏‏(1) الجزء السابع ص 265‏


وقد جاء في فتح الباري قال العلماء : السر في النهي عن الحلف بغير الله تعالى أن الحلف بالشيء ‏يقتضي تعظيمه والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده.‏


فإن اعتقد في المحلوف به من التعظيم ما يعتقده في الله كان بذلك الاعتقاد كافـرا وعليه يتنزل ‏الحديث المذكور. وأما إذا حلف بغير الله غير معتقد في ‏المحلوف به ذلك فلا يكفر بذلك ويحرم الحلف به ولا تنعقد يمينه.‏


قال الماوردي : لا يجوز لأحد أن يحلف أحدا بغير الله لا بطلاق ولا عتاق ولا نذر ، وإذا حلف ‏الحاكم أحدا بشيء من ذلك وجب عزله لجهله.‏" اهـ 1/38



توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter