عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 13  ]
قديم 29-12-2007, 09:16 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
حجة الله البالغة على المشركين



"بين الله تعالى سفاهة المشركين وفضحهم بإظهار فساد معتقداتهم الباطلة. قال تعالى : ‏{‏ أَيُشْرِكُونَ ‏مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ.وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ‏} سورة الأعراف ، آية : 191‏


أي هل يصح أن يشركوا مع الله أصناما لا تقدر أن تخلق شيئا من الأشياء ‏وهم مخلوقون لله تعالى ولا تستطيع أن تعين غيرها وتنصره فضلا عن أن تنصر نفسها.وقال ‏سبحانه وتعالى :‏{ ‏ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ‏السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ‏} سورة الأحقاف ، آية : 4‏


أي قل للذين يدعون غير الله: أخبروني عن حال ما تدعون من دون الله، أعلموني: أي شيء خلقوا ‏من الأرض أم لهم مشاركة في السموات ، ائتوني بكتاب من عند الله أو أثر من علم الأولين تستندون ‏إليه في دعواكم إن كنتم صادقين؟


ثم بين سبحانه عاقبة شركهم وإفكهم المبين يوم يجمعون للحساب.‏ قال الله تعالى :‏{ ‏ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ‏} سورة الأنعام ، آية : 22‏


أي واذكر لهم ما سيحصل يوم نجمع الخلق كلهم للحساب ثم نقول : توبيخا وتقريعا للذين عبدوا مع ‏الله غيره : أين الذين جعلتموهم شركاء لله لينفعوكم ويدفعوا عنكم عذاب الخزي والخلود في الشقاء ‏الأبدي.‏ فالشرك والعياذ بالله تعالى عاقبته أليمة في الدنيا والآخرة .‏


‏ قال الله تعالى:‏ {‏ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي ‏مَكَانٍ سَحِيقٍ ‏} سورة الحج ، آية : 31‏


أي أن من يشرك بالله تعالى فقد سقط في هوة الخسران الشديد وتنازعته الضلالات وعرض نفسه ‏لأقسى صورة من صور الهلاك وكان حاله حينئذ كحال الذي سقط من السماء فتمزق قطعا تخاطفتها ‏الطيور فلم يبق له أثر أو عصفت به الريح العاتية فشتت أجزاءه وهوت بكل جزء منه في مكان بعيد ‏‏.‏"اهـ34

كيف دخل الشرك جزيرة العرب؟



"إن العجب العجاب من هؤلاء الكفار المشركين أنهم رضوا بالألوهية للحجر ولم يرضوا بالنبوة ‏للبشر وقد كانت جزيرة العرب تعيش في ظل بقايا الحنيفية السمحة ملة سيدنا إبراهيم [ ] خليل الرحمن ‏ومن مظاهر ذلك تعظيم البيت الحرام وتقديسه واحترام شعائره والذود عنه والقيام بخدمته إلى أن دخل ‏الشرك وعبادة الأصنام، وكان أول من أدخل فيهم الشرك وحملهم على عبادة الأصنام عمرو بن لحى ‏بن فمعة جد خزاعة.‏


فقد روى ابن إسحاق عن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع ‏أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لاكثم بن جون ‏الخزاعي:‏ ‏" يا أكثم رأيت عمرو بن لحى بن فمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلا أشبه برجل ‏منك به ولا بك منه " فقال أكثم : عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله؟ قال : لا إنك مؤمن وهو كافر ‏، إنه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة ‏وحمى الحامي "‏ رواه البخاري ومسلم بألفاظ متقاربة


وروى ابن هشام كيفية إدخال عمرو بن لحى هذا عبادة الأصنام في العرب ، فقال : خرج عمرو ‏بن لحى من مكة إلى الشام في بعض أموره ، فلما قدم " مآب" من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق ‏‎–‎‏ ‏وهم ولد عملاق ، ويقال عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ‏‎–‎‏ رآهم يعبدون الأصنام ، فقال لهم : ما هذه ‏الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له : هذه أصنام نعبدها نستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا ‏، فقال لهم : أفلا تعطونني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدوه ، فأعطوه صنما يقال له " ‏هبل " فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه .‏


وهكذا انتشرت عبادة الأصنام في الجزيرة العربية وشاع في أهلها الشرك والجحود فانسلخوا بذلك ‏عما كانوا عليه من عقيدة التوحيد واستبدلوا بدين ابراهيم [] وإسماعيل [ ] غيره ووقعوا في ما وقعت فيه ‏الأمم الأخرى من الضلالات والقبائح في المعتقدات والأعمال وذلك إلى أن بعث الله تعالى رسوله ‏الخاتم صلوات الله وسلامه عليه بهذا الكتاب المعجز الخالد ليحرر العقول ويطهر القلوب من شوائب ‏الشرك وأدران الوثنية ويثبت جذور التوحيد وأصول الإيمان في أعماق النفوس وبواطن السرائر بأدلة ‏واضحة وآيات بينات إلى أن يأتي أمر الله تعالى ولذلك حذر من الشرك وارتكاب الموبقات.‏


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " اجتنبوا السبع الموبقات ‏، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال : الإشراك بالله والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ‏وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" رواه البخاري ‏ومسلم ‏." اهـ 1/35


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter