عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 29-12-2007, 09:06 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
العقيدة الإسلامية وأثرها :‏


"إن أعظم سلطان على النفوس والأرواح هو سلطان الدين الذي ارتضاه الله لعباده لأنه الذي يهيمن ‏عليها ويستولي على جماع أقطارها وينفذ إلى سويداء القلوب وأعماق الأفئدة فيصلح الضمائر ويزكي ‏النفوس ويطهر المجتمعات بطهور الهداية الربانية ومدد الوحي المعصوم فينشر العدل والسلام ويقيم ‏دولة الحب والوئام ويدفع للعمل الجاد المثمر البهيج ويغرس في كيان الإنسان أسمى المعاني التي ‏تصنع البطولات وتظهر المثل العليا والفضائل الخلقية .‏


ولما كانت العقيدة هي أساس الدين وقوامه والدعامة الكبرى لبنائه كانت قوتها هي الميزان الدقيق ‏لعظمة الأمم والأفراد لأنها إذا رسخت في لب الأعماق وتمكنت في مكامن السرائر وجهت أصحابها ‏إلى معارج الكمال البشرى المنشود وسمت بهم إلى مراقي العزة والكرامة ليكونوا خير أمة أخرجت ‏للناس ولذلك فإن الرعيل الأول من المسلمين لما كانت العقيدة قد بلغت القمة في ثباتها في قلوبهم فقد ‏ملأوا الدنيا هديا ونورا وسعادة وأمنا وانتصروا على كل قوى الشر وأدبوا جبابرة الدنيا وسادوا الحياة ‏بأسرها رافعين راية التوحيد عالية خفاقة مبشرة بالنصر في كل مكان واستطاعوا في زمن يسير من ‏إبان الدعوة الإسلامية أن يبلغوا كلمة الله إلى ما يقرب من ربع الكوكب الأرضي آنذاك ولما ضعفت ‏العقيدة بأصحابها بعد ذلك تخطفهم أعداؤهم من كل جانب وأصبحوا عزين متفرقين لا تجمعهم وحدة ‏ولا يضمهم هدف.‏


ويوم أن نريد القوة لأمتنا والتمكين لديننا نربي جيلنا على العقيدة الحقة والإيمان القوي ليعود ‏للإسلام مجده السالف وسؤدده العظيم .‏


وإن من تدبر في هذه الآية عندما تتحدث عن الصالحات فتذكر العقيدة في طليعة أعمال البر يرى أنها ‏الأصل الذي تتفرع منه جميع الأعمال الصالحة والأساس الذي تقوم عليه . يقول الله تعالى :‏ {‏ لَيْسَ ‏الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ ‏وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ ‏وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ ‏وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ‏} ‏ سورة البقرة ، آية : 177‏



العقيدة التي جاءت بها الرسل واحدة :‏


إن هذه العقيدة التي أنزل الله بها كتبه ، وأرسل بها رسله وجعلها باقية أبد الآباد من بداية البشرية ‏إلى نهايتها هي عقيدة واحدة ، لا تتغير بتغير الزمان أو المكان ولا تختلف باختلاف الأنبياء والأمم بل ‏هي ثابتة محكمة لأنها تشمل الإيمان بالله وملائكته ، ورسله واليوم الآخر. قال جل شأنه:‏ {‏ شَرَعَ لَكُمْ ‏مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا ‏الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ‏} سورة الشورى ، آية : 13‏


أي ما شرعه الله لنا من الدين ، ووصانا به هو الدين الذي جاء به رسله السابقين كنوح وإبراهيم ‏وموسى وعيسى [ على نبيّنا سيدّنا محمد وعليهم وعلى سائر الأنبياء والمرسلين أشرف صلوات الله وتسليماته ] وذلك في جوهر العقيدة وأصول الدين ، لا فروعه ولا تشريعاته الخاصة ، لأن لكل ‏أمة منهجا يتفق مع ظروفها ، وأحوالها ويتلاءم مع مستواها الفكري وحياتها الراهنة واستعدادها ‏الروحي قال سبحانه وتعالى: ‏{‏ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ‏} سورة المائدة ، آية : 48‏" اهـ 1/23


علم العقيدة الإسلامية


"إن علم العقيدة الإسلامية هو أعظم العلوم على الإطلاق وأمسها حاجة للمسلم ، لأن العقيدة ‏الإسلامية هي الأصل الذي تبنى عليه فروع الدين ، والأساس الذي يقوم عليه بنيانه والحصن الحصين ‏لحماية المسلم من عواصف الشك وأخطار الضلال والشرك وهذه العقيدة هي التي جاءت بها جميع ‏الرسل والأنبياء : قال الله تعالى :‏ {‏ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ‏فَاعْبُدُونِ ‏} سورة الأنبياء ، آية : 25‏


ويجب أن يعرف المسلم أن جميع الأعمال الصالحة التي يعملها لا يقبلها الله سبحانه وتعالى إلا إذا ‏صحت العقيدة ثبت الإيمان .‏


قال تعالى :‏‎ {‏ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا ‏وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ‏} سورة البقرة ، آية : 217‏


وتظهر الأهمية الكبرى لهذه العقيدة بأن عدم الإيمان بالأمور الغيبية هو الذي يحكم على الإنسان ‏بالكفر .‏


قال الله تعالى :‏ {‏ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ ‏شَرُّ الْبَرِيَّةِ.‏‎ ‎إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ‏تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ‏} سورة البينة ، آية : 6/8‏


المباحث التي تشملها العقيدة الإسلامية


إن العقيدة الإسلامية تشمل معرفة ما يجب لله تعالى وما يستحيل وما يجوز في حقه تعالى وهذا ما ‏يسمى بالإلهيات ومعرفة ما يجب للرسل عليهم الصلاة والسلام وما يستحيل وما يجوز في حقهم ‏وصدق معجزاتهم ورسالاتهم وهذا ما يسمى بالنبوات.‏


ومعرفة جميع الأمور الغيبية التي جاءت عن طريق كتاب الله تعالى أو سمعت من رسول الله صلى ‏الله عليه وآله وسلم وتشمل الإيمان بالملائكة والكتب واليوم الآخر والجنة والنار والصراط والميزان ‏والحوض وعذاب القبر ونعيمه والشفاعة وهكذا وهذا ما يسمى بالسمعيات.‏



مصادر العقيدة الإسلامية


إن العقيدة تشمل علم التوحيد الذي هو رأس مال المؤمن وسبب سعادته الأبدية قال الله تعالى:‏ {‏ إِنَّ ‏اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ‏} سورة النساء ، آية : 48‏


والعقيدة هي : انعقاد القلب عقدا مؤكدا على يقين صادق بحقيقة ما عليه الأمر في ذاته ونفس الأمر ‏، ولا يتم ذلك إلا عن طريق القرآن المجيد وخبر الصادق المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم فإن ‏الكمالات الإلهية لا يدركها العقل وحده لأنه لا يمكنه إلا بقدر ما يتضح له من الدلائل على عظمته ‏سبحانه وهذه الدلائل تتفاوت العقول في إدراكها. فإن الله سبحانه وتعالى خلق الكون كله وسخره ‏للإنسان .


قال تعالى :‏{‏ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ‏}‏ سورة الجاثية ، آية : 13‏


فلقد وهـب الله العقل للإنسان وجعل له السيطرة على الأرض لتظهر حكمة ‏التسخير وهو مع ما بلغه من العلوم الحديثة عاجز عن الإحاطة بما في المادة من خواص أودعها ‏القادر الحكيم من فضله فإذا انكشف للعقل شيء يذعن أن لهذا الكون إلها مدبرا ليعرفه بقدر ما شاهد ‏من هذه الآيات لا بقدر جلاله سبحانه وتعالى .‏


ولذلك لا يكون الإنسان مسلما إلا إذا شهد بنور الإيمان آيات الخالق العظيم مشرقة دالة على كمال ‏التنزيه والتقديس لذات الإله الحق سبحانه وتعالى ، ولا يمكن ذلك إلا بطريق الوحي الإلهي، ولهذا ‏فإن مصادر العقيدة الإسلامية هي ما عليه الإجماع من كتاب الله تعالى والسنة النبوية الصحيحة،وهي ‏عقيدة النجاة.‏" اهـ 1/25



توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter