عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 12  ]
قديم 29-12-2007, 09:14 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
من الذي يحكم عليه بالكفر ؟



"لا يجوز الحكم بالكفر على أحد من المسلمين لم ينكر معلوما من الدين بالضرورة ولم يعتقد ما ‏يخرج عن دين الإسلام لما ورد في ذلك من وعيد شديد وتحذير رهيب.‏


فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا قال الرجل ‏لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه "‏ رواه مالك والبخاري ومسلم


وأكد ذلك المعنى وزاده وضوحا في حديث آخر ، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال صلى ‏الله عليه وآله وسلم : " ما أكفر رجل رجلا إلا باء أحدهما بها إن كان كافرا ، وإلا كفر بتكفيره "‏ رواه ابن حبان في صحيحه


أي أنه إما أن يصدق عليه أو يكذب ، فإن صدق فهو كافر ، وإن كذب عاد الكفر إليه بتكفيره أخاه ‏المسلم .‏


وقيل : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن الذي يصف أخاه المسلم بالكفر ينال ذنبا عظيما ‏وإثما كبيرا إن لم يكن كذلك ، لأن القائل لأخيه يا كافـــر اعتقد أن عقائده زائغة وأعماله باطلة ‏وأفعاله سيئة ، فإن صدق في قوله نجا وإن كذب في قوله لأخيه ووصفه بالكفر فقد افترى عليه ‏وتعدى عليه بما لا يليق بمسلم، ولذلك يجب معرفة الأمور التي يصدق على صاحبها الحكم بالكفر لئلا ‏يرجع إلى القائل هذا الحكم.‏


تحديد معالم الكفر


إن الكفر في الإسلام يدل على الجحود والإنكار وقد يراد به جحد النعم وترك شكر المنعم والقيام ‏بحقه فالكفر الذي يخلد صاحبه في النار يوم القيامة وتجري عليه أحكام الكفار في الدنيا هو المقصود.‏


وعلى هذا فالذي يصدق عليه الحكم بالكفر هو من جحد شيئا من العقائد الثابتة بالأدلة القطعية.‏


وقد جاء في كتاب غريب القرآن : الكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية أو النبوة أو ‏الشريعة أو ثلاثتها.‏


وقيل الكفر على أربعة أنحـــاء : ‏


كفر إنكار بأن لا يعرف الله أصلا ، ولا يعترف به.‏
وكفر جحود ككفر إبليس يعرف الله بقلبه ، ولا يخضع ويقر بلسانه.‏
وكفرعناد : وهو أن يعترف بقلبه ، وربما صرح بلسانه ولا يدين به حسدا وبغيا.‏
‏ وكفر نفاق ، وهو أن يعترف بلسانه ولا يعتقد بقلبه.‏


فمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة كوحدانية الله تعالى أو أنكر وجوده كالدهريين أو أشرك معه ‏غيره أو نسب لله تعالى ما لا يليق بذاته العلية أو شبهه بالحوادث كطائفة المشبهة والمجسمة أو لم ‏ينزهه عن الحلول والمماسة كالحلولية أو عطل اسما من أسمائه أو صفة من صفاته كالمعطلة فهو ‏كافر وجميع الطوائف الضالة كالبهائية والقاديانية والإسماعيلية وغيرهم من الفرق المنحرفة.‏


وبالجملة كل من خالف عقيدة أهل السنة والجماعة وزاغ عن منهج الكتاب والسنة ، بتأويل فاسد ‏وشبه باطلة ، تؤدي إلى نقص في ذات الله تعالى أو صفاته أو أسمائه أو أفعاله ، فهو من قرناء ‏الشيطان وأئمة الكفر.‏


وكذلك يكفر من وصف الملائكة بغير ما أخبر الله تعالى عنهم كقول المشركين الملائكة بنات الله ‏تعالى ، أو أن جبريل عليه السلام أمين الوحي قد أخطأ في نزول الرسالة على رسول الله صلى الله ‏عليه وآله وسلم أو لم يؤمن بكتاب من الكتب المنزلة كالتوراة والإنجيل والزبور وأنها من عند الله ‏تعالى كما أخبر الله تعالى في كتابه العزيز وذلك بخلاف ما هو موجود الآن مما يزعمه اليهود ‏والنصارى كتبا مقدسة وهي محرفة ومبدلة ومنسوخة بالقرآن الكريم.‏


أو أنكر نبيا من الأنبياء المذكورين في القرآن المجيد وأن الله ختمهم بالرحمة الكبرى للعالمين ‏صلى الله عليه وآله وسلم وأن شريعته باقية خلود الزمن ناسخة لجميع الشرائع السابقة أو نسب إليهم ‏القبائح العظام وما يتنافى مع العصمة التي حفظهم الله بها أو غالى فيهم واعتقد أن لهم بعض الصفات ‏الإلهية ورفعهم عن مستوى العبودية لله تعالى.‏


وكذلك من لم يؤمن بالآخرة وما فيها من أمور غيبية صرح بها القرآن المجيد ، أو جاءت في ‏صريح السنة الصحيحة أو أنكر القضاء والقدر أو سلب الاختيار عن العبد وأنه مسير لا كسب له ، ‏كقول الجبرية أو القدرية أو الجهمية وغيرهم من الفرق الزائغة عن الحق.


وهناك أمور أخرى يكفر معتقدها وذلك مثل السجود للصنم اختيارا أو الاستهانة لما عظمه الدين ‏كالقرآن المجيد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشريعته الخالدة وفرائض الإسلام كالصلاة أو ‏الزكاة ، أو التلفظ بكلمة الكفر أو تكذيب آية من كتاب الله تعالى وكأحاديث الرسول صلى الله عليه ‏وآله وسلم المتواترة أو استحل حراما ثبتت حرمته بدليل قطعي كقتل النفس والزنا والسرقة ، لأن هذا ‏كله يتنافى مع الإذعان والتصديق والانقياد الإسلامي الواجب توافره ليكون المرء مؤمنا ومسلما.‏


فمن صـرح بشيء من هذه المعتقدات فيحكم عليه بالكفر الصريح ويصير مرتدا حلال الدم تقام ‏عليه حدود الإسلام التي ينفذها الحاكم الشرعي.‏" اهـ30

الشرك وأنواعه



"إن الشرك في الإسلام نوعان : الشرك الجلي والشرك الخفي .‏


فالشرك الجلي : هو اعتقاد شريك لله تعالى في بعض صفاته أو اتخاذ أرباب أو أنداد من دونه ‏تعالى يحرمون ويحللون أو العبادة لغير الله تعالى ، أو إسناد النفع والضر لغير الله تعالى فهذا كله ‏ارتداد عن دين الله تعالى : وخروج عن حظيرة الإسلام ، وكفر صريح يجر صاحبه إلى الخلود في ‏الجحيم الأبدي والشقاء الدائم في الدنيا والآخرة.‏


وأما الشرك الخفي : فهو الرياء وهو ضعف في الإيمان لا يخرج صاحبه عن الملة الإسلامية، ‏وإنما هو ذنب كبير يجب على صاحبه أن يتوب منه وأما الجلي فلا يغفر أبدا قال تعالى :‏{ إِنَّ اللَّهَ لا ‏يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ‏} سورة النساء ، آية : 48.‏


أي أن الله لا يغفر الإشراك به ويعفو عما دون الإشراك من الذنوب لمن يشاء من عباده.‏


قال سبحانه وتعالى : ‏{‏ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً ‏} سورة النساء ، آية : 116‏


أي أن من يشرك بعبادة الله تعالى شيئا فقد تاه عن طريق الحق وبعد عن سبيل النجاة لأنه سفه ‏نفسه وأفسد عقله وذلك لأن الشرك ظلم وافتراء خطير .‏


قال الله تعالى : ‏{‏ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ‏} سورة لقمان ، آية : 13‏


أي واذكر إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني لا تشرك بالله أحدا في عبادته وطاعته وإن ‏الشرك بالله لظلم عظيم لأن المشرك يسوي بين المستحق للعبادة وغير المستحق ولذلك حرمه الله ‏تحريما شديدا وجعله أكبر الكبائر.‏


‏ قال تعالى :‏{ ‏ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ ‏تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُون ‏} سورة الأعراف ، آية : 33‏


أي قل أيها الرسول : إنما حرم ربي الأمور العظيمة في القبح كالزنى سواء منها ما يرتكب سرا ‏وما يرتكب جهارا والمعصية أيا كان نوعها والظلم الذي ليس له وجه من الحق وحرم سبحانه أن ‏تشركوا به دون حجة صحيحة أو دليل قاطع وأن تفتروا عليه سبحانه بالكذب في التحليل والتحريم ‏وغيرهما.‏"اهـ22



توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter